زلزال تحت العقال
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

زلزال تحت العقال

المغرب اليوم -

زلزال تحت العقال

بقلم ـ توفيق بو عشرين

كان لدي زميل دراسة مغربي مقيم في الرياض دائم الشكوى من مشكلة لا توجد سوى في السعودية، مشكلة لا حل لها إطلاقا، كان هذا الأستاذ في الجامعة السعودية محروما من إمكانية السفر خارج المملكة العربية السعودية لحضور موتمر أو نشاط أو لقاء، وذلك لسبب يبدو تافها هنا، لكنه معقد هناك، صاحبنا ليس لديه سائق فليبني أو هندي أو باكستاني لأن راتبه لا يسمح له بذلك، وزوجته المغربية التي تسوق في كل بلاد الدنيا لا تستطيع أن تجلس خلف المقود لتأخذ الأطفال إلى المدرسة، أو لتزود البيت بحاجياته من السوق في غياب الزوج، لهذا يظل الأخير معتقلا في الرياض إلى أن تحين العطلة السنوية، فيأخذ العائلة كلها إلى المغرب أو أوروبا، حيث تستطيع زوجته أن تسوق سيارة…

أمس، بقرار ملكي حل سلمان بن عبد العزيز هذا المشكل، وسمح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، وقبلها بامتلاك رخصة السياقة دون إذن من ولي أمرها، ولكي يخفف من صدمة القرار على التيار الديني الوهابي المتنفذ، استشار هيأة كبار العلماء الذين نقضوا فتوى سابقة لهم تحرم على الجنس الناعم سياقة السيارات، وقالوا اليوم: (إن الأصل في هذا الأمر هو الإباحة، وإن التحريم ارتبط بما يحيط بسياقة المرأة للسيارة من مخاوف السقوط في الاختلاط أو الفتنة أو ما شابه، وإن مبررات المنع في السابق كانت من باب سد الذرائع، وهي ظنية وليست قطعية، أما وإن ولي الأمر سمح بذلك وأحاطه بضمانات، فإن هيأة العلماء لا ترى مانعا)…

طبعا تعرض كبار علماء الوهابية لسخرية سوداء من تناقضاتهم هذه، سواء في معسكر المؤيدين للقرار، أو في معسكر الرافضين له، لكن، وبما أنك في السعودية فلا تستغرب من التناقضات التي تعيش فيها البلاد طوال السنة…

كلمت أحد الأصدقاء السعوديين المحسوبين على التيار الليبرالي لأعرف ردود فعله على القرار فقال: (والله أنا حائر، لا أعرف هل أفرح بقرار انتظرناه طويلا، أم أخجل من بلادي التي لم تقتنع بحق المرأة في قيادة السيارة سوى في 2017، أي بعد 87 عاما من قيام حكم آل سعود، المسنود بعلماء الوهابية، الذين يعطون شيكا سياسيا على بياض لولي الأمر، مقابل أن يعطي الأخير شيكا اجتماعيا وأخلاقيا على بياض لمؤسسة العلماء، التي تتحكم في رقاب الناس خارج الفهم الوسطي للدين وخارج منطق العصر).

سارع الصديق الجديد للرياض (أبو إيفانكا) من واشنطن للترحيب بالقرار، الذي يعطي للمرأة السعودية بعضا من حقوقها، فيما صمت ترامب عن حق 26 مليون سعودي في دستور وبرلمان وأحزاب ونقابات وإعلام حر وقضاء مستقل وحرية قول ودولة مؤسسات، هذه كلها مطالب معلقة على إرادة الحاكم ودرجة شهيته للسلطة…

رغم أن مملكة النفط التي تنتج 12 مليون برميل في اليوم، تصرف المليارات على تحسين صورتها في العالم، فإنها توجد في أسفل ترتيب الدول من حيث السمعة في الخارج، ويكفي للإنسان أن يطل على وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية، وعلى أفلام هوليود، وعلى مكتبات لندن وباريس ونيويورك، ليكتشف أن العلم الأخضر للمملكة لا يظهر منه إلا السيف، وأن بلاد الحرمين أصبحت مرادفة لعش متخصص في تفريخ الإرهابيين، وتصدير التطرف إلى بلدان أخرى لم تعرفه قبل خروج الوهابية إلى العالم، للتبشير بفهمها البدوي للدين، وفقهها المتشدد لأحكام التدين. السعودية عوض أن تحسن شروط عيش السكان داخلها ونمط الحكم فيها، تجري لتحسين الصورة في أمريكا حتى وإن كانت غير مطابقة للأصل، فيخسر السعوديون على جهتين، يخسرون أموال العلاقات العامة التي تصرف في الخارج، ويخسرون فرص الإصلاح في الداخل….

القرارالجديد الذي يسمح لنصف المجتمع بسياقة عربة من أربع عجلات يطرح جملة من الملاحظات…

أولا: السعودية على أبواب بداية نهاية (الحلف المقدس) الذي جمع بين آل سعود (وآل عبدالوهاب)، لا يمكن لدولة حديثة أن تعيش رهينة مؤسسة دينية كهنوتية، حتى وإن وفرت لها شرعية الولاء المطلق للحكم المطلق، لأن هذا التعايش بين الحاكم الذي يسيطر على السلطة، ورجل الدين الذي يسيطر على المجتمع، أصبح مكلفا للمملكة في الخارج والداخل، فالسعودية ومنذ أحداث شتنبر 2001، وهي تتعرض لضغوط قوية باعتبارها مسؤولة معنويا وإيديولوجيا وسياسيا عن 16 سعوديا من أصل 18 انتحاريا كانوا على متن الطائرات الأربع التي انفجرت في نيويورك وواشنطن وبنسليفانيا…

ثانيا: مظاهر التشدد الديني مع المجتمع السعودي لا تقود إلى سلامته ولا إلى طهارته ولا إلى نقائه كما يتوهم العقل الفقهي الوهابي، العكس هو الصحيح، جل الإحصائيات تقول إن ثلاثة بلدان إسلامية توجد على قائمة البلدان التي تعرف أعلى معدلات التحرش الجنسي، وهذه الدول هي: السعودية ومصر وأفغانستان وكلها دول محافظة ومتدينة شكليا، ويحتل الفقهاء والوعاظ فيها دورا بارزا في توجيه سلوك المجتمع… منع اختلاط الذكور بالإناث، وحظر التربية الجنسية في المدارس، وزرع الثقافة الذكورية التي تحتقر المرأة، وغياب المساواة بين الجنسين وبين المواطنين عموما، وانتشار ثقافة لا قانون ولا حقوق، كلها تحرر الغرائز من عقالها وتجعل الإنسان والحيوان يقتربان من بعضهما، أحد الفروق الجوهرية بين الإنسان والحيوان أن الأول يتحكم في غريزة الأكل والشرب والجنس والعنف، فيما الثاني لا يتحكم فيها.

ثالثا: يوما بعد يوما يتضح (نفاق) المؤسسة الدينية الرسمية في السعودية وفي غيرها من البلدان العربية، حيث تتعرى تبعيتها للسلطة، وينكشف دورها في نشر قيم العبودية للحاكم، والطاعة لولي الأمر، والاستخفاف بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فطاعة ولي الأمر واجبة (حتى وإن ضربك على ظهرك وأخذ مالك)، يقول علماء السعودية، مخالفين قيم الدين الذي لم يجعل الإكراه حتى في الإيمان وقال تعالى: (لا إكراه في الدين)، وقال (ومن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر). فكيف يسمح الخالق بالإكراه في السياسة والاجتماع والثقافة والتعليم…

ستسوق المرأة السعودية في سنة 2018 سيارة أمريكية أو يابانية، لكن من يسوق بلاد الحرمين نحو بر الأمان وسط إعصار لا يرحم…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زلزال تحت العقال زلزال تحت العقال



GMT 09:00 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

الدولة

GMT 12:10 2024 السبت ,24 شباط / فبراير

دروب الرياض

GMT 11:58 2024 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

منتدى الإعلام السعودي... وجسور الحوار

GMT 17:13 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

خلف بن هذال... الإبداع الذي لا يبلى

GMT 06:53 2023 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

الحبيب المصرقع

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib