محمد السادس يصنع ثورته
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

محمد السادس يصنع ثورته

المغرب اليوم -

محمد السادس يصنع ثورته

بقلم ـ ادريس الكنبوري

بعد أسبوع واحد على خطابه أمام البرلمان المغربي، الذي طالب فيه بالصرامة وربط المسؤولية بالمحاسبة في تدبير شؤون الدولة، وأعلن فيه نهاية عهد التهاون في ما يتعلق بتطبيق القانون وهدد فيه بإحداث زلزال سياسي، اتخذ العاهل المغربي الملك محمد السادس الثلاثاء الماضي قرارات غير مسبوقة في حق أربعة من الوزراء، من الذين كانوا يتولون حقائب وزارية في عهد الحكومة السابقة وفي الحكومة الحالية، لديها ارتباط بالملفات الساخنة التي فجرتها احتجاجات منطقة الريف شمال المغرب، وذلـك على خلفية التقرير الذي أنجزه المجلس الأعلى للحسابات، الهيئـة الدستورية المكلفة بمراقبة السير المالي في المؤسسات العمومية، ورفعه إلى الملك قبل نحو أسبوع.

الإجراءات العقابية الملكية همت أيضا خمسة من المسؤولين الحكوميين السابقين، بسبب تهاونهم في أداء المهام المسندة إليهم، وذلك بعدم إسناد أي مسؤولية إليهم مستقبلا، وفقا لما ذكره بلاغ صادر عن الديوان الملكي، وهو ما يعني أن هؤلاء أصبحوا من المغضوب عليهم الذين خرجوا بشكل نهائي من حظيرة الدولة وحكم عليهم بنوع من العزلة.

أما في ما يتعلق بباقي المسؤولين الإداريين، وعددهم 14، فقد أعطى الملك صلاحيات النظر في شكل العقوبات المستحقة عليهم إلى رئيس الحكومة، ومن المنتظر أن تتم الإطاحة بعدد كبير من المسؤولين المركزيين والجهويين خلال الأيام القليلة المقبلة، امتثالا للتوجيهات الملكية الصارمة.

بيد أن الملفت في هذه الإجراءات القوية وغير المسبوقة أنها أطاحت بأمين عام حزب سياسي معروف، هو حزب التقدم والاشتراكية، في شخص وزير السكنى والتعمير نبيل بن عبدالله، الذي تولى حقيبة السكنى في الحكومة السابقة وكان يتولاها في الحكومة الحالية، بسبب التقصير في أداء مهمته. وتمثل الإطاحة به رسالة سياسية قوية إلى الطبقة السياسية المغربية التي انتقدها الملك بشدة في خطابه بمناسبة عيد الجلوس في شهر يوليو الماضي، وهي مفارقة غريبة لأن أمين عام حزب سياسي يجب أن يكون قدوة لأعضاء حزبه مركزيا ومحليا من الناحية النظرية، وأن يكون أكثر انسجاما مع الخطاب السياسي الذي يدافع عنه أمام الناخبين، وأكثر التصاقا بالبرنامج الذي يتخذه الحزب.

من المؤكد أن هذه المبادرة الملكية، التي كان الكثيرون يتوقعونها خلال الأسابيع الماضية نتيجة اللهجة المغايرة التي طبعت الخطابات الملكية الأخيرة، تشكل ثورة حقيقية على مستوى التعاطي مع شؤون الدولة وقضايا المواطنين، وتعطي إشارات قوية إلى الطبقة السياسية وكوادر الإدارة بأن عهد التساهل في إنفاذ القانون قد ولى إلى غير رجعة، وبأن المسؤول ليس فوق المحاسبة مهما كان وزنه أو موقعه السياسي.

فمنذ الاستفتاء على دستور العام 2011، الذي أدرج لأول مرة بندا يشدد على ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة، لم تتم معاقبة أي مسؤول حكومي أو إداري، الأمر الذي فهم منه البعض أن الدولة غير جادة في تعقب المفسدين، وهو ما أدى إلى تفجر الأوضاع في مدينة الحسيمة وضواحيها بمنطقة الريف، بعد أن انكشفت مجموعة من الفضائح والخروقات ونهب المال العام.

لقد أبدى الملك في العديد من المرات تبرمه من الأسلوب الذي تدار به الدولة، ووجه طيلة السنوات الأخيرة انتقادات صريحة إلى عدد كبير من القطاعات التي تعيش أوضاعا كارثية نتيجة الاستهتار بالمسؤولية، وانتهى الأمر إلى النقد الصريح للطبقة السياسية التي أبانت عن عجز كبير عن فهم المنطق الجديد للدولة وعن عدم قدرتها على تغيير أساليب العمل، بل إن العاهل المغربي كان صريحا في خطاب يوليو الماضي عندما دعا المسؤولين الذين لا يستطيعون مسايرة التحولات الداخلية والقطع مع المنهج السابق في التدبير إلى تقديم استقالاتهم طواعية.

ويبدو أن مرحلة الركود السياسي في المغرب في طريقها إلى الزوال، بعد أن شرع الملك شخصيا في تغيير أسلوب العمل، بناء على الصلاحيات التي يخولها له الدستور، ولكي يعطي النموذج للمسؤولين الآخرين لتغيير أسلوب عملهم.

ومن المنتظر أن تشهد الأيام المقبلة إجراءات جديدة أكثر صرامة في حق عدد من المسؤولين، في حال تم فتح الملفات التي أنجزها المجلس الأعلى للحسابات خلال السنوات القليلة الماضية وكشفت عن خروقات كبيرة في العديد من المؤسسات العمومية، لكن لم تتم إحالتها حتى الآن إلى القضاء بسبب التلكؤ والروتين الإداري، وسوف يؤدي ذلك، بالتأكيد، إلى محاكمة عدد من المسؤولين الذين تورطوا في قضايا الفساد والارتشاء واستغلال النفوذ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد السادس يصنع ثورته محمد السادس يصنع ثورته



GMT 08:19 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

لا تعبثوا مع المدرسة

GMT 05:20 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

أخلاق الدولة في خطر..

GMT 04:55 2017 الخميس ,11 أيار / مايو

قانون المالية.. بأي معنى سياسي؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib