ديمقراطيون من دون ديمقراطية
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

ديمقراطيون من دون ديمقراطية

المغرب اليوم -

ديمقراطيون من دون ديمقراطية

توفيق بو عشرين

في تسعينيات القرن الماضي، انتشرت مقاربة سياسية في العالم العربي تقول باحتمال ميلاد الديمقراطية من دون ديمقراطيين، نتيجة المأزق الذي وصلت اليه النخب الحاكمة في العالم العربي، نخب تعرت، صارت بدون غطاء قومي او تحرري او وحدوي او تنموي، ونتيجة لهذا المأزق، وبسبب تحرير الاقتصاد واتساع الخوصصة وبروز بوادر تهديدات جدية للسلم الاجتماعي في جل الدول العربية والمغاربية، التي وصلت بهذه الطريقة او اخرى الى السكتة القلبية ، لكل هذه العوامل وغيرها ظهرت هذه المقاربة السياسية، التي كانت تتوقع ان تولد تجارب ديمقراطية في العالم العربي حتى دون وجود ديمقراطيين، لان مأزق الشرعية الذي أصبحت تتخبط فيه النخب الحاكمة، لن يترك أمامها من طريق للخروج من الورطة سوى سلوك سبيل انتقال ديمقراطي تدريجي، حتى مع وجود فقر في الثقافة الديمقراطية وخصاص في النوع الديمقراطي وسط النخب السياسية ، للأسف هذه النظرية لم تتحقق في الواقع، بحيث ان جل الأنظمة العربية لم تتجه الى انفتاح ديمقراطي جدي لكي تجيب على اشكالية المشروعية في نظام حكمها بل ، اتجهت الى مزيد من القمع والتحالف مع الغرب واعادة انتاج قاعدة جديدة للحكم، عمادها مثلث من ثلاثة أضلع وهي : الاعتماد على الامن والمخابرات لخنق المجتمعات وقتل مقاومة الاستبداد في المهد بالعصا والجزرة والخوف والاختراق والتدجين ، الضلع الثاني هم رجال الاعمال الذين يحتاجون السلطة ونحتاجهم السلطة باعتبارهم نخب اقتصادية نافذة وموثرة ، والحليف الثالث في هذا الضلع غير المقدس، هي وسائل الدعاية السوداء والإعلام الموجه والصحافة التي باعت روحها للشيطان ، والباقي شعارات تخيف الغرب من تطرف المجتمعات العربية والمغاربية وتخيره بين أنظمة علمانية استبدادية او معارضة اصولية ارهابية…
يظهر المؤشر العربي لهذه السنة، للمرة الرابعة على التوالي، ان الشعوب العربية ديمقراطية اكثر من نخبتها، بحيث كشف استطلاع رأي ينجزه المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات، ان 89٪‏ من المستجوبين العرب، والمغاربة من بينهم، في 12 بلد عربي اعطوا تعريفات صحيحة وذات مضمون ليبرالي لكلمة الديمقراطية، فرأى البعض فيها انها ضمانة للحرية السياسية (35% ) وأفاد (26%) بان الديمقراطية تعني ضمان المساواة والعدل بين المواطنين، فيما رأت (12% )ان الديمقراطية طريق لتحقيق الامن والاستقرار والتنمية الاقتصادية، هذه النسب العالية في فهم واستيعاب مدلول الديمقراطية داخل عينة تمثيلية وصلت إلى 18311 ، ستتعزز اكثر عند سوْال المستجوبين عن رأيهم في النظام الديمقراطي، حيث عبر( 79%‏ )من الرأي العام العربي والمغربي عن تأييده للنظام الديمقراطي، واعتباره هذا النظام الأكثر ملاءمة لحكم بلدانهم مقارنة بالانظمة الاخرى، كما رفض المواطنون العرب المشاركون في هذا الاستطلاع، نظام الحكم السلطوي سواء أكان علمانيا ام دينيا، ولم يلتفتوا الى الغطاء الذي تلبسه السلطوية أكان غطاء ايديولوجيا (حداثيًّا) او غطاء دينيا (ربانيا ).
اما عن القبول بنتيجة الاقتراع حتى وان حملت الانتخابات احزاب وأشخاص لا يقاسمها المستجوبون توجهاتها او ايديولوجيتها واختياراتها، فقد أعلن (55٪‏ ) عن تأييدهم لوصول حزب سياسي عبر الانتخابات الى السلطة، حتى وان لم يكونوا على وفاق مع توجهاته او أيديولوجيته، وهذا مستوى متقدم من قبول نتائج الانتخابات بالنسبة لمواطنين لا تعيش في أنظمة ديمقراطية بل تسمع عنها فقط ، مواطنون يعيشون في بلدان سلطوية ومع ذلك تجد55٪‏ يعلنون انهم ملتزمون بقاعدة الأغلبية والأقلية ولا يَرَوْن مانعا من ان يحكمهم بصناديق الاقتراع من يختلفون معه في الراي او السياسة او توجهات الحكم …
عبر المشاركون في هذا الاستطلاع عن معرفة ليس فقط بأدبيات الديمقراطية، بل وكذلك عن وعي متقدم بالواقع الذي يعيشونه، حيث لم تعتبر أغلبية العينة المستجوبة ان بلدانها تعيش في ظل أنظمة ديمقراطية كاملة …
اما عن (الكليشيه ) المبتذل الذي يلصق بالشعوب العربية تهمة الخلط بين الدين والسياسة وان العرب والمغاربيين لا يعرفون طريقا الى السلطة غير طريق المسجد و الدين وخلط السياسة بالعقيدة، فقد جاءت نتائج المؤشر العربي متناقضة كليا مع هذا الفهم السطحي لاحوال العرب، فأغلبية الراي العام ترفض ان يؤثر رجال / شيوخ الدين في قرارات الحكومات وفي كيفية تصويت الناخبين، كما ان الأكثرية ترفض ان تقوم الدولة باستخدام الدين للحصول على تأييد الناس لسياساتها، وترفض ايضا ان يستخدم المرشحون في الانتخابات الدين من اجل كسب أصوات الناخبين، هذا على الرغم من ان الأغلبية في هذا الاستطلاع تعرف نفسها كشريحة متدينة او متدينة جدا .
هذه النسب العالية من التأييد للديموقراطية وقيمها لا توجد اليوم حتى في بعض البلدان الأوروبية، التي صارت الشعبوية والعنصرية والقومية المتعصبة تنتعش داخلها وتبعدها عن جوهر الممارسة الديمقراطية، وهذا ما يفسر شيئين : اولا زيادة الطلب على التغيير والإصلاح السياسي في الشارع العربي سواء عبر الثورات او مسارات التغيير الهادئ ، ثانيا ان انتشار الثقافة الديمقراطية في المجتمعات العربية على هذا النحو غير المسبوق هو ما يحرض الأنظمة السلطوية على مواجهة الربيع العربي بكل وسائل القمع حتى البدائية منها، كما حدث امس في مصر واليمن وسوريا وغيرها ،فأحسن واحد يقرا مؤشرات الشارع العربي كل صباح (بطريقة جيدة) هي أنظمة الحكم الاستبدادية التي تعتبر حجة في هذا الباب .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديمقراطيون من دون ديمقراطية ديمقراطيون من دون ديمقراطية



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 07:13 2022 السبت ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موظفو ماسك لجأوا للقضاء قبل تسريحهم

GMT 05:04 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

شاحن لاسلكي "ثوري" من سامسونغ في الأسواق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib