القمة الأوروبية وزحف الشعبوية
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم حي رأس خميس شمال شرق القدس المحتلة وسط إطلاق قنابل الغاز السام عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

القمة الأوروبية وزحف الشعبوية

المغرب اليوم -

القمة الأوروبية وزحف الشعبوية

بقلم - ادريس الكنبوري

القمة الأوروبية الأخيرة بدت وكأنها جاءت لترسيم القطيعة مع بلدان الجنوب، وإغلاق أوروبا في وجه المهاجرين بشكل نهائي.
بالرغم من اللهجة المتفائلة التي استعملها القادة الأوروبيون في حديثهم عن التوصل إلى اتفاق بين بلدان الاتحاد الأوروبي حول الهجرة، خلال القمة التي عقدت نهاية الأسبوع في بروكسل، إلا أن واقع الحال غير ذلك. فالاتفاق الذي تم إنجازه بعد مفاوضات عسيرة طوال يومين والتهديدات الإيطالية بالانسحاب من طاولة الحوار، جاء ليعزز منطق الخلاف داخل الاتحاد، إذ لأول مرة يخرج الاتحاد الأوروبي من قمة بالتوافق على عدم الالتزام الجماعي في قضية معينة تشغله جماعيا، وهذا ما جعل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعلن بأن مسألة الهجرة قد تقرر مصير الاتحاد برمته.

وقد خرجت القمة بقرار يقضي بإقامة مراكز للاجئين في دول الاتحاد الأوروبي، على أن يكون ذلك بشكل “طوعي”، وفقا لما ينص عليه الاتفاق الأوروبي، كما اتفق الزعماء الأوروبيون أيضا على أن تكون جهود إعادة توطين اللاجئين في أوروبا “طوعية”، بما يعطي الحق للدول الأعضاء في عدم الالتزام بأي سياسة موحدة إزاء موضوع الهجرة، التي باتت ملفا ضاغطا على البلدان الثمانية والعشرين المشكلة للنادي الأوروبي.

وسوف يبقى لهذه المراكز الحق في إعادة المهاجرين الذين أفلحوا في الدخول إلى تراب إحدى دوله إلى بلدانهم، بعد الفصل بين المهاجرين غير الشرعيين الذين سيتم طردهم تلقائيا، وطالبي اللجوء الذين ستتم دراسة ملفاتهم ثم توزيعهم بعد ذلك على البلدان الأعضاء في الاتحاد. ولكن هذه النقطة أيضا بقيت محل خلاف وجرى الاتفاق عليها على ذلك الأساس، بمعنى حق كل دولة في عدم قبولها استقبال طالبي اللجوء على أراضيها.

لكن القمة خرجت بقرار آخر من شأنه أن يثير قلق بلدان الجنوب، إذ اتفقت على إقامة مراكز إيواء خارج دول الاتحاد، واستبق المغرب من خلال تصريح لوزير خارجيته ناصر بوريطة، هذا القرار بالإعلان عن رفضه لمراكز استقبال المهاجرين خارج الاتحاد الأوروبي. وقال بوريطة، إن المغرب يرفض فكرة إقامة مراكز استقبال بعيدا عن الاتحاد الأوروبي، الذي يحاول الاستعانة بمصادر أخرى لإدارة تدفق المهاجرين خارج حدوده، مشيرا إلى رفضه لما سماه “الحلول السهلة” التي قد تأتي بنتائج عكسية.

وقد أعلنت فرنسا والنمسا فور اختتام القمة، عن رفضهما إقامة مراكز لاستقبال المهاجرين على أراضيهما، والمبرر الذي ارتكزت عليه الحكومتان في البلدين هو أنهما ليسا بلدي استقبال مباشر للمهاجرين، كما هو الوضع بالنسبة إلى إيطاليا وإسبانيا. وبذلك بدت القمة الأوروبية الأخيرة وكأنها جاءت لترسيم القطيعة مع بلدان الجنوب، وإغلاق أوروبا في وجه المهاجرين بشكل نهائي.

ويمكن القول بأن قمة بروكسيل ستكون لها مضاعفات كبرى على مستوى العلاقة بين الشمال والجنوب، وسوف تحيي هذه الثنائية التي كانت سائدة طيلة مرحلة الحرب الباردة، بين الشمال الذي يعيش في بحبوحة، والجنوب الذي لا يتعدّى كونه سوقا للأيدي العاملة التي استفادت منها أوروبا طوال عقود في نهوضها الاقتصادي من دون أن ينعكس ذلك على مستوى الحياة في بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط.

وإذ تغلق أوروبا أبوابها في وجوه المهاجرين حيث لا تنظر إلى الرصيد التاريخي للعلاقات غير المتكافئة بينها وبين بلدان الجنوب، ومسؤولياتها عن تأخر الأوضاع في هذه البلدان نتيجة للسياسات الأوروبية المتراكمة التي انعكست في تخلف البنيات الاقتصادية والاجتماعية والتقاليد السياسية التي تنفر من الديمقراطية ولا تراها شرطا لازما في التنمية، ولذلك فإن أوروبا اليوم توجد في مواجهة أزمة أخلاقية، قبل أن تكون سياسية في علاقتها بالدول الأفريقية.

النقطة الأهم في قراءة مخرجات القمة الأوروبية الأخيرة أن الشعبوية انتصرت وفرضت شروطها على ثمانية وعشرين بلدا داخل الاتحاد. فمما لا شك فيه أن موضوع الهجرة كان أحد الموضوعات الأهم التي ركزت عليها أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، وظهر ذلك في المحطات الانتخابية التي نزل فيها اليمين المتطرف بثقله مسلحا بخطابه الشعبوي الذي يضع على رأسه رفض الآخر ويطالب بإغلاق القلعة الأوروبية في وجه المهاجرين، وإعادة النظر في قوانين الهجرة واللجوء، وبالرغم من فشل هذه الأحزاب في تحقيق انتصارات واسعة في عدد كبير من البلدان الأوروبية نتيجة لخطابها الذي لا يلقى صدى لدى الطبقة السياسية التي اصطفت في مواجهته، إلا أن القمة الأخيرة للاتحاد الأوروبي تشكل عربونا على نجاح مشروعه، مستفيدا من الأزمة التي تسببت فيها قضية الهجرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القمة الأوروبية وزحف الشعبوية القمة الأوروبية وزحف الشعبوية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 05:20 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

تشيلسي يمدد عقد المدافع أتشيمبونغ حتى 2029

GMT 04:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ريال مدريد يكتسح باتشوكا بثلاثية ويتوج باللقب

GMT 06:45 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روبن أموريم يُؤكد أنه سيكون سعيد باستمرار ماركوس راشفورد

GMT 06:07 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أسامة الإدريسي يُؤكد أن ريال مدريد قوي وسيحضرو للقادم

GMT 06:12 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

برشلونة وليفربول يضعو تورام تحت أنظارهم

GMT 05:30 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

يوفنتوس الإيطالي يُؤكد إصابة تيموثي ويا في الفخذ

GMT 04:27 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أتالانتا يسحق تشيزينا بسداسية ويتأهل للثماني

GMT 06:17 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نادي أتلتيكو مدريد يفتح أبوابه أمام ماركوس راشفورد

GMT 07:22 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الخميس 19-12-2024 والقنوات الناقلة

GMT 05:35 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

باتريك دريفس يعود لتدريبات بوخوم اليوم

GMT 12:02 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب المنتخب المغربي يتجه الي ضم اللاعب غانم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يدفع أسعار النفط للارتفاع

GMT 03:59 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان يتأهل للثمانية بعد فوزه على أودينيزي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib