صناعة لا يحسدنا عليها أحد
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

صناعة لا يحسدنا عليها أحد

المغرب اليوم -

صناعة لا يحسدنا عليها أحد

توفيق بو عشرين

يستيقظ المغربي كل صباح بعد أن يستنفد ثماني ساعات من يومه (24 ساعة) في النوم، ثم يستهلك حوالي ثلاث ساعات في الأكل والشرب (ثلاث وجبات في المعدل)، ثم يقضي 6 ساعات ونصف في الوقت الحر، أي الوقت الذي لا يشتغل فيه ولا يدرس، فماذا يفعل في هذا الوقت الحر الذي يأخذ 28 في المائة من حياته في اليوم؟ يقضي ساعتين و30 دقيقة أمام التلفاز (وتعرفون أن أكثر من 60 في المائة من المغاربة تشاهد القنوات الأجنبية، ويأتي على رأسها قنوات mbc الترفيهية متبوعة بقنوات bein sports الرياضية). ويقضي المغربي ساعة واحدة في الأنشطة الدينية (الصلاة، الذهاب والرجوع من المسجد، حضور دروس دينية)، ثم يمضي 43 دقيقة من وقت الفراغ في القيلولة (النوم مرة أخرى)، ثم يمضي 38 دقيقة أخرى لا يفعل أي شيء (يتأمل ربما، أو يرتاح من النوم الطويل في ما أظن، أو يراقب المارة رجالا ونساء في المقهى بتركيز شديد ودون تعليق في الغالب)، ثم يمر إلى الدردشة مع الأهل والأصدقاء والجيران بحوالي 37 دقيقة في اليوم، ثم يستهلك 26 دقيقة يوميا في زيارة الأهل أو استقبالهم. هكذا يمضي مواطننا العزيز ثاني أكبر وقت في يومه بعد النوم (8 ساعات) وبعد الأكل (3 ساعات)…

كم بقي من عمر يومه بعد ذلك؟ ست ساعات ونصف.

يقضي منها المغربي 3 ساعات و20 دقيقة في العمل لا غير (هذا هو المعدل العام، طبعا يرتفع هذا التوقيت لدى فئة الناشطين إلى ست ساعات، لكن نحن هنا نتحدث عن المعدل العام ليوم المغربي)، والباقي يقضيه المغربي في التنقل لقضاء أغراضه اليومية، والعمل داخل المطبخ (23 مليار ساعة تقضيها النساء في المطبخ كل عام و93 في المائة من النساء يتحملن عبء العمل داخل المنزل لوحدهن)، والإبحار في الأنترنت لمدة 9 دقائق، تخصص 81 في المائة منها للترفيه وليس للبحث عن معلومات أو التثقيف.

كم يخصص المغربي يوميا من وقته للقراءة؟ أمسكوا رؤوسكم.. المغربي يقضي من دقيقة واحدة إلى ثلاث دقائق في اليوم أمام كتاب أو جريدة أو مجلة، لا غير، لا وقت لديه يضيعه في هذه الهواية التي تنقرض يوميا! كم يخصص المغربي من وقته يوميا للرياضة؟ ثلاث دقائق لا غير (العقل السليم في الجسم السليم)…

هذه هي خارطة 24 ساعة التي تمر من عمر الإنسان المغربي كل يوم، حسب الدراسة التي قامت بها المندوبية السامية للتخطيط سنة 2012، وهمت حوالي 10 آلاف أسرة من كل ربوع المملكة ومن كل الفئات الاجتماعية، فقراء وأغنياء ومتوسطي الحال، ودامت سنة كاملة لمراقبة تقلبات الأنشطة اليومية.

إذن، رسميا ودون مجاملات ولا دبلوماسية ولا خوف من أحد، نحن شعب لا يقرأ، وكل سنة يبتعد عن الجريدة والمجلة والكتاب، ولا يمارس الرياضة، ويضيع وقتا طويلا أمام التلفزة، ولا يستفيد من الأنترنت الذي قام بثورة كبيرة في العالم، فالأغلبية الساحقة تضيع الوقت في الدردشات الفارغة في مواقع التواصل الاجتماعي، وغالبا بلغة لا هي عربية ولا هي فرنسية ولا هي إنجليزية. نحن أمة لا يشتغل مواطنوها لإنتاج قيمة مضافة إلا في حدود 3 ساعات و20 دقيقة من أصل 24 ساعة يوميا. نحن مجتمع يعيد إنتاج الصور النمطية للمرأة المسجونة في المطبخ بإرادتها أو رغما عنها. ونحن بلاد تتغذى على الشفوي وليس المكتوب، تستهلك أكثر مما تنتج. أقلية الأقلية وسطها هي التي تشتغل وتربح وتطور نفسها، فيما جيوش جرارة تعيش على الفتات أو الصدقة أو التكافل أو الاحتيال أو الريع، فيما رقعة الإنتاج والإبداع والمبادرة صغيرة جداً في وطن كبير…

على المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن يعتمد هذه الدراسة الجديدة لاكتشاف جرائم قتل الوقت لدى المغربي وهو يعد دراسته حول الرأسمال غير المادي في المغرب، وسيكتشف نزار بركة وأصدقاؤه صناعة ثقيلة في المغرب لا تعترف بها الحكومة ولا ترتب عليها ضريبة، وهي صناعة قتل الوقت، وهي صناعة في ازدهار ولا ينافسنا فيها أحد، ولا يحسدنا عليها أحد.. الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة لا يحسدنا عليها أحد صناعة لا يحسدنا عليها أحد



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib