أبعد من «إكسبو دبي 2020»
الجيش الروسي ينفذ هجومًا بالصواريخ والطائرات المُسيرة على مدينة أوديسا مما أسفر عن مقتل شخصًا وإصابة عشرة آخرين على الأقل حارس منتخب تونس أمان الله مميش يرتكب خطأ فادحاً خلال مواجهة مدغشقر في التصفيات المؤهلة لكاس أمم إفريقيا 2025 زلزال قوي يضرب إندونيسيا بلغت قوته 6.5 درجة على مقياس ريختر زلزال بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر يضرب ولاية ملاطيا وسط تركيا اليويفا يفرض غرامات على الاتحاد الفرنسي لكرة القدم والإسرائيلي عقب الأحداث التي وقعت أمس في باريس ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية وفاة الأميرة اليابانية ميكاسا أكبر أعضاء العائلة الإمبراطورية عن عمر يناهز 101 عاماً ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية
أخر الأخبار

أبعد من «إكسبو دبي 2020»

المغرب اليوم -

أبعد من «إكسبو دبي 2020»

غسان شربل
غسان شربل

يكاد يكون «إكسبو دبي 2020»، في جانب من جوانبه الكثيرة، تجسيداً رمزياً لحقيقة الصراع الدائر في المنطقة.من المدخل المهيب، المتكرر ثلاث مرات في ثلاثة مواقع مختلفة، يبدأ الحوار الذي تريده الإمارات بين الماضي والمستقبل. الداخل إلى «إكسبو» يمر عبر بوابة هائلة تحمل كل عناصر الهوية المستقبلية قبل أن ينتبه إلى أن الفضاء الذي يدخله هو أكبر «مشربية» بنيت على الإطلاق. دمج خلّاق بين أحد عناصر العمارة الإسلامية الرئيسية وبين مواد وأفكار ومقاسات مستقبلية، بتوقيع المعماري آصف خان الذي يختلط فيه الإنجليزي بالباكستاني بالتانزاني.

الماضي هنا ليس نوستالجيا لزمن مضى ولن يعود، ولا حنيناً مرضياً كذلك الذي تكابده بيروت ودمشق وبغداد، بل مفردة في جملة في حوار بين الماضي والمستقبل، ولحظة جدلية بين الإرث الهوياتي للعالم الإسلامي وبين ما يقترحه العالم الآخر.

ثمة احتفاء بالإرث وتجاوز له كأسر وسجن، وثمة اندفاع نحو المستقبل بجرأة التوكيد على الأنا والذاتية خارج معطيات التعصب والانغلاق.المعرض، منذ المدخل، يختزل هذه الدعوة إلى الحوار والتواصل، ويفرد مساحات باذخة لاستقبال كل الأفكار والقيم من دون ذعر أو انغلاق. وهذا في العمق هو الاقتراح البديل لكل محركات الصراع والتشظي التي تشهدها دول ومجتمعات في الشرق الأوسط.

التركي في المعرض ليس غازياً نيو عثماني مثقلاً بأوهام ماضٍ مضى. والإسلامي لا يأتي حاملاً جراح الأندلس، مفعماً بنرجسية معطوبة، تريد إعادة تشكيل الزمن السياسي والحضاري وفق مرويات «العصر الذهبي» وأدبيات زمن الخلافة.

الحوار يذهب أبعد من مقاصد السياسة المباشرة التي ما انفكت تغرف من مخازن الهويات ما يعينها على سد فجوات الفشل والتردي. هنا، تعثر عليه، مشروطاً بالغوص أعمق نحو جذور إنسانية وحضارية متحررة من التسييس ومن التسليع في الوقت نفسه.
الناقص في الشرق الأوسط، وربما في العالم، هو هذا الحوار الذي تقترحه الإمارات، والناقص أكثر، فيما يعنينا، هو المعنى العميق لفكرة المدينة، كمنصة حوار وإدارة تناقضات قبل أن تكون عمراناً وحكماً.

لقد تم ترييف مدن وحواضر عربية كانت عواصم حداثية ونهضوية، من خلال خُطُب تاريخية مختلفة وعبر تجارب ثرية في تنوعها.

رُيّفت بيروت وبغداد ودمشق بفعل سطوة الميليشيات وسياسات التعصب الهوياتي، كما بفعل الحفريات المرضية في التاريخ، لإعادة تشكيل هويات جديدة مزورة لمجتمعات محددة، يقودها العنف والتعصب والانغلاق ونشوة الاختلاف مأخوذاً إلى أقاصي الاختلاف، بل الانفصال... رُيفت هذه المدن حين فقدت قدرتها على الحوار، وسلّمت نفسها لدورات العنف، وإن كانت بعض سياقات ترييفها متباينة الأسباب والدوافع.

«إكسبو دبي 2020»، هو بهذا المعنى العميق، إعادة اعتبار للمدينة العربية كمضاد للعنف، وتوكيد على المدينية القصوى لدبي، التي طالها الكثير من التطاول والتشاوف عليها باعتبارها مدينة زائفة، أو تجمع أبنية زجاجية في صحراء! هذا الإجحاف بحق دبي والإمارات، وتجارب خليجية ناهضة، كما هو حاصل الآن في السعودية، سببه عدم الانتباه للسياق الذي يحلّ في معرض «إكسبو دبي 2020». فما يجب تذكره أن هذا السياق، يضم لحظة حوارية أخرى، ذات معانٍ استراتيجية فيما يعني سلامة العلاقات في المنطقة، مثلتها زيارة البابا في فبراير (شباط) 2019 إلى أبوظبي، وهي الأولى لأحد باباوات الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية. وقد حرصت الإمارات، كما دوماً، أن تتجاوز الزيارة طابعها الاحتفالي، وحوّلتها إلى منصة لإطلاق «وثيقة الأخوة والإنسانية» بمشاركة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.
هذا السياق الحواري هو السياق المديني الأميز للمعاني العميقة لتجربة الإمارات، التي تتجسد عبر فعاليات متعددة ومتناسلة من رؤية ثابتة ومتفائلة بمستقبل مختلف للمنطقة.
ما أود التعريج عليه هو شأن آخر يتصل بالحوار الأوسع بين أنظمة وأفكار الحكم. ليس بسيطاً أن تنظم الإمارات «إكسبو دبي 2020» والعالم لا يزال في صراعه المضني مع «كوفيد - 19». هنا مصداق آخر على كفاءة الإدارة خارج منظومة الحكم الديمقراطي، في حين العالم الديمقراطي يعاني الأمرّين من تضييع الوقت وفرص رد المخاطر، بسبب آليات اتخاذ القرار في النظام الديمقراطي. وهنا اقتراح آخر لضرورة أن يتخفف الغرب من نرجسية الفكرة الديمقراطية كآلية وحيدة لإدارة المجتمعات والدول، تحديداً عندما تصبح هذه النرجسية مادة لهدم أو إزعاج تجارب ناجحة، وإن كانت لا تلتزم كامل المثل الليبرالية.

تجربة الإمارات، تجربة نموذجية في غلبة «الحكم الرشيد» على «الحكم الديمقراطي»، واقتراح يجب أن يأخذ مداه في النقاش الدولي حول آليات الحكم وشكل الحكومات ومصادر الشرعية وتعريفات حقوق الإنسان، لا سيما أن الفكرة الديمقراطية، على كامل الانبهار بتاريخها التنويري، تعاني من أعطال ذاتية وموضوعية، توجب إعادة التفكر فيها وفيما هو مختلف عنها، بعيداً عن اليقينيات بالانتصار الأبدي للديمقراطية والتي أفضى إليها انهيار الاتحاد السوفياتي.

الإمارات تقود بالأفعال لا بالأقوال.. هذا ما عبّر عنه يوم افتتاح «إكسبو دبي 2020». لاحظ عزيزي القاري العربي، أنه وفي أهم معرض دولي في العالم، وفي أول استضافة عربية له في تاريخه، ووسط حضور أركان الدولة كافة، لم يستمع العالم لخطابات لا من الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، ولا من ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
قارن ذلك مع كم ونوع الخطابات التي يمكن تخيلها في فعالية افتتاح «سوبرماركت» في معظم الدول الأخرى، ليتبين لك الفارق الحضاري الذي تعبّر عنه هذه الدولة الصغيرة.
المسألة، لمن يريد أن يفهم، أبعد بكثير من «إكسبو»... هي اقتراح متعدد الجوانب في صلب «حوار وصراع الحضارات»، ومساهمة شجاعة في تشكيل مستقبل مختلف للعرب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبعد من «إكسبو دبي 2020» أبعد من «إكسبو دبي 2020»



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:25 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
المغرب اليوم - محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 02:52 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

ناسا تطلق مهمة أوروبا كليبر إلى قمر المشترى بحثًا عن حياة

GMT 21:22 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

اترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 00:43 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الذكاء الاصطناعي يحاكي الموسيقى دون إبداع

GMT 02:15 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترفع سعر شراء القمح المحلي 10% للموسم الجديد

GMT 17:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 09:07 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

فرنسا تعلن السيطرة على "كورونا" في البلاد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib