لهذه الأسباب فشلت داعش في المغرب
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

لهذه الأسباب فشلت داعش في المغرب

المغرب اليوم -

لهذه الأسباب فشلت داعش في المغرب

توفيق بوعشرين

أعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمخابرات المدنية، تفاصيل جديدة بخصوص العناصر التي جرى اعتقالها في الناظور والعيون وتطوان وتيزنيت وبني ملال والسعيدية والداخلة وطنجة، في ما عرف بمناصري الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وقال بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية إن الموقوفين جميعهم كانوا يتبنون استراتيجية الجهاد المنفرد، وإن هؤلاء كانوا يخططون لتنفيذ عمليات انتحارية في المملكة، واستهداف شخصيات عمومية مدنية وعسكرية وأماكن حساسة بأحزمة ناسفة.

من خلال القصاصة الصغيرة التي عممتها وكالة الأنباء الرسمية عن العناصر المعتقلة لدى الشرطة القضائية، والمتهمة بفتح فرع لداعش في المغرب، يمكن إبداء جملة من الملاحظات في انتظار استكمال الصورة كاملة بعد الاطلاع على المحاضر ومجرى المحاكمة.

اعتماد داعش على استراتيجية الجهاد المنفرد، أو ما يسمى في الأدبيات الاستخباراتية بالذئاب المنفردة، والمقصود بذلك «لجوء التنظيمات الإرهابية إلى استعمال أفراد يتحركون بمعزل عن الجماعة للقيام بأعمال إرهابية لأن تحركهم سهل، واحتمال ضبطهم ضعيف مقارنة بتشكيل الخلايا والمجموعات».. هذا معناه أن المشروع الداعشي فشل في اختراق المغرب، وفشل إلى الآن في تشكيل خلايا، أو السيطرة على مناطق منها ينطلق نحو القيام بعملياته التي تستهدف تقويض أركان الدولة، وزرع بذور اللااستقرار.

أسباب هذا الفشل الداعشي في المغرب كثيرة منها، أولا، الاستقرار السياسي الذي يعيشه المغرب في بحر من الفتن والاضطرابات التي تضرب جل الدول العربية ما بعد الربيع العربي، وهذا الاستقرار في المملكة هو عامل سياسي مضاد لزرع ألغام التطرّف والإرهاب في المغرب، فداعش تدخل من ثلاثة أبواب إلى الدول والمجتمعات؛ أولها الاقتتال الطائفي كما يقع في العراق وسوريا، حيث استغل البغدادي الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة ليصب الزيت عليها، ويتسلم قيادة المعسكر السني الذي عانى، منذ سقوط العراق في يد الاحتلال سنة 2003، اضطهاد المليشيات الشيعية المدعومة من إيران.

تنظيم داعش يدخل، ثانيا، من باب عدم استقرار الدول وضرب أسس المشروعية السياسية فيها ،والرجوع إلى حكم الاستبداد كما وقع في مصر الثورة، حيث بايع أنصار بيت المقدس في سيناء أبا بكر البغدادي بعد سقوط حكم الرئيس المنتخب محمد مرسي، وصعود الجنرال السيسي إلى الحكم عن طريق انقلاب عسكري دموي، وقبل هذا كان تنظيم بيت المقدس تنظيما محليا وقبليا، ولم يفكر في إعلان سيناء ولاية إسلامية تابعة لقاعدة بن لادن أو خلافة البغدادي. الباب الثالث الذي تخترق منه داعش وفكرها المتطرف الدول هو هشاشة الوضع الأمني أو غياب أسس الدولة المركزية، كما وقع في ليبيا التي مزقتها الحرب الأهلية، وتونس التي لم تستعد بعد عافيتها السياسية والأمنية والاقتصادية بعد الإطاحة ببنعلي. هذه إلى الآن هي المداخل الثلاثة التي تدخل منها داعش لنشر فكرها وتوحشها وإيديولوجيتها البربرية، وكلها أبواب مغلقة في المغرب إلى الآن، حيث المسار السياسي -بصعوده ونزوله- مازال مستمرا، ومازالت حكومة الربيع المغربي في مكانها، والبلاد تستعد لانتخابات جماعية بعد أقل من شهرين، والمؤسسات الدولية تعلن ثقتها في الاقتصاد المغربي، وجزء من الإصلاحات بدأت تؤتي أكلها رغم أن الوضع كان يمكن أن يكون أفضل لو بذل رئيس الحكومة مجهودات أكبر في ملف حقوق الإنسان وحرية الصحافة، وتنزيل الدستور تنزيلا ديمقراطيا، لكن بالمقارنة مع جيران المغرب تبدو الرباط استثناء وسط العالم العربي.

داعش عجزت أيضا عن اختراق المغرب لوجود دولة مركزية فيه تبسط نفوذها على كامل التراب الوطني، ولوجود أجهزة أمنية راكمت تجربة مهمة في مطاردة الفكر السلفي الجهادي المتطرف على مدى 12 سنة، وهذا ما يجعل الداعشيين المغاربة إما يسافرون إلى العراق أو سوريا للالتحاق بتنظيم الدولة هناك، أو يلجؤون للتحرك كذئاب منفردة في الداخل اعتمادا على التأطير الإيديولوجي عبر النت ومواقع التواصل الاجتماعي. هذا النوع من الإرهاب، وإن كان يشكل خطرا على الأفراد المستهدفين من ورائه، فهو لا يشكل خطرا على الدولة مادامت عملياته معزولة وتحركاته فردية، فالمشروع الداعشي، وعلى عكس مشروع القاعدة، يتبنى قيام الدولة والسيطرة على قطعة جغرافية، وإقامة الحدود عليها، وإدارة اقتصادها، وإعداد معسكرات للتدريب والتسليح فوقها، في حين أن القاعدة لم تكن تسعى إلى إقامة دولة، وكان مشروعها مركزا على محاربة أمريكا والغرب أو الدول التي تعرقل وصولها إلى حرب «الكفار» عبر عمليات مدوية.

هناك عناصر أخرى تفسر فشل داعش في زرع رايتها السوداء في المغرب، مثل وحدة المذهب، ونمط تدين المغاربة الذين يغلب عليهم الاعتدال، ووجود حركات إسلامية معتدلة لم توفر حاضنة للفكر الداعشي، الذي ظل محصورا في الأوساط السلفية الوهابية التي خرجت عن العباءة التقليدية للمؤسسين الأوائل، فلا حركة التوحيد والإصلاح، ولا جماعة العدل والإحسان، ولا غيرهما من المجموعات الإسلامية الصغيرة، انجذبت للفكر الداعشي أو بررته أو ساعدته على الانتشار، وهذا ما يكذب المقولة الإيديولوجية التي روجها بعض اليساريين المتطرفين، ووجدت آذانا صاغية لدى بعض الجهات في الدولة، والتي تفيد بأن ليس في القنافذ الإسلامية أملس. لا، هناك معتدلون، وهناك متطرفون.. هناك ناعمون يقبلون أصول اللعبة، وهناك خشنون يرفضون أي تعايش مع الآخر… حفظ الله المغرب من كل سوء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لهذه الأسباب فشلت داعش في المغرب لهذه الأسباب فشلت داعش في المغرب



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 07:03 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

ولاية البيضاء تكشف تفاصيل دهس شرطي من طرف متهور

GMT 13:05 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجوم الغولف يتألقون على الملعب الجديد في نادي دبي هيلز

GMT 06:30 2018 الخميس ,31 أيار / مايو

نصائح لتنظيف الأطباق بسرعة وسهولة في رمضان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib