بقعة الزيت تتمدد
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

بقعة الزيت تتمدد

المغرب اليوم -

بقعة الزيت تتمدد

بقلم - توفيق بو عشرين

حراك الريف أصبح مثل بقعة زيت تتمدد في كل فضاءات المغرب، تطل على فيسبوك فيستقبلك البث المباشر لتظاهرات الليل في الحسيمة ومدن أخرى تطالب كلها بإطلاق سراح الزفزافي ورفاقه. تفتح الصحف الورقية والإلكترونية فتجد نظريتين تتقارعان حول أحداث الحسيمة، الأولى تقول إنها انفصالية وتهدد بجر المغرب إلى النموذج السوري، والثانية تقول إنها اجتماعية، وإن سوء أدارتها هو الذي يعرض الاستقرار للخطر. تطوي الصحف وتذهب إلى متابعة البرلمان، فتجد أن حراك الحسيمة هو المستبد بكل النقاشات من القانون المالي، إلى محاربة الفساد، إلى البحث عن الشغل إلى الاقتصاد غير المهيكل، كل الموضوعات تصب في نهر الجيل الجديد من الاحتجاجات التي انطلقت من الهامش وأصبحت تحتل مركز المركز. تبتعد عن البرلمان وتدخل إلى بيت الحكومة، فلا تجد غير حراك الحسيمة وهديره يختبر رئيس الحكومة المسكين سعد الدين العثماني، الذي ورطه وزير الداخلية عبدالوافي لفتيت وهو لم يسخن بعد مقعده، ودفعه إلى ترويج نظرية الانفصال والعمالة للخارج، مما جعل من الحكومة أداة غير صالحة لحل المشكل. تترك الحكومة جانبا وقد ابتعدت هي نفسها عن الأزمة منذ اليوم الأول، وتتجه إلى علاقة الأحزاب بالقصر، فتجد أن الأخير استدعى وزراء الأحزاب بعد إلغاء الدرس الحسني يوم الأربعاء الماضي وحثهم على التحرك، وعدم ترك الفراغ، والتواصل مع المواطنين وتسريع الأوراش المفتوحة. وعلى الجانب الآخر تتابع باندهاش بيان المستشار الملكي فواد عالي الهمة، الذي هاجم بنكيران عقب نشر خبر لقاء الرجلين في بيت حي الليمون، الذي يبدو أن الاتفاق لم يجر بين الاثنين على كتمانه، وأن الدلالات التي أعطيت له أغضبت مستشار الملك، فخرج ببلاغ غير مسبوق يهاجم فيه رئيس حكومة سابق، ويقول إنه زاره لوجه الله ووجه رمضان وللسؤال عن صحته! وحتى تمر الرسالة إلى من يهمه الأمر، قال الهمة إنه لم يكن يريد أن يحرج بنكيران، خاصة وأن احتجاجات الريف انطلقت في عهد حكومته. بنكيران لم يزد على هجوم الهمة وامتنع عن التعليق معتبرا كلام الهمة (لاحدث).

حراك الريف لم يقف هنا، بل إن جماعة العدل والاحسان المشغولة عادة بالاعتكاف في رمضان، خرجت عن صمتها وقررت النفخ في جمر الاحتجاجات، ومدها بالعدة الجماهيرية حتى لا تنطفئ. أما حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، فقد فتح لحراك الريف ذراعيه بالترحيب، معلنا أن حزبه يساند مطالب الحراك وينتقد المقاربة الأمنية التي اعتمدتها الدولة تجاه مطالب الريفيين المشروعة. شباط يرد (الصرف) لخصومه الذين أرادوا إقصاءه من قيادة سفينة الاستقلال التائهة، ويسعى الآن جاهدا وقد (ارتبك) جهاز الدولة بفعل أزمة الريف للإفلات من العقاب السياسي الذي سلط عليه. الحزب الحاكم مجازا العدالة والتنمية وجد نفسه هو الآخر تحت تأثير عواصف الحراك التي هبت على المصباح، وأجبرت بنكيران على انتقاد حكومة العثماني التي ارتكبت حسبه خطأ قاتلا في إدارة أزمة الريف، في حين لا يعطي وزراء البيجيدي للحراك نفس البعد ونفس الخطورة، ويحاولون أن يوهموا أنفسهم بأن المشكل عابر، وأن الحكومة ليس وحدها معنية بإدارة هذه الأزمة، وأن الدولة معنية قبل الحكومة بحل هذه المعضلة .

قضية الزفزافي ورفاقه لم تبق محصورة داخل الحدود، بل تدفقت نحو الخارج وإلى أوروبا بالتحديد، ووجدت (الدياسبورا الريفية) بكل ألوانها واتجاهاتها نفسها في قلب الحراك، وتحولت الآن إلى مكبر صوت قوي لما يقع في الحسيمة وبني بوعياش والدريوش والمناطق المجاورة.. وأصبحنا نسمع دروسا من الحكومة الإسبانية حول ضرورة احترام دولة الحق والقانون، وتحذيرا من بريطانيا وهولندا لرعاياهم من مغبة الاقتراب من مناطق التوتر…

هكذا تبدو الصورة من فوق لحراك معقد جدا، بدأ اجتماعيا، ثم تحول إلى سياسي في منطقة لها خصوصيات تاريخية وثقافية وجغرافية، سمتها الرئيسية إحساس المواطن الريفي بالعزلة والتهميش والحگرة والإقصاء والعنف من قبل دولة …

إذا صح هذا التوصيف للحجم الذي أخذته أزمة الريف التي انطلقت يوم 28 أكتوبر 2016، ومازالت مستمرة إلى الآن، فهذا يطرح على الدولة بكل مكوناتها أسئلة كبيرة مفادها: متى ستنتهي هذه الأزمة؟ وما هي الحلول التي لم تجرب بعد لإقفال هذا القوس الخطير؟ ومن يقبل بتحمل مسوولية الإخفاق في إدارة هذه الأزمة التي تتمدد يوما بعد آخر وتسمم المناخ السياسي والاجتماعي والوطني؟

الزمن لا يحل المشاكل، هذا وهم يستبد بالعاجز عن التصدي للواقع، الذين يخرجون كل يوم للتظاهر في الشارع دون أن يجدوا أذانا صاغية، لن يتعبوا لأن العناد والمقاومة من طباعهم النفسية، ثم هم اليوم مطوقون بدين أخلاقي أتجاه أصدقائهم القابعين في السجون، والخوف كل الخوف أن تسيل الدماء ويسقط قتلى في هذا الجو المتوتر… لهذا، فإن الحل يبدأ بالتهدئة، والتهدئة تبدأ بإطلاق سراح المعتقلين وتخفيف الضغط الأمني وتجريب الوصفة السياسية التي لم تجرب إلى الآن هيبة الدولة ليست على المحك والريف ليس خصما، الخصم الحقيقي هو الفقر والتهميش والإقصاء والاستئثار بالثروة والسلطة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بقعة الزيت تتمدد بقعة الزيت تتمدد



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib