ليبيا ستعود بلدَ الطيوب
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

ليبيا ستعود بلدَ الطيوب

المغرب اليوم -

ليبيا ستعود بلدَ الطيوب

جبريل العبيدي
بقلم : د. جبريل العبيدي

من يرى ليبيا المنكوبة والتي توصف بالدولة «الفاشلة» في التوصيف السياسي الظالم وتكاد تصبح دولةً «منهارة» collapsed state اليوم قد لا يتصوَّر ليبيا الأمس ليبيا الماضي حاضنة أقدم الحضارات الضاربة في عمق التاريخ.

فليبيا المنسية اليوم هي مهد حضارة إنسان ما قبل التاريخ وإرث الحضارات المتعاقبة في أفريقيا وهي شاهد حي على تاريخ حضارات عريقة، ففيها كان يعيش أول عالم احتسب محيط الأرض وهو العالم الليبي ايراتونسينيس، بل إن أول من علم الفلسفة هي الليبية أريتا، وأول نسخة كتبت من الأناجيل كتبها الحواري الليبي المولد والأم مرقس، وفي ليبيا القديمة أول شعب في التاريخ اخترع جر العربات باعتراف المؤرخ هيردوت، وأول شعب كتب رواية إنسانية، ألفها المؤرخ الليبي لوكيوس أبوليوس، وهو أول مؤرخ في التاريخ أنتج التسلسل الزمني العالمي، والذي كتب تاريخ العالم هو الليبي يوليوس أفريقانووس، بل إن الإمبراطور الليبي سيبتمووس سفيروس حكم ليبيا في التاريخ القديم واستطاع احتلال بريطانيا التي لا تغرب عنها الشمس في التاريخ الحديث، وكذلك فعل الليبي شيشنق الذي حكم مصر والعالم، فليبيا أول دولة تهزم البحرية الأميركية في البحر المتوسط، ولا يزال نشيد المارينز الأميركي يذكره في نشيده إلى يومنا هذا (من هضاب مونتيزوما .... إلى شواطئ طرابلس)، وهذا للتذكير بهزيمة البحرية الأميركية عند شواطئ ليبيا وإغراق البارجة فيلادلفيا ومحاولة المارينز تحفيز بحارته للثأر للهزيمة التاريخية عند شواطئ ليبيا على أيدي بحارة ليبيين.

ففي ليبيا، تقول الدراسات والحفريات التاريخية، كهف قد سكنه الإنسان منذ أكثر من 120 ألف عام، أطلق عليه العلماء «أم العالم»، ما يؤكد أن ليبيا وطن كانت تسكنه الحضارات منذ القدم وليست أرضاً خواء أو مجرد معبر قوافل كما يزعم البعض.

ليبيا الأمة والتي خاطبها الملك الصالح إدريس بالأمة العظيمة في خطاب الاستقلال، تلك المعركة التي خاضها رجال ليبيا الشرفاء والآباء المؤسسون وكتبوا أروعَ دستور اتحادي عجز السبتمبريون 1969، والفبرايريون 2011، عن كتابة مثله أو حتى محاكاته في بضع سطور.

ليبيا التي تكالبت عليها الأطماع والمؤامرات، ليس آخرها هيجان «الربيع» العربي، والذي تسببت بشكل مباشر في سقوط الدولة الليبية، ما جعل منها أرضاً مشاعاً للنزاعات والحروب والجماعات المتطرفة العابرة للحدود وجعل من ليبيا دولة فاشلة بحكم قرار دولي.

فالأزمة الليبية في الأصل صناعة دولية وليست صناعة محلية، ليبيا كانت بلداً آمناً مطمئناً مستقراً، فهي المنقسمة والمتشظية سياسياً اليوم بعد إسقاطها بقرار «دولي» نفذه حلف الأطلسي (حلف الناتو) عام 2011 متجاوزاً قرار حماية المدنيين إلى إسقاط دولة بعد انبعاث أمة بالكاد، نهضت من أطول حقبة استعمارية في التاريخ، من الاستعمار الإسباني إلى الاستعمار التركي (العثماني) وانتهاء بالاستعمار الإيطالي الفاشستي الاستيطاني، والذي حاول إفراغ البلاد من سكانها والزَّج بهم في أكبر معسكرات اعتقال عرفها التاريخ بعد ضربهم بالطيران كأول شعب يقصف بالطيران في تاريخ البشرية.

ولعلَّ عوامل إسقاط الدولة الليبية اليوم متعددة ومتنوعة وأغلبها خارجية والقليل منها محلي، فالحقيقة أنَّ ثمة أزمة دولية في ليبيا وليست الأزمة ليبية خالصة، وأعتقد أنَّ هذا أصبح مسلماً به نتيجة للفراغ السياسي وغياب الدولة، مسببات التدخل الأجنبي والأموال المتدفقة هي جميعها أسباب تردي الأوضاع في ليبيا بعد إسقاط الدولة الليبية من قبل حلف الناتو في عام 2011، دون أي خطة دولية بديلة لإعادة بناء الدولة الليبية، وتركت ليبيا ضحية ميليشيات توفّر لها السلاح المنهوب من مخازن الجيش الليبي الضخمة، والتي ترك الناتو أبواب مخازنها مفتوحة دون أن يدمّرها كما دمر القواعد الجوية والبحرية ومنظومات الدفاع الجوي، لتصبح مخازن السلاح مفتوحة لمن رغب في التزود بالسلاح.

ليبيا اليوم ضحية تدخلات خارجية، وخلط مفاهيم وتفسير قرارات دولية، منذ تفسير قرار حماية المدنيين عام 2011، الذي سمح بإسقاط آلاف الأطنان من القنابل تعدت 11 ألف ضربة جوية على مؤسسات الدولة المختلفة، رغم أن حلف الناتو الذي نفذ قرار مجلس الأمن، لم يكن قوى تابعة للمجلس، ولا هو مؤسسة خيرية، ولا منظمة إنسانية، بل هو حلف أحادي القوى، تكون من قوى لها تاريخ استعماري قديم، فحلف الناتو كانت تحكم تدخلاته حزمة من تقاطع المصالح لبعض أعضائه، فالناتو كان جزءاً رئيسياً من خراب ليبيا وحالة الفوضى التي تعاني منها بسبب التدخل الغاشم، حتى أصبح الليبيون ضحية للتدخل الأجنبي في الأساس، وتجمع في البلاد سيل من التنظيمات الإرهابية برعاية بعض الدول جعلت من ليبيا دولة مؤجلة.

ولكن رغم الفشل الذي توسم به ليبيا حالياً، نتمنى أن يعي هؤلاء المتناطحون على السلطة أنَّ الزمن ليس في صالح البلد، وأنَّ عليهم التغاضي عن خلافاتهم من أجل ليبيا وشعبها ونهضتها أمة فتية بين الأمم في هذا الموقع الجغرافي العظيم والثروات الطائلة فيه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا ستعود بلدَ الطيوب ليبيا ستعود بلدَ الطيوب



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 23:32 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 21:37 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الإماراتي اليماحي يترأس البرلمان العربي

GMT 07:20 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة إيفانكا ترامب إلى طوكيو تتصدر الأجواء في اليابان

GMT 06:07 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الجريئة موضة هذا العام لتمزج بين الجرأة والرقي

GMT 21:47 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع الدولار يوقف مسيرة صعود قوية للذهب

GMT 20:00 2022 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار النفط تستقر مع ترقب بيانات التضخم الأميركية

GMT 04:56 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

رحلة استكشافية حماسية للحياة البرية في النرويج

GMT 06:30 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

قتل مئات التماسيح في إندونيسيا ثأرا لمزارع

GMT 08:30 2013 الخميس ,18 تموز / يوليو

نجم "X Factor" محمد الريفي ينفي شائعة وفاته

GMT 20:26 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

انضمام 10 دولة جديدة لبريكس وبوتين نشهد تشكيل نظام عالمي جديد

GMT 18:15 2023 الأربعاء ,19 تموز / يوليو

حملة هندية ضد سعد لمجرد بعد نجاح أغنية "قولي متى"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib