من أجل فهم “غزوة” بروكسيل

من أجل فهم “غزوة” بروكسيل

المغرب اليوم -

من أجل فهم “غزوة” بروكسيل

بقلم عبد العالي حامي الدين

يتعلق الأمر بحلقة جديدة من حلقات الإرهاب المنظم الذي ضرب باريس وإسطنبول وأنقرة وتونس وفلسطين المحتلة وأستراليا والسعودية واليمن وسوريا، وهذه المرة عاصمة الاتحاد الأوروبي..
إرهاب اليوم، لم تعد له حدود وهو قادر على الضرب في أي مكان وزمان، وهو إرهاب لا وطن له ولا جنسية له، وإنما هو أحد تجليات العولمة المفتوحة التي يستفيد منها الإرهاب العابر للقارات..
هي عمليات مدانة بجميع المقاييس الدينية والسياسية والأخلاقية، وبقدر حجم الإدانة والرفض المعبر عنه من طرف الجميع، بقدر ما نحتاج إلى فهم الجذور الحقيقية لهذه الأفعال الإجرامية ووضعها في سياقها السياسي والفكري.
كل المؤشرات السياسية الكبرى على الصعيد الدولي تدل على أن الإرهاب المعولم سيرتفع، مادام يتغذى على الكثير من التناقضات التي تعج بها الساحة الدولية.
إن موجة الرعب والخوف التي سادت بروكسيل خلال بداية الأسبوع الماضي مرشحة للارتفاع، في انتظار حل الأزمات المتراكمة في كل من سوريا والعراق وليبيا، وقبل ذلك مشكلة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وحل مشكلة مشاريع التحول الديمقراطي المجهضة في العديد من البلدان العربية..
الذين قاموا بهذه التفجيرات هم امتداد للفكرة الداعشية التي اعترفت رسميا بوقوفها وراء هذه العمليات، هم شباب شبوا في جو من الإحباط والحرمان، ووسط بحر من التناقضات المرتبطة بإشكاليات الهوية والصراع الثقافي وضعف التأطير الديني السليم المقرون بظروف الفقر والحرمان والانسداد السياسي.
وبغض النظر عمن دعم داعش وكيف نجحت، فإن الأمر الواقع أمامنا هو أن هذه الظاهرة موجودة، وباتت تمثل جاذبية للعديد من الشباب المتحمس في المنطقة العربية، بل تجاوزها للاستقطاب من داخل أوروبا وسط أبناء الجالية ووسط حاملي الجنسيات الأوروبية من أصل عربي وغيرهم..
المفارقة أن العالم يشن حربا على الإرهاب دون أن ينتبه إلى العلاقة الوطيدة بين انتكاسة المسارات الديمقراطية وانتعاش خطاب الإرهاب والتطرف.. ففي الوقت الذي يئن فيه رئيس منتخب من ظلم السجن ويشكو رفاقه من عذابات السجون وويلاتها، تُفاخر داعش وأخواتها بإنجازاتها على الأرض وتتهكم من ديمقراطية الوهم التي جاء بها الغرب، وشارك فيها الإسلاميون لتوصل بعضهم إلى السجن، وتضع بعضهم الآخر على هامش السلطة وتقنع البعض الآخر بالفتات..هذا المنطق البسيط هو الرائج اليوم في دعاية الدواعش..
ولذلك، فإن الحرب على الإرهاب تمر عبر مقاربة شمولية لا مفر فيها من عودة المسار الديمقراطي للمنطقة..آنذاك يمكن أن تنجح عمليات الحرب على الإرهاب..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أجل فهم “غزوة” بروكسيل من أجل فهم “غزوة” بروكسيل



GMT 00:07 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

المغرب والجزائر.. واتحاد المغرب العربي

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 05:51 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

قضية الصحراء والمنعطفات الخطيرة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 08:15 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

قضية بوعشرين.. البراءة هي الأصل

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
المغرب اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 16:13 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
المغرب اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 20:49 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib