المهمة الأخيرة لشباط
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

المهمة الأخيرة لشباط

المغرب اليوم -

المهمة الأخيرة لشباط

توفيق بو عشرين

سألت حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، يوم الأربعاء الماضي عبر الهاتف. آلو السي شباط ماذا جرى حتى غيرت موقفك من المعارضة ومن الحكومة ومن البام ومن العدالة والتنمية ومن بنكيران ومن الأزمي، خليفتك في فاس، ومن كل شيء يتحرك في السياسة المغربية. المواطنون والمتتبعون لم يفهموا سر هذا التحول الكبير في حزب عود جمهوره على التريث في اتخاذ المواقف حتى في الأوقات الصعبة؟
ضحك شباط كعادته وقال: (الظروف تغيرت ورسالة الناخبين يوم الرابع من شتنبر كانت واضحة، ونحن نتصرف على ضوء إرادة الشعب، الطائرة في السماء عندما تعترضها الرياح تغير اتجاهها). سألته ثانية لدفعه للإفصاح أكثر عن المبررات الحقيقية التي تقف خلف هذا التحول الكبير في الحزب وقلت: (نعم الطائرة تغير اتجاهها إذا اعترضتها الرياح، لكنها لا تغير وجهتها، بل محطة الوصول تظل معروفة. فما هي محطتك النهائية بعد كل هذا (virage)، دون أن يأخذ وقتا للتفكير أجاب شباط: (الوجهة هي مصلحة المغرب ومستقبل الورش الديمقراطي في بلادنا. ألا ترى أن هناك في الدولة من يحارب الأحزاب ويريد أن يحجم دورها في السياسة المغربية)، قاطعته هل (تتهم أحدا بالضبط بإضعاف الأحزاب لصالح البام؟).
رجع شباط للحديث: (الأمور واضحة ولا تحتاج إلى شباط ليضع النقاط على الحروف. نحن في حزب الاستقلال نقيّم الآن المسار كله، وسنجمع المجلس الوطني وسنتدارس في كل شيء، بما في ذلك موقفنا من الحكومة ومن التحالف مع أحزاب المعارضة، ومن الخروج من هذه المعارضة التي حوربنا داخلها بأكثر مما حوربنا من خارجها).
أعلق مرة أخرى على جوابه: (لكنك أنت من وضعت يدك في يد البام وأعطيته شرعية المعارضة في صف حزب وطني عريق، فكيف تشتكي منه الآن بعد أن هيمن على البوادي والجهات). شباط يرد الكرة بسرعة ويقول: (نحن لم نتحالف مع البام، ولم نُبيض سيرته، وقد كنت من الأوائل الذين تصدوا له. نحن وبحكم خروجنا للمعارضة، كان ضروريا أن ننسق مع الأحزاب الموجودة في هذه المعارضة لا أقل ولا أكثر الآن تغيرت المعطيات، هل سنبقى على رأينا الأول؟) سألته مرة أخرى (هل أفهم من هذا الكلام أنك نادم على الخروج من حكومة عبد الإله بنكيران قبل ثلاث سنوات). شباط مرة اخرى (لا. لست نادما، كانت هناك ظروف أملت القرار الأول، والآن هناك ظروف أخرى. لقد تجاهل بنكيران مذكرتنا للإصلاحات ولهذا خرجنا من الحكومة، وقد سبق للزعيم علال الفاسي أن رفض المشاركة في حكومة السبعينيات، وسبق لمحمد بوستة أن رفض تشكيل حكومة 93 للأسباب المعروفة نحن حزب لم يمكث سوى 20 سنة في الحكومة. أما باقي السنوات فكان في المعارضة). رجعت لسؤاله، البعض يقول السيد شباط إن الدافع الرئيسي الذي جعلك تقلب الطاولة على الجميع، وتعلن دعمك للعدالة والتنمية في فاس، وفي جهة الشمال، وفي الدار البيضاء – قبل أن يتمرد عليك مضيان وياسمينة بادو ويذهبوا مع البام ـ الدافع الرئيس في هذه القصة كلها هو احتجاجك على خسارة عمادة فاس وجهتها، وأنك لو حصلت على واحدة من هاذين المنصبين لتغير كل شيء.
رد شباط بانفعال ظاهر: (أبدا. أنا سحبت ترشيحي من جهة فاس قبل الاقتراع. مواقفنا لا يحركها الغضب، بل تحركها مصلحة البلد ومستقبل الديمقراطية المهددة اليوم. كل الأمناء العامين لحزب الاستقلال تعرضوا لمحن واختبارات، فلماذا سيكون شباط استثناء).
سؤال أخير وبدون مقدمات، هل ستقدم السيد شباط استقالتك للمجلس الوطني القادم؟ شباط ترك الباب نصف مفتوح وأجاب: (كل شيء ممكن والمجلس الوطني سيد نفسه).
بعد هذه المكالمة التي كانت يوم الأربعاء، جاء وزير الداخلية حصاد إلى المجلس الحكومي يوم الخميس، وألقى قنبلة سياسية في وجه شباط وأتباعه في الحزب قال حصاد: (لقد تعرضت الدولة للابتزاز من قبل الأمين العام لحزب الاستقلال، لقد طلب منا هذا الأخير التدخل له في الانتخابات التي جرت في الأسبوعين الماضيين، لكن الإدارة رفضت وهي تقف على الحياد في تحالفات الأحزاب). بقي الوزراء مذهولين من تدخل زميلهم الذي لم يعتد على إشراكهم في أمور المطبخ الداخلي لوزارة الداخلية.
رد شباط لم يتأخر. يوم الجمعة صرح لموقع اليوم 24 ردا على حصاد: (كلام وزير الداخلية خطير، وأنا أنفي مطلقا أي ابتزاز للدولة في موضوع الانتخابات، إلا إذا كان دعم حزب الاستقلال لجهة معينة (يقصد العدالة والتنمية) ابتزازا للدولة، ثم يتساءل شباط بخبث شديد: (هل البام أصبح هو الدولة؟).
المعركة مازالت مفتوحة بين شباط والداخلية من جهة، وحركة «تمرد» التي يقودها الآن غلاب واحجيرة وبادو من جهة أخرى، وهولاء استقبلوا بسرور تصريحات حصاد ضد شباط، وقرؤوا فيها إشارة من الدولة برفع يدها عن (مناضل القرب). وإن ساعته قد أزفت وأن «دمه حلال»…
شباط ليس سمكة صغيرة سيصطادونها بسهولة. شباط قرش شرس وحتى وإن كان مجروحا الآن وينزف، فإنه قادر على العض، وإذا أرادوا أن يطيحوا به من قيادة الحزب، فإنه لن يتردد في نهج سياسة الأرض المحروقة. لهذا، فإن صوت العقل يقول اليوم للاستقلاليين: (اتقوا الله في حزب السي علال)، ولا تتركوا مكانا لأحد للدخول إلى البيت الاستقلالي الذي انتهك أكثر من مرة، لكن هذه المرة غير كل مرة، لم يبق أمامكم اليوم، إلا وضع الحزب في يد لجنة الحكماء الذين مازالوا على قيد الحياة مثل: امحمد بوستة ومحمد الدويري وَعَبَد الكريم غلاب، مضاف إليهم القادة الذين أبعدوا وابتعدوا، وفيهم امحمد خليفة وعباس الفاسي ومحمد الوافا وَعَبَد الواحد الفاسي وغيرهم كثير. والدعوة إلى مؤتمر استثنائي توافقي لاختيار قادة جدد، ولوضع خارطة طريق جديدة لحزب ظل طريقه منذ سنوات طويلة حتى انتهى في يد شباط ورفاقه، الذين استولوا على قيادة قطار خرج عن السكة قبل وصوله إلى أيديهم.
أمام شباط مهمة أخيرة يتمنى محبو الاستقلال أن يقوم بها، وهي إدارة المرحلة الانتقالية بأقل الأضرار الممكنة، وعدم تشتيت الحزب العريق، وعدم السماح بنجاح مهمة اختطاف جديدة تعد في الكواليس

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهمة الأخيرة لشباط المهمة الأخيرة لشباط



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib