مكبر صوت لكل مواطن
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

مكبر صوت لكل مواطن

المغرب اليوم -

مكبر صوت لكل مواطن

توفيق بو عشرين

ما عاد الناس مستهلكين للأخبار والتعاليق والتحاليل والخطب من القنوات التقليدية للإعلام: جريدة وإذاعة وتلفزيون ووكالة أنباء… صارت للمغاربة جريدتهم الأولى (الفايسبوك)، وتلفزتهم الأولى (اليوتوب)، وآلاف الجدران الافتراضية يعبرون فوقها عن آرائهم تحت مقالات وأخبار مئات المواقع الإلكترونية التي نبتت في كل المدن والقرى والأحياء الشعبية والراقية على حد سواء…

آخر إحصاء قدمته إدارة الفايسبوك يقول إن عدد المغاربة الحاملين للجنسية الزرقاء في جمهورية مارك زوكربيرغ يبلغ حوالي سبعة ملايين ونصف مليون، وأن 14 مليون مغربي يتوفرون على هاتف ذكي في المغرب، وسيصبحون، بعد ثلاث سنوات أو أقل، 20 مليون مواطن يحملون جهازا ذكيا مربوطا بشبكة الأنترنت، أي أن ثلثي السكان في المغرب لم يعد أحد باستطاعته أن يفرض عليهم خطابا واحدا، أو رأيا واحدا، أو صورة واحدة، أو ترتيبا خاصا به للأخبار والموضوعات والقضايا التي تهمهم… الجميع يستهلك وينتج، يتأثر ويؤثر، يستقبل ويرسل، يؤيد ويعارض، يدافع عن شخص أو قضية أو قرار، أو يهاجم قانونا أو سياسة أو أغنية أو مشهدا في فيلم، وحتى بعض الذين لا يعرفون القراءة والكتابة يستعملون الأنترنت لمشاهدة شريط أو سماع أغنية أو متابعة برنامج، أو يتلقون أخبارا من الفم إلى الأذن من أقربائهم مصدرها الشبكة العالمية للتواصل والاتصال والبحث عن المعلومات.

هذه الثورة الرقمية، التي لم تستثن أي بلد أو أمة أو حضارة أو ثقافة، أطاحت بنظريات كثيرة في حياتنا الاجتماعية والسياسية، وأولها نظرية النخب والجماهير، الخاصة والعامة. هذا التقسيم التقليدي في البنية السياسية والاجتماعية تأثر كثيرا ببروز منصات التواصل الاجتماعي التي تعطي كل مواطن منصة ومكبر صوت وأداة للتعبير عن نفسه. هذا لا يعني أن الجميع أصبحوا على قدم المساواة في التأثير. لا، أبدا، سيظل التأثير متفاوتا بتفاوت الإمكانات العقلية والفكرية والمهارات اللغوية والتواصلية، والإمكانات التقنية والمادية القابعة خلف استراتيجيات إنتاج المضمون والمعنى على الشبكة العالمية، لكن الذي تغير هو الولوج إلى عالم التأثير، حيث أتيحت للضعفاء وللأفراد وللمجموعات، حتى المهمشة، إمكانية أن يصيروا مؤثرين في الرأي العام، وفي مخرجات السياسات العمومية، وفي التأثير على الذوق الفني وعلى كل مناحي الحياة الاجتماعية، وهو ما لم يكن متاحا من قبل. لم يعد التأثير محصورا في جماعات صغيرة تمتلك لوحدها أدوات التوجيه أو الدعاية أو الوعظ، صار الولوج إلى «لاغورا»، أي إلى ساحة الفعل العمومي، ديمقراطيا… هذا لا يعني أن هذا الولوج لا يتم بدون مخاطر ولا بدون مصائب حتى، وأكثرها الآن دخول داعش وخطابها الوحشي على خط إنتاج التطرف وتجنيد الحطب لنار الفتنة.

تابعوا مثلا النقاشات التي أثيرت حول صلاة الاستسقاء بالمغرب على “فايسبوك”، والتي كانت في السابق جزءا من الطقوس الدينية التي تحتكر فيها الدولة إنتاج المعنى والغاية والشكل منها وحولها.. صلاة من أجل التوجه إلى الله عز وجل طلبا للغيث، ومن أجل تهييء الناس سيكولوجيا لتقبل القحط أو الجفاف، وتوجيه عناية الناس إلى السماء لا إلى الأرض. إن تغطية الطقس الديني المتمثل في رفع أكف الدعاء إلى الله من أجل سقوط المطر إعلاميا وسياسيا، وإعطاءه طابع الحدث والرسالة الإعلامية والحمولة السياسية، كل هذا كان يمر في صمت، أو وسط تعليقات محدودة في الصالونات المغلقة للنخبة اليسارية أو الليبرالية، أما اليوم، وعلى الهواء مباشرة، وفي فضاء فيه ملايين المتابعين، نقرأ ونسمع تعليقات شتى على هذا الموضوع بين مؤيد ومعارض، بين من يدعو الله متخشعا، ومن يسخر من توظيف المطر في السياسة، بل هناك من استدعى تعليقات ليوطي الذي كان يردد عبارته الشهيرة: «الذي يؤثر في السياسة في المملكة الشريفة هو المطر». هذا نموذج فقط عن نوع المتغيرات الجوهرية التي دخلت على خطاطة الاتصال والتواصل والتأثير والتأثر في بلادنا. هناك اليوم في المغرب برامج وتعليقات ومقالات يقرؤها أو يطّلع عليها ملايين المغاربة دون أن يمروا وجوبا من قانون الصحافة والنشر، ودفاتر تحملات الهاكا للإذاعات والتلفزات، ولا الوقوف طويلا عند بيانات الدولة التي تبثها الوكالة الرسمية.. هذا معناه أن الدولة فقدت السيادة على عقول الناس وأذواقهم وسيكولوجيتهم، وعلى قائمة الأخبار التي يطلعون عليها أو لا يطلعون عليها. هذه الملاحظة تقود إلى استنتاج وهو أن الدولة عندما تفقد احتكار أي شيء أو أي سلعة، ماذا تفعل؟ تقبل أولا بحقيقة السوق المفتوح وقوانينه، ثم تعمل ثانيا على القبول بالتعددية، ثم ثالثا تتكيف مع الوضع الجديد، وتقبل أن تدخل سوق التأثير السياسي والفكري والثقافي والقيمي كفاعل ضمن فاعلين آخرين، ثم تقبل بجعل بضاعة الدولة الرئيسة (القرار العمومي) تتفاعل مع حقيقة أن الرأي العام موجود، وله توجهات وميول ومطالب وآراء. يجب على الدولة أن تأخذ بعين الاعتبار كل هذا، وألا تتصرف كأنها المنتج الوحيد للحقائق والسياسات والقرارات التي تهم المواطنين، وهذا ما يسمى الديمقراطية، التي تعتبر أداة من أدوات إدارة المصالح المتناقضة وتخفيف التوترات، وجعل مصلحة الأغلبية فوق مصلحة الأقلية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكبر صوت لكل مواطن مكبر صوت لكل مواطن



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 07:13 2022 السبت ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موظفو ماسك لجأوا للقضاء قبل تسريحهم

GMT 05:04 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

شاحن لاسلكي "ثوري" من سامسونغ في الأسواق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib