جاران متقاربان
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

جاران متقاربان

المغرب اليوم -

جاران متقاربان

توفيق بوعشرين


رسالة الملك محمد السادس إلى الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، لإعلان تضامن المغرب ومؤازرته لتونس، ومد يد التعاون الأمني والاقتصادي والسياسي لهذا البلد الذي يعيش محنة، في مواجهة خطر الإرهاب الذي يستهدف التجربة الفتية للتحول الديمقراطي في بلاد الياسمين، رسالة مهمة واستراتيجية وتستحق الوقوف عندها من أجل الإطلالة على أبعادها.

أول شيء يدرسه طلبة العلوم السياسية في أمريكا أن الأنظمة الديمقراطية في العالم لا تحارب بعضها بعضا، قد تختلف في ما بينها، وقد تتصارع دبلوماسيا، وقد تتنافس تجارياً، لكنها لا تشن الحروب على بعضها بعضا. أكثر من هذا، تقول التجارب الديمقراطية لما بعد الحرب العالمية الثانية إن الأنظمة الديمقراطية لا تدخل إلى الحروب، وإذا دخلت لا تُهزم، وإذا هزمت فإنها لا تنكسر. سرعان ما تقفز واقفة على رجليها، لهذا هناك اليوم حبل ممدود بين هذه الأنظمة مهما بعدت بينها الجغرافيا والتاريخ والمصالح، لأن القيمة الكبرى في عالم اليوم هي الديمقراطية ودولة المواطنة والحق والقانون والمؤسسات، ولأن الديمقراطية تقود إلى السلم، والديكتاتورية تؤدي إلى الحرب عاجلا أم آجلا.

المغرب وتونس لم يصلا بعد إلى أن يكونا دولتين ديمقراطيتين، لكنهما يخوضان تجربة التحول إلى الديمقراطية، وهما معا الدولتان الوحيدتان في العالم العربي اللتان تعيشان حراكا سياسيا فيه صعود ونزول، فيه مشاكل وحلول، فيه أخذ ورد، لكن المسار السياسي مازال يشتغل ويمتص الأزمات، ويبني التوافقات، ويقنع الأطراف جميعها بأن هناك أملا في التغيير، وأن معادلة الإصلاح من الداخل مازالت تقاوم، لهذا، النموذجان معا مستهدفان من قبل أطراف عدة في الداخل والخارج، لا يسرها أن تدخل المجتمعات العربية والمغاربية إلى نادي الديمقراطيات، ولا يخدم مصالحها أن ينجح نموذج في تونس أو المغرب أو أي بلد آخر.

الضربة المؤلمة التي تلقتها السياحة في تونس في رمضان، عندما ضرب الإرهاب شاطئ سوسة وقتل 37 سائحا جلهم بريطانيون، تدل على أن المستهدف هو استقرار تونس وأمنه وتماسك وحدته وسلامة اقتصاده. تنظيم داعش، الذي يسعى إلى إقامة إمارات هنا وهناك تابعة للدولة التي أعلنها في العراق وسوريا، يسعى أولا إلى ضرب الاستقرار الأمني في البلد المستهدف، وإلى إحداث أزمة اقتصادية تؤثر على قبضة الدولة على مجموع ترابها، ومن ثم يتحرك بالمال والسلاح والخلايا النائمة والمقاتلين العابرين للحدود لاقتطاع جزء من التراب في البلد المستهدف، وإقامة إمارة فوقه، كما فعل في سيناء وفي ليبيا وفي اليمن، وقبل ذلك في العراق وسوريا حيث مركز خلافته المزعومة، لهذا، فإن مؤازرة تونس ودعمها أمنيا وسياسيا واقتصاديا هو تصدٍّ استباقي للإرهاب ولمخططاته من جهة، ودعم لتجربة التحول الديمقراطي في تونس من جهة أخرى.

التجربة التونسية مستهدفة من قبل الجار الجزائري الذي تلعب مخابراته في تونس ألاعيب خطيرة، وكلها تنتهي عند إضعاف النظام الجديد، وإرباك عملية التحول الديمقراطي فيه، مستغلة ظروف ما بعد الثورة على نظام بنعلي، وتراخي القبضة الأمنية، ووجود انقسام حول مشاركة الإسلاميين المعتدلين في السلطة. لقد تحدثت مع أكثر من مسؤول تونسي، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وكلهم يشتكون الدور السلبي للجزائر التي بقيت معزولة عن موجة الربيع الديمقراطي التي ضربت المنطقة، وكانت تخشى على نظامها من العدوى أو من نجاح أي تحول ديمقراطي في أعقاب هذا الحراك الجديد. أيضا لعبت دول خليجية أخرى، في مقدمتها السعودية والإمارات، أدوارا سلبية جدا من أجل الحيلولة دون نجاح التجربة الديمقراطية في تونس، ولولا وعي النخبة السياسية التونسية، واتساع الطبقة المتوسطة، وصغر البلد وبعده عن محاور الصراع العربي، لكانت تونس قد احترقت مع أول رصاصة تخترق رأس المناضل اليساري شكري بلعيد، الذي اغتيل في ظرف حساس، وكان الغرض هو رمي عود ثقاب فوق أرض قابلة للاشتعال.

إن دعم تونس اليوم من قبل المغرب قرار حكيم، وهو يعني أن المغرب يبتعد عن نموذج التحالفات السلطوية مع دول المشرق، ويقترب من الأنظمة التي تشبهه، وتضع أمام أعينها هدف تحديث نظام الحكم، وزرع قيم المواطنة، وتحقيق التنمية، وتوسيع المشاركة، والاحتكام إلى صندوق الاقتراع… السياسة الخارجية كانت دائما انعكاسا للاختيارات الداخلية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جاران متقاربان جاران متقاربان



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 07:03 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

ولاية البيضاء تكشف تفاصيل دهس شرطي من طرف متهور

GMT 13:05 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجوم الغولف يتألقون على الملعب الجديد في نادي دبي هيلز

GMT 06:30 2018 الخميس ,31 أيار / مايو

نصائح لتنظيف الأطباق بسرعة وسهولة في رمضان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib