في يوم المعلم
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

في يوم المعلم

المغرب اليوم -

في يوم المعلم

حسن البطل
بقلم: حسن البطل

عادل وظالم. هكذا كنّا تلاميذ ابتدائي نميز معلماً عن معلم، منتصف عقد الخمسينيات من القرن المنصرم، آنئذ كانت المرحلة الابتدائية من خمس سنوات وخمسة صفوف، ولكل صف معلم واحد.

من بين خمسة معلمين لا أتذكر سوى معلم الصف الثاني، كامل عزيواتي، ومعلم الصف الثالث أنيس الخطيب لسببين: الأول ان المعلم كامل السوري كان ظالماً، والثاني أن أنيس كان فلسطينياً. السبب الثاني أنني التقيت الاثنين مصادفةً بعد سنوات طوال، ففي العام ١٩٦٩ التقيت المعلم الظالم كامل في مقصف جامعة دمشق، وفي العام ١٩٨٣ حظيت بلقاء المعلم أنيس في صنعاء على هامش مؤتمر الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين، كان هو ممثل المنظمة في الإمارات، وكنت أنا مدير تحرير المجلة المركزية، ثم مرة ثانية تناولنا وجبة فول وحمص في مطعم شعبي برام الله التحتا، استأذنته بالدفع.

كان المعلم كامل قاسياً وظالماً مع تلاميذ صفه الكسالى والمشاغبين، ولا أعرف سبباً لظلامته لي، مع أنني كنت شاطر الصف في درس الإملاء، وما كنت قطّ  تلميذاً مشاغباً.

كانت علامتي في درس الإملاء إمّا كاملة عشرة على عشرة، او تسعة ونصف، بينما علامة أكسل الكسلاء «صفر مكعب»، كان على تلاميذ الصف قراءة نصف مقطع درس الإملاء، ثم كتابته وفق إملاء المعلم، الذي كان يتمشى بين مقاعد الصف وكانت هذه مشكلتي في قراءة شفاه المعلم ان كان في خلفية الصف.

كنت حافظاً لكلمات النص، وحصل ان كان المعلم يكرر كل جملة مرتين او ثلاثاً، ولما أطلّ عليّ كنت كتبت كلمة مسبقة قبل أن يمليها علينا، ارتبكت بعد وعيده لي بالعقاب، فنسيت همزة على الألف في كلمة، ودمجت نقطتين في كلمة واحدة، فحصلت للمرة الاولى على علامة ثمانية ونصف. تلقيت عقوبةً صارمة من عصاه على راحتي يدّي، تزيد عما ناله الكسالى في درس الاملاء.

مع شطارتي المشهودة، كنت تلميذه الوحيد الذي يعاني من ضعف سمع، وكان لا يتورع عن قيادة تلاميذ الصف في السخرية مني: روح تعلم صنعة تنفعك على كَبَر، وعلى كَبَر عرفت انه كان سادياً، وحده بين معلمي المدرسة من كان يعاقب تلاميذ الصفوف برفع «الفلَقة» على راحتَي القدمين، مع وجبة ركض بين ضربات عصاه، لم يوقع بي هذا العقاب.

ناداني بكنيتي «البطل» في نصف الجامعة، وخربط في اسمي الأول، واستغرب أنني تخرجت من انتساب مع دوام كامل، وهو طالب منتسب بلا دوام.

ماذا كان انتقامي من ظلمه لي؟ جلبت من الكافتيريا فناجين قهوة لجلساء الحلقة باستثنائه هو وحده .. ثم انسحبت الى طاولة أخرى، لا بأس، مجرد رد لؤم التلميذ وقد شب على لؤم المعلم الظالم.

في الصف الثالث لم يستخدم المعلم الفلسطيني أنيس عصاه قط، وسُرّ لما عرف ان اشطر تلميذين في صفه هما من فلسطين مثله، فجعلنا عريفَي الصف.

في عيد المعلم الفلسطيني سألت المعلم زياد خداش، والصحافي عبد المجيد سويلم: هل كان في المدرسة الابتدائية الفلسطينية نظام رسوب للتلاميذ؟ نعم، كان هناك نظام رسوب حتى للصف الأول الابتدائي في المدرسة السورية الرسمية، وفي كل سنة يعيد اربع أو خمسة تلاميذ صف الرسوب لسنة أخرى، ثم يخرج من المدرسة اذا رسب مرةً ثانية، إلى أن أدخلت وزارة التربية والتعليم السورية، نظام الترفيع الآلي لتلاميذ المرحلة الابتدائية، بعد الوحدة السورية - المصرية.

في المرحلة الثانوية من الدراسة كان نظام الامتحانات ترسيب الطلاب إن أحرزوا علامة في اللغة العربية تقل عن ٥٠٪ ولو نجحوا في باقي مواد المنهاج.

أتذكر من اجتيازي المرحلة الثانوية، ثم الجامعية بنجاح دون رسوب سنة، أمرين في الصف السابع والصف الحادي عشر.

في الصف السابع كان معلم العربية يكتب على السبورة آية قرآنية، يتلوها طالب ما مشكولةً ثم يكلفه بإعرابها النحوي، زجر المعلم ووبخ طالباً كان يخربط في قراءة نصف الآية: يا حمار .. يا أعمى.

كان ذلك الطالب من قرية ثانوية فقيرة في ريف سورية، اسمها «حفّير» وكان شاطراً وصديقي، وفي الفرصة سألته، تعرفت أن لديه علّه في البصر .. بكى، وفي اليوم التالي ترك المدرسة نهائياً.

في الصف الحادي عشر، تحولت من منهاج القسم العلمي الى منهاج القسم الأدبي. السبب، ان معلم الفيزياء والكيمياء كان يشرح المعادلات إما وجهُه الى السبورة، وإما وهو يستند الى الحائط آخر الصف .. فكيف عليّ أن أفهم شرحه بقراءة شفاهه.

في عيد المعلم الفلسطيني قرأت على الفيسبوك نصف قصيدة «أمير الشعراء» المصري أحمد شوقي، ولعله الشاعر الوحيد الذي حشر  كلمة «وفِّهِ» التبجيلا، فكان أن ردّ عليه الفلسطيني إبراهيم طوقان بقصيدة على وزن قصيدته، لكنها ساخرة، وعقّب عادل الأسطة ببيت شعر من عندياته أو لغيره يقول: يا من يريد الانتحار وجدته / إن المعلم لا يعيش طويلاً».

في كل سنة يتم تنظيم مسابقة «أمير الشعراء» في دولة خليجية، مع جائزة نقدية مجزية، لا أقرأ لهم، ولا أحفظ أسماءهم، ولا أذكر من قصائد «أمير الشعراء» احمد شوقي سوى واحدة عن المعلم، وأخرى عن سورية تحت الانتداب الفرنسي: «سلام من صبا بردى أرقّ / ودمع لا يكفكف يا دمشق».

كان خليل مطران «شاعر القطرين»: لبنان ومصر وصار درويش شاعر العالم العربي قاطبةً: «يا أيها الشعراء لا تتكاثروا، دمي بريد الأنبياء».

 

قد يهمك ايضا
تلك كنيسة تحتضن كنيسة!
«ارجع يا زمان..» هيهات !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في يوم المعلم في يوم المعلم



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib