كيف لريادة الأعمال أن تستفيد من الثورة الصناعية الرابعة
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

كيف لريادة الأعمال أن تستفيد من الثورة الصناعية الرابعة؟

المغرب اليوم -

كيف لريادة الأعمال أن تستفيد من الثورة الصناعية الرابعة

بقلم: لحسن حداد

نعيش اليوم على وقع ثورة صناعية جديدة ذات انتشار واسع، حيث صارت الثورة الصناعية الرابعة واقعاً يومياً تعيشه مجتمعات كثيرة، وهو واقع يتطور بشكل سريع إلى درجة أصبح صعباً على الحكومات والدول مواكبته عبر مستوى التشريع والمراقبة والملاءمة. وحتى المجتمعات المتأخرة، فمن المنتظر أن تلتحق بالركب بشكل أو بآخر جراء التعميم المتدرج للوسائل والآليات الصناعية والاقتصادية والتواصلية والمالية الجديدة، والتي من المنتظر أن تصبح في المتناول حتى بالنسبة للمجتمعات المتوسطة الدخل أو الفقيرة.

والقول بأن ما يحدث من تحولات حولنا هو “ثورة” ليس فيه أدنى تضخيم أو مجازفة. فالتحولات جذرية وتهم جميع مناحي الحياة، بل وتملك تأثيراً غير مشهود على حياة الناس وعلى الواقع والاقتصاد والمجتمع.

لقد أصبحت وسائل التواصل محمولة الآن ومتوفرة في كل البيوت وأماكن العمل والترفيه وعلى الأرض وفي الجو. بل وإنها تشتغل بسرعة غير معهودة وتستعمل لإرسال ملايين الصور والنصوص والأفلام والألعاب والرسائل الصوتية والوثائق المحمولة بشكل يومي. ويستعمل هذه الوسائل الصغار والشباب والكهول والشيوخ. وقليلة جداً هي المجتمعات التي لم تغزها الهواتف الذكية والنقالة والألواح الإلكترونية والحواسب المحمولة، أو التي لا تستعمل الأرضيات الرقمية للتواصل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي وغيرها.

في السياق ذاته، تطورت الطائرات لتصبح تستعمل بدون طيار ليس فقط في الحروب، بل في المراقبة والتجسس وحماية الحدود والتصوير والوصول إلى الأماكن المحاصرة أو البعيدة. كما أنها تستعمل في مجالات الترفيه وما شابهها. ومن المنتظر أن تعرف تطوراً كبيراً في المستقبل القريب وأن تعرف استعمالاتها توسعاً مذهلاً. بل ستخلق هذه “الكائنات “الطائرة تحديات كبيرة للدول والمجتمعات من حيث تقنين تنظيم استعمالها ومراقبتها.

ستكون سيارة الغد ذكية ودون سائق، ومن المؤكد أنها ستكون أقل تكلفة على المجتمعات لأنها نادراً ما ستتسبب في حوادث سير أو في عرقلة حركة المرور. إذ أظهرت التجارب الأولية نجاعة هذه السيارات وفاعليتها والإمكانيات الهائلة التي ستتيحها بشكل سيغير حياة الناس والمجتمعات بطريقة غير مسبوقة.

لقد تحولت الروبوتات إلى جزء من حياتنا والتي كانت إلى وقت قريب ضرباً من الخيال العلمي. فالأبواب التي تشتغل بأيادي آلية متحكم فيها عن بعد، والمصاعد، والقطارات ذات الحركية المغلقة أو الدائرية، وممرات المسافرين في المطارات وغيرها، كلها تشتغل جزئياً أو كلياً عن طريق الروبوتات. وتُستعمل الروبوتات الذكية الآن في المصانع العملاقة والمتطورة، حيث أنّ حاجة هذه الوحدات الصناعية لليد العاملة بدأت تتراجع. وأثبتت الدراسات أنّ استعمال الروبوتات يرفع الإنتاجية بشكل ملحوظ.

من المتوقع أن تكون روبوتات المستقبل ذكية وقادرة على التأقلم مع المستجدات ومع الاحتمالات غير المبرمجة. إذ يعرف مجال الذكاء الاصطناعي تطوراً هائلاً ومن المحتمل أن يصل إلى صناعة آليات ذات قدرة كبيرة على اتخاذ قرارات صائبة حسب مستجدات الواقع اللامتناهية. وإذا أضفنا إلى كل هذا تقنيات تكنولوجية ونورولوجية للرفع من قدرات الذهن واستعمالات الروبوتات (الطبية والعسكرية والأمنية وعلم الجزيئات المجهرية أو النانوتكنولوجيا والتأثيرات الإيجابية المُحتملة لها على علم البصريات والبيولوجيا والميكانيكا والميكروتكنولوجيا وغيرها، وما يسمى بإعادة كتابة المعادلات الجينية وتأثيرها على إنتاج الكائنات الحيوية، زراعية وغيرها، ناهيك عن الإشكاليات الأخلاقية التي ترافقه)، عندها يمكننا أن نجد هذه الثورة عميقة بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية.

يقول كلاوس شواب: “مزجت الثورة الرابعة بين ما هو فيزيائي وما هو بيولوجي وما هو تكنولوجي لتحدث تحولات عميقة في كل مناحي الحياة الاقتصادية والثقافية والصناعية بشكل ينذر بعصر جديد وتحولات لم نشهدها من قبل.

ستخلق هذه الثورة فرصاً عدة، لكنها تضم تحديات كبرى أمنية وسياسية واقتصادية، فمن المرجح أن تظهر ريادة أعمال جديدة بينما ستندثر الكثير من الريادات الحالية خصوصاً تلك التي لا تستثمر في التكنولوجيات الجديدة أو التي تقاوم التغيير والتحولات العميقة التي يعرفها الاقتصاد والمعرفة والصناعة والتواصل.

كيف لريادة الأعمال التي تريد مكاناً في المستقبل أن تهيء نفسها؟

يقتضي هذا ريادة متجددة وقدرة على مساءلة النفس والرغبة في الاستثمار عبر المستقبل. أولاً، على مشاريع ريادة الأعمال أن تصبح أعمال مرتكزة على المعرفة كما ذُكر في مقال سابق. ثانياً، عليها أن تستفيد من التجارب الناجحة في ميدان المعلومات الكبرى وطريقة تحليلها للتسويق والبحث عن العملاء، فقد أصبحت استعمالات “المعطيات الضخمة” متعددة. “جوجل” و”أمازون” وغيرها تستعملها بشكل منتظم لمعرفة سلوكيات العملاء وتوجهاتهم للتأثير فيهم وتوجيه سلوكهم الاستهلاكي. بل يستعملها بعض السياسيين في الغرب للتأثير في الناخب وتقديم وصفات انتخابية وخطابية تلائم توقعاته. ومن المنتظر أن تصبح هذه التقنيات في متناول الجميع وعلى ريادة أعمال الغد في العالم العربي أن تستثمر في هذا المجال لتربح عملاء أكثر وتحافظ على تنافسيتها.

ثالثاً، على مشروع ريادة الأعمال أن يصبح رقمياً 100% في التعاملات وطريقة التسيير والأداء واستخلاص المهام والمعاملات البنكية وتدبير الموارد. فما زالت الكثير من ريادات الأعمال في الدول العربية ترى في العالم الرقمي ترفاً أو لعبة لا يمكن المجازفة بدخولها. ولكن حسب “ماكينزي” تساعد الرقمنة مشاريع ريادة الأعمال على الرفع من جودة المنتجات والرفع من التنافسية وتؤدي كذلك إلى نمو حتمي للعائدات. فليست الرقمنة شيئا كمالياً ولكنها طريقة للبقاء في عالم لن يسمح فيه باستعمال الوسائل التقليدية للتواصل والتجارة.

رابعاً، على ريادة الأعمال العربية أن تلج عالم الحوسبة السحابية من بابها الواسع لما توفره هذه التقنيات من إمكانيات هائلة في الحوسبة السريعة لكميات هائلة من المعلومات وتخزينها وتأمينها والولوج إليها. قليل هم رواد الأعمال الذين يعرفون معنى استعمال الحوسبة السحابية لتخزين الوسائل والمعطيات والمعلومات عن بعد. ولكن هذه التقنية هي الآن في متناول الجميع وتعطي فضاء افتراضياً لا متناهياً للأعمال من أجل تخزين وتأمين معطياتها بعيداً عن الأخطار الممكنة كالحرائق أو السرقة أو الكوارث الطبيعية أو غيرها.

سادساً، على ريادة الأعمال العربية أن تستثمر فيما هو آلي لتوسيع الإنتاج والتسويق. إذ يرفع استعمال الربوتات من الإنتاجية ويؤمن جودة المنتج ومن المنتظر أن تصبح الآلات الذكية بأيدي الجميع في المستقبل القريب. وسيكون للاستثمار في هذا المجال فوائد مهمة كما رأينا أعلاه، خصوصاً إذا تم اختيار جوانب الإنتاج التي تحتاج لدقة عمل الربوتات بعناية من أجل المحافظة على مناصب العمل من جهة والرفع من الجودة والإنتاجية من جهة أُخرى. لقد أصبحت المزاوجة بين تقنيات الجزيئات المجهرية وعمل الروبوتات خصوصاً في الصناعات المتطورة ذات الاستعمال الطبي أو الميكروتكنولوجي ضرورة لا محيد عنها. وهذا يقتضي تصميماً دقيقاً لضمان التنافسية واحترام المعايير والمواصفات العلمية. ويجب على ريادة الأعمال العربية ولوج هذا المجال في إطار شراكات دولية وعلاقات متطورة مع مراكز البحث والاختراع على مستوى الجامعات المتقدمة من الناحية العلمية.

أخيراً، تُعتبر النظرة الاستباقية أساسية لريادة الأعمال التي تريد أن تحافظ على تنافسيتها. وعلى ريادة الأعمال أن تعيش في المستقبل باستمرار، لا في الحاضر. إذ يمكننا القول أنّ ريادة الأعمال التي تعانق اليوم التحولات التي يعرفها عالم الاقتصاد والصناعة والبيولوجيا وتدبير المعرفة بشكل رحب هي وحدها التي ستستفيد من الفرص التي ستأتي غداً لمواكبة الثورة الصناعية الجديدة.

كل من قاوم أو تغافل أو لم يكترث أو لم يهتم للتحولات التي تقع حالياً فمصيره الزوال والإختفاء كما اختفت شركات عملاقة كانت تظن أنها ستعيش لقرون، ولكن الركب أدركها وجعلها منعدمة المقومات للتكيف والعيش في المستقبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف لريادة الأعمال أن تستفيد من الثورة الصناعية الرابعة كيف لريادة الأعمال أن تستفيد من الثورة الصناعية الرابعة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 20:49 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تبيّن تهديد أمراض السمنة المفرطة لكوكب الأرض

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مديرة صندوق النقد أسعار السلع المرتفعة ستستمر لفترة

GMT 16:15 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي نصير مزراوي يواصل الغياب عن "بايرن ميونخ"

GMT 04:58 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وقوع زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر جنوب غرب إيران

GMT 10:06 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح

GMT 07:08 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أفكار لتجديد ديكور المنزل بتكلفة قليلة

GMT 07:17 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كاليفورنيا تتأهّب لمواجهة عاصفة مطرية عاتية و "وحشيّة"

GMT 07:44 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مكياج كلاسيكي لعروس موسم خريف 2022

GMT 14:16 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خاصية جديدة تسمح لك بإصلاح أجهزة "آيفون" بنفسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib