سجالات النقابة والحكومة في تونس جبل الجليد
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

سجالات النقابة والحكومة في تونس.. جبل الجليد

المغرب اليوم -

سجالات النقابة والحكومة في تونس جبل الجليد

بقلم - ادريس الكنبوري

استعصاء عنوانه الواضح أزمة الثانوي، ومضامينه الحقيقية العميقة خلافات حادة في تقييم الوضع الاقتصادي وتشخيصه، ومن ثم بلورة الأفكار والتصورات للخروج منه.استعصاء عنوانه الواضح أزمة الثانوي

الأزمة التي اندلعت في تونس منذ أسابيع، وبوادرها قائمة منذ سنوات، بين نقابة التعليم الثانوي ووزارة التربية التونسية، هي أكثر من خلاف نقابي، يتشكل من مطالب (تناقش مشروعيتها) ومفاوضات (تستعرض فيها موازين القوى والظرفيات الاقتصادية والسياسية) وإضرابات أو احتجاجات.

المسألة متصلة عند الطرفين، الحكومي والنقابي، بالخيارات الاقتصادية المتبعة. الملفتُ أن الطرفين يتفقان، على أن عمق الأزمة سياسي؛ الحكومة التي تدخل في مفاوضات مع الطرف النقابي بل وتمضي معه اتفاقات وتتراجع عن تنفيذ بعضها وتتعلل بأن الظرف الاقتصادي لا يسمح بالتنفيذ، تقدمُ اعترافا ضمنيا بأن الموانع سياسية ولو تعللت بأرقام الاقتصاد وشواهده. والنقابة التي تفاوض دفاعا عن منظوريها من أجل مطالب (مادية أو غير مادية) تعرف أنها تحتاج لتحقيق تلك المطالب الدخول في أشكال احتجاجية شتى من أجل افتكاك تلك المطالب، لأنها تقع في نفس الظرف التي تعيش فيه الحكومة. وكل ذلك بصرف النظر عن المتسبب في تردّي الوضع الاقتصادي القائم والذي أصبح، للمفارقة، يستعملُ دليلا لوجاهة هذا الرأي أو ذاك.

نسق الأحداث السريع الذي تعاقب على الأيام القليلة الماضية، كشف أن المسألة ليست خلافا بين نقابة تذودُ عن منظوريها، ووزارة تقف وسيطا -باعتبار إشرافها على القطاع- بين حكومة “عاجزة” ونقابة “متطلبة”. كان الأمر خلافا عميقا حول الخيارات الاقتصادية، وكان محاكمة للخيارات السابقة التي تحولت مآلاتها إلى ما نراه اليوم من وضع اقتصادي عسير، وكان الخلاف محاكمة لطرق تعاطي الدولة مع مطالب القطاع القوي نقابيا، ومحاكمة لمطلبية منظمة لم تراع وضع البلاد حسب التوصيف الحكومي.

جرت العادة أن الاتحاد العام التونسي للشغل، يتدخل في الأزمات السياسية الكبرى، لإخماد الحرائق أو لتفادي احتمالات حريق قادم، حصل ذلك في السنوات 2013 و2014، وأبان عن دور المنظمة الحيوي في منعرجات البلاد. لكن المستجد في المعركة الأخيرة، أن اتحاد الشغل طرف في الخصومة عبر فرعه الأقوى عدديا وتنظيميا، فكان على المنظمة أن تلعب دورها الحيوي في إخماد الحرائق مع مراعاة مصالح منظوريها وقواعدها وهياكلها. جدير بالذكر أن المنظمة وعند كل تدخل حاسم، من قبيل رعاية الحوار الوطني في أكتوبر 2013، أو وثيقة قرطاج في يوليو 2016، كانت تحظى بإشادة وطنية واسعة نظير تدخلها لتجنيب البلاد استتباعات الأزمة، لكنها اليوم توجد في مرمى نيران الأطراف التي كانت أشادت بها سابقا، والمقصود هنا المستفيدين من العمليات الإطفائية السابقة التي نفذتها المنظمة.

الخيارات الاقتصادية العرجاء والخلاف حول التفويت في بعض مؤسسات القطاع العمومي من عدمه، وتنكر الحكومة والأطراف السياسية المشكلة لها، كانت الأبواب الرئيسية في الامتعاض النقابي من موقف الحكومة من الأزمة، وكانت أيضا دافعا للإصرار النقابي على المواصلة في الموقف الاحتجاجي بمسمياته المختلفة.

كل هذه العناصر تضافرت وشكلت معالم الاستعصاء الأخير بين النقابة والحكومة. استعصاء عنوانه الواضح أزمة الثانوي، ومضامينه العميقة خلافات حادّة في تقييم الوضع الاقتصادي وتشخيصه، ومن ثم بلورة الأفكار والتصورات للخروج منه.

الجديد في الأزمة أن خلافا جديدا تفرع عن الخلاف الكبير، وهو خلاف داخلي بين المركزية النقابية وبين نقابة الأساتذة، ولئن يرجح أن يتوصل الاتحاد إلى حل أزمته الداخلية (بعيدا عن احتمالات التجميد أو العقوبات الداخلية للعناصر المتمردة)، أو تأجيلها للتفرغ للاستحقاقات القادمة، فإن الثابت أن هذا الشوط في الخلاف بين الاتحاد والحكومة، قد شارف على الانتهاء، لكن ذلك لا يعني نهاية الخلافات، طالما الوضع يراوح في ترديه، وطالما يتمسك كل طرف بوجاهة رِؤيته للمشكلة وللحل ولمستقبل البلاد، وسنشهدُ جولات قادمة بين الاتحاد والحكومة، طالما تواصل اعتماد المناويل التنموية نفسها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سجالات النقابة والحكومة في تونس جبل الجليد سجالات النقابة والحكومة في تونس جبل الجليد



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib