يوم عمر المختار الإنساني العالمي العابر للزمان
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

يوم عمر المختار الإنساني العالمي العابر للزمان

المغرب اليوم -

يوم عمر المختار الإنساني العالمي العابر للزمان

عبد الرحمن شلقم
عبد الرحمن شلقم

بعد معاركَ طويلة قادها الشيخ عمر المختار ضد الاحتلال الإيطالي الفاشي، تمكَّن جيش الغزاة من القبض على الشيخ الفقيه المجاهد. لكن المعركة لم تنتهِ بينه وبين آسريه، بل بدأت حرب أخرى بين الإرادة الوطنية الصلبة وعنجهية الجنرال الإيطالي غراسياني.

في معتقله كان الشيخ الفقيه المجاهد ينظر إلى جنرالات إيطاليا المتحلقين حوله يعلوهم الابتهاج بالانتصار على قائد المقاومة الليبية، ينظر إليهم بتعالي الجبال، ويرون في عيونه زخات الاحتقار لهم جميعاً. يوم السادس عشر من سبتمبر (أيلول) سنة 1931، قام الفاشيون بتعليق عمر المختار على حبل المشنقة في مدينة سلوق أمام حشد من الرجال والنساء والأطفال الليبيين.
عندما اعتلى الشيخ السلَّم إلى حبل المشنقة بثبات، سرت الإرادة إلى الجموع المتعالية رؤوسها وهتافها وتكبيرها، وسرت ذبذبة أخرى إلى رؤوس العساكر الفاشيين الذين دبَّت فيهم حرارة الصدمة والضعف بسبب وهج الإرادة التي أشعت من الجسد المرتفع نحو الشهادة.كان يومُ إعدام شيخ الجهاد والإرادة بركاناً للحرية والمقاومة، هزّ العالم بأسره. وسائل الإعلام العربية من محيطها إلى خليجها رغم أن أغلب البلدان العربية آنذاك كانت تحت نير الاستعمار الأجنبي، كل تلك الوسائل ملأت صفحاتها بالعناوين والمقالات التي تُكبِر وتُكبِّر لذلك المشهد المهيب، الذي هزم فيه المجاهد قاتليه مرة أخرى في معركة الإرادة الوطنية الجهادية.

تسابق الشعراء العرب لا أقول يرثون عمر المختار، بل يسطرون بحروف ومشاعر تفيض اعتزازاً بالشهيد كمثل يجسد قامة النصر وهو يسمو فوق الموت. تحولت حلقة حبل المشنقة حول رقبة الشهيد إلى دائرة جرس إنساني عبرت أصقاع الدنيا وهزَّت الضمير الإنساني. وسائل الإعلام العالمية في أوروبا وآسيا والاتحاد السوفياتي وأميركا الشمالية واللاتينية، دبَّجت صفحاتها بصور وتفاصيل مكتوبة عن عمر المختار البطل في ميادين المعارك وفوق عود المشنقة.

أُطلق اسم عمر المختار على أكبر الشوارع في المدن العربية ونُصبت تماثيل له في العديد من الحدائق والساحات في مدن العالم المختلفة. اتخذه المقاتلون من أجل الحرية مثلاً لهم، وتحدث عنه قادة الثوار في فيتنام والجزائر وجنوب أفريقيا والكونغو وغيرها. يوم السادس عشر من سبتمبر هو اليوم الذي هزم فيه الموت الشامخ، جنون القتل الهمجي الفاشي. آلاف المكافحين من أجل الحرية جرى قتلهم بالرصاص وعُلقوا على أعواد المشانق، لكنهم لم يتحولوا إلى الملحمة الأسطورية التي تفرد بها عمر المختار. تكاملت الملحمتان الأولى والثانية وشكلتا معاً كيان الأسطورة. الشيخ الطاعن في العمر الذي يتقدم صفوف المجاهدين وهو على صهوة جواده مندفعاً صاعداً للجبال ومخترقا لمنحنيات الوديان في الجبل الأخضر، مصوباً بندقيته القديمة إلى صدور العدو المدجج بأعتى الأسلحة، ويوقع بهم هزائم متلاحقة. الملحمة الأخرى كانت معركة المواجهة المباشرة مع الجنرالات الفاشيين بعد وقوع عمر المختار في الأسر. قاتلهم بسلاح لا يملكون ما يواجهونه به، وهو سلاح التعالي عليهم بل الاستخفاف بهم، وذلك كله موثق في الأرشيف الإيطالي، حيث نشر مجموعة من الأساتذة المؤرخين الإيطاليين محاضرَ التحقيق مع عمر المختار بعد أسره. كانت المعركة الثانية التي دارت في غرقة التحقيق وهو مكبل القدمين بالسلاسل، لا تقل عن معارك البارود في ساح القتال، وامتدت المعركة مع الفاشيين إلى مشهد شنق عمر المختار، حيث صعد إلى الحبل برجولة وثبات.
اكتملت حلقات الأسطورة الفريدة التي صورها أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدة طويلة رائعة ضمَّنها مسيرة البطل إنساناً ومعلماً ومجاهداً ومثلاً وطنياً وعالمياً. ومما قاله شوقي في قصيدته الشهيرة:
نصبوا رفاتَك في الرمالِ لواء
يستنهضُ الوادي صباحَ مساءَ
يا ويحهم نصبُوا مناراً من دمٍ
يوحي إلى جيلِ الغدِ البغضاءَ
ما ضرَّ لو جعلوا العلاقة في غدٍ
بين الشعوب مودة وإخاءَ
ثم يصف حال المختار وتواضعه وبساطته في عيشه قائلاً:
خُيِّرتَ فَاختَرتَ المَبيتَ عَلى الطوى
لَم تَبنِ جاهاً أَو تَلُمَّ ثَراءَ
إِنَّ البُطولَة أَن تَموتَ مِن الظَما
لَيسَ البُطولَة أَن تَعُبَّ الماءَ
لَم تُبقِ مِنه رَحى الوَقائِعِ أَعظُماً
تَبلى وَلَم تُبقِ الرِماحُ دِماءَ
بَطَلُ البَداوَة لَم يَكُن يَغزو عَلى
تَنَكٍ وَلَم يَكُ يَركَبُ الأَجواءَ
لَكِن أَخو خَيلٍ حَمى صَهَواتِها
وَأَدارَ مِن أَعرافِها الهَيجاءَ
وافاهُ مَرفوعَ الجبينِ كَأَنَّهُ
سُقراطُ جَرَّ إِلى القُضاة رِداءَ
طارت هذه القصيدة على بساط ريح الإكبار إلى كل أصقاع البلاد العربية، وأدخلت في مناهج التعليم في بعض الأقطار.

لقد كتب الأدباء وأبدع الشعراء العرب وغيرهم عن عمر المختار، وقدموا أبعاداً ملحمية لهذه الشخصية الأسطورية وهو ما لم يُكتب عن الجنرال الفيتنامي جياب، ولا عن الثائر البوليفي تشي جيفارا وغيرهما من القيادات النضالية والثورية.

ومما يجدر ذكره هنا أنَّ الممثل العالمي أنتوني كوين الذي جسَّد شخصية عمر المختار في فيلم أسد الصحراء، اعترف بتأثير عمر المحتار عليه، حتى إنه لم يستطع الانفكاك من تلك الروح التي تملَّكته ورافقته فيما تبقى من حياته. يوم السادس عشر من سبتمبر هو يوم عمر المختار الإنساني العابر للدنيا والزمان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم عمر المختار الإنساني العالمي العابر للزمان يوم عمر المختار الإنساني العالمي العابر للزمان



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 01:50 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يوجه رسالة من غزة
المغرب اليوم - مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يوجه رسالة من غزة

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib