مارجعينش والله يخلف على خالتي ميركل
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

مارجعينش.. والله يخلف على خالتي ميركل

المغرب اليوم -

مارجعينش والله يخلف على خالتي ميركل

توفيق بو عشرين

سجلوا صرخاتهم ضد قرار المغرب استرجاع مهاجريه  «السريين» من ألمانيا،  وأعرب الثلاثة، بكل عفوية ومرارة، عن معارضتهم  اتفاق الرباط وبرلين  على ترحيل هؤلاء من ألمانيا إلى المغرب، بعد أن تسربوا في صفوف موجة اللاجئين السوريين والعراقيين إلى أوروبا السنة الماضية، وعبروا تركيا واليونان وبلدانا أخرى، واستقروا خاصة في ألمانيا التي فتحت ذراعيها لهؤلاء المنكوبين لدواعٍ إنسانية… هذا الفيديو عمره دقيقة و40 ثانية، لكن مدلوله أطول وأعمق بكثير…

ماذا قال المغاربة الثلاثة من ألمانيا بعد أن مروا بمخاطر عظمى  وأهوال كبرى قبل أن يستقروا في أحد ملاجئ السيدة ميركل؟ إليكم  ما قاله هؤلاء  قبل أن نعلق عليه… «لماذا تريدون إرجاعنا من ألمانيا إلى المغرب؟ لماذا تريدون إرجاعنا إلى القهر والخبز واتاي؟ لماذا لا تسترجعون سبتة ومليلية المحتلتين من أيدي الإسبان؟ لماذا لا ترجعون بنات المغرب من الخليج اللواتي يتعرضن للاستغلال والمهانة ويشوهن وجه البلاد؟ لماذا لا ترجعون الأساتذة المتدربين المضربين عن الدراسة منذ أشهر إلى الأقسام؟ ولماذا تواجهونهم بالعصا والزرواطة؟ أنا شخصيا -يقول الشاب الأول-  تخلصت من جنسيتي المغربية في عرض البحر، ورميت جواز سفري إلى السمك، بعد أن واجهنا الموت في الزورق (الزودياك) الذي توقف محركه في عرض البحر، ثم لما دخلنا إلى غابة مقدونيا واجهنا مخاطر لا يتمناها أحد لعدوه. ستة أيام من المشي على الأقدام  بدون ماء ولا طعام، كنا معرضين لهجوم الحيوانات البرية المفترسة (الحلوف) ولجرائم المافيات التي تتربص بالمهاجرين في كل مكان، هذا إذا أفلت الإنسان من رجال الشرطة الذين يعمدون إلى كسر أرجل المهاجرين لمنعهم من الحركة ودخول أوروبا، وبعد كل هذه المِحنة، وبعد أن رأينا الموت أمام أعيننا وصلنا إلى ألمانيا، والآن تريدون أن ترجعونا  إلى المغرب.. هذا حرام، مارجعينش، هنا نحن بخير نأكل ونشرب، وفوق هذا يعطوننا المال، الله يخلف على خالتي ميركل، وجدنا عندها الحنان الذي لم نجده في بلادنا، ماذا أعددتم لنا أنتم في المغرب  إذا استرجعتمونا من ألمانيا غدا؟ السجون، الزرواطة، الحكرة، الشوماج»… هنا يتدخل الشاب الثاني من تطوان، وبلهجته الشمالية استكمل الاحتجاج قائلا: «لماذا الآن فقط تهتمون بِنَا؟ عندما كنّا في المغرب لم يكن أحد يسأل عنا ولا عن أحوالنا. الآن فقط لما وصلنا إلى أوروبا أصبحنا مهمين وتريدون استرجاعنا. أسيدي مارجعينش، ابتعدنا عنكم آلاف الكيلومترات ومازالين تابعينا، مارجعينش.. مارجعينش لبلاد العدالة نايمة والحكرة قايمة.. واش حسدتونا عندما وصلنا إلى أوروبا وغامرنا بحياتنا؟ حشومة عليكم مارجعينش مارجعينش…».

هذا النص القصير، النابع من نفوس مجروحة وقلوب مكلومة وعقول يائسة، يسائل الدولة المغربية وحكومة بنكيران والمؤسسات المنتخبة والأحزاب السياسية، وكل صاحب سلطة أو ولاية أو قرار.. كيف وصل هؤلاء الشبان، وملايين مثلهم، إلى هذه الدرجة من اليأس والإحساس بلا جدوى الانتماء إلى الوطن الذي لا يحسون فيه بالأمان ولا بالكرامة ولا حتى بالاهتمام… هؤلاء الشباب المغاربة الذين تدفقوا بالآلاف على أوروبا مستغلين فتح الأبواب مؤقتا  للاجئين والفارين من حربي العراق وسوريا لكي يتسربوا بين صفوفهم.. هؤلاء الشباب المغاربة  يبعثون إلينا جميعا رسالتين خطيرتين، ويجب قراءتهما جيدا؛ الأولى أن هؤلاء الشباب المغاربة، ورغم كل ما يقال عن استقرار بلدهم وتحرك عجلة الإصلاح فيه، قد وصلوا إلى درجة من اليأس وفقدان الأمل، والإحساس بالمهانة في بلادهم،  إلى الحد الذي يجعلهم  يخاطرون بحياتهم في عرض البحر من أجل الوصول إلى أوروبا، تماما كما يفعل السوريون والعراقيون الهاربون من جحيم الحرب وبراميل الأسد المتفجرة وبربرية داعش في الرقة والموصل. ما الذي أوصل هؤلاء إلى هذه الدرجة من اليأس إلى الحد الذي يتعرضون فيه لخطر الموت من أجل إعطاء حياتهم معنى؟ مثل هؤلاء كثيرون في المغرب، واليوم  يركبون مخاطر الموت على متن «زودياك» كما فعل أقرانهم منذ 20 سنة، لكن هناك من يركب قارب التطرف والإرهاب والراديكالية ليهاجر إلى مناطق أخرى مشتعلة.. إنهما وجهان لعملة واحدة.

الرسالة الثانية التي بعثها الشبان الثلاثة من ألمانيا إلى بريد المغرب هي أن هؤلاء يرفضون قرار ترحيلهم من أوروبا إلى المغرب، ويرون أن مغامرتهم للوصول إلى «الإلدورادو» الأوروبي، والمعاناة التي تحملوها تعطيهم الحق في البقاء في ألمانيا، والبحث عن مستقبل آخر في بلاد «خالتي ميركل»، كما وصفوها، التي وجدوا عندها الحنان الذي افتقدوه في بلادهم… هؤلاء يقولون للمغرب: لا تبحث عن حلول مع أوروبا على حسابنا. هؤلاء يقولون للجميع: لا يوجد هناك مهاجر سري وآخر علني، ولا توجد هناك هجرة شرعية وأخرى غير شرعية، هناك فقط بشر يبحثون عن أمل خارج حدودهم، كما فعل الإنجليز والفرنسيون والإسبان والروس في أزمنة المِحنة (بين الحربين العالمية الأولى والثانية هاجر 11 مليون بريطاني من وطنهم إلى أمريكا وأستراليا ونيوزلندا وجنوب إفريقيا وآسيا للبحث عن فرص أفضل أو للهروب من واقع سيّئ).

على الدولة أن تفهم مشاعر هؤلاء، وأن توازن بين التزاماتها الدولية وعجزها عن توفير بيئة كريمة لشبابها. البطالة التي تضرب أكثر من 25٪‏ من الشباب المغربي اليوم  ليست أرقاما لا تقول شيئا.. هذه البطالة تحتها بشر وأحاسيس وآمال وغضب وتطلعات، والذي يريد، في الشرق والغرب، الحد من الهجرة «السرية» يجب أن يستمع إلى معاناة هؤلاء، وأن يفهم احتياجاتهم، وأن يساهم في إعطائهم الأمل في حياة أفضل. العالم الذي أصبح قرية صغيرة لا يمكن أن يتحرك فيه الأغنياء فقط، ولا يمكن لأسواق هذا العالم  أن تفتح في وجه البضائع والرساميل فقط، الإنسان أيضا من حقه العبور والسفر والانتقال، والبحث عن فرصة أخرى لم تعطه إياها بلاده. قال الإمام علي قبل 14 قرنا من اليوم: «الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن». 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مارجعينش والله يخلف على خالتي ميركل مارجعينش والله يخلف على خالتي ميركل



GMT 17:27 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حكاية عن تونس

GMT 12:23 2023 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بند حادى عشر

GMT 22:12 2023 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

فضاءات مغربية

GMT 18:59 2023 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أبعد من استضافة المغرب لكأس أفريقيا.

GMT 18:13 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

دبلوماسية الكوارث الطبيعية

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:38 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
المغرب اليوم - حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 16:14 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انتحار شاب "30عامًا" في جماعة قرية اركمان

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

تصميم فندق على هيئة آلة جيتار في أميركا

GMT 04:24 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مصر تقترب من تحديد موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم حملة للتبرع بالدم في جرسيف

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib