المرحلة الثانية في حرب السودان
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

المرحلة الثانية في حرب السودان

المغرب اليوم -

المرحلة الثانية في حرب السودان

بقلم - عثمان ميرغني

الحرب من أكبر التحديات التي تواجه السودان وخطرها على البلد لا يمكن أن يخفى على أحد، فحريقها يمكن أن يكبر في الداخل، ويمتد إلى دول أخرى. وما يحدث اليوم هو المرحلة الأولى التي إن هزمت فيها قوات الدعم السريع في الخرطوم وفشل مخطط تسلم السلطة، فسوف نرى المرحلة الثانية من دارفور.

الرصاصة الأولى في الخرطوم انطلقت صباح يوم 15 أبريل (نيسان)، لكن المراحل التي أوصلت البلد إلى هذا الوضع بدأت في الواقع قبل ذلك بكثير. بدأت يوم أن اعتقد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) أنه صارت لديه حاضنة سياسية، وتحالفات اجتماعية، وارتباطات ومصالح خارجية توفر له غطاء لعملية القفز على السلطة.

مرت قبل ذلك مراحل عدة نفخت في طموحات الرجل وأحلامه؛ منها المرحلة التي جعلوه فيها ذراع السلطة الباطشة ومنحوه الرتب ونفخوا فيه حتى لقبه الرئيس السابق عمر البشير بـ«حمايتي». سمحوا له بوضع يده على ثروات البلد من الذهب وتهريبها، وبالتوسع في بناء الثروة والنفوذ من خلال شركات وعمليات تجارية وغير تجارية مع شبكة خارجية.

جاءت بعد ذلك، المرحلة التي جعلوه فيها الرجل الثاني في تركيبة السلطة إبان الفترة الانتقالية بعد الثورة، ومنحوه صلاحيات واسعة، ودفعوا به للتصدر في ملفات سياسية واقتصادية لم يكن مؤهلاً لها. لم يكن مستغرباً أن يصدق بعد ذلك أنه بات بمقدوره أن يستحوذ على «كعكة السلطة» كلها ويصبح الرجل الأول في ظل الفوضى، والمماحكات السياسية، والصراعات التي أطاحت بأحلام الثورة، وعرقلت الفترة الانتقالية.

أطراف كثيرة شاركت في هذا المسلسل العبثي عن دراية، أو بجهل، أو بظنها أنها أذكى من الرجل الذي حسبته «بسيطاً ومحدود الخبرة والأفق»، وأنها يمكن أن تستخدمه مطية في لعبة شد الحبال السياسية، وسباق السلطة، وسوق التحالفات والتوازنات بين المدنيين والعسكريين. وجد حميدتي الأطراف المختلفة تتسابق نحوه لكسب بندقيته حليفاً، أو للحصول على دعمه من مال الدولة المنهوب.

في تلك الأجواء رأى حميدتي فرصة لكي يناور أيضاً مع كل الأطراف بعدما تضخمت طموحاته، وتوسعت علاقاته في الداخل، ومصالحه وحساباته مع أطراف في الخارج، حتى رأى أنه يمكن أن «ينازل» حلفاءه في الجيش مستنداً إلى قواته التي نمت في العتاد والتعداد، وإلى تحالفاته الجديدة. وقد تحدث بنفسه عن حلفائه في القوى السياسية بعد اندلاع الحرب وفي أيامها الأولى التي صدق فيها أنه قاب قوسين أو أدنى من إكمال مخطط وضع يده على السلطة مع ذلك التحالف أو من خلاله. فالكل كان يحاول أن يمارس بهلوانيات سياسية في سوق تحالفات انتهازية في سباق السلطة.

وبينما البلد يحترق، يستمر البعض في الجدل ومعارك طواحين الهواء وتبادل الاتهامات. كل طرف يحاول غسل يديه من مسؤولية الحرب بإلقائها على الطرف الآخر الخصم، بينما وجد البعض في شعار «لا للحرب» ملاذاً يظنونه آمناً من مسؤولية اندلاعها واستمرارها.

بغض النظر عن أهداف أو جدوى هذه المعارك، لا أفهم كيف يمكن للمرء أن يقول إنه يقف على الحياد متدثراً بشعار «لا للحرب»، وهو يرى ممارسات أفراد «الدعم السريع»، والتدمير الممنهج لعاصمة البلاد؟

قوات الدعم السريع ارتكبت أبشع الممارسات في الخرطوم، تماماً كما فعلت ولا تزال في دارفور. قتلت وحرقت ودمرت واغتصبت واحتلت بيوت المواطنين، بل وتزوجوا فيها ونقلوا أسرهم إليها.

النتيجة أن غالبية السودانيين باتوا يقفون ضدها ويتمنون زوالها بعد ما رأوه منها، وما عانوه على أيدي أفرادها، ويرون في الجيش الدرع الذي يحول بينهم وبين الخطر الذي يهدد البلد.

هل هناك من يصدق حقاً، أن قوات الدعم السريع التي قامت بأبشع الانتهاكات في دارفور وفي الخرطوم، يمكن أن تصبح حملاً وديعاً، وشريكاً موثوقاً يأتيهم بالديمقراطية؟ وهل لعاقل أن يصدق أنها ستقبل بالتخلي عن سلاحها، الذي هو ضامن ثرواتها ونفوذها، لتصبح مجرد رقم عادي في معادلات السياسة؟ وهل بعد كل هذا الذي جرى، يمكن الوثوق بقوات الدعم السريع، والحديث عنها بوصفها قوة نظامية أو مهنية يمكن دمجها في القوات المسلحة؟

لقد تضخمت طموحات قيادات «الدعم السريع» وبات لديها مشروعها التوسعي، وأحلامها في السيطرة على مقعد الحكم في الخرطوم والسيطرة على البلد كله ومقدراته، مدعومة بتحالفات داخلية ومخططات خارجية. وحتى بعدما بدأت تخسر المعركة في الخرطوم، فإنها تتحرك للتوسع فيما يبدو أنه المرحلة التالية في الحرب. فدارفور تقضم الآن بشكل متسارع من قوات الدعم السريع التي ستجعل منها قاعدة لتحركات أكبر، مستفيدة من مطاراتها كي تأتي عبرها المساعدات والأسلحة من حلفاء متربصين بالسودان وطامعين في موارده أو أراضيه، ويأتيها أيضاً المدد من المتجندين والمرتزقة من قبائل أفريقيا الوسطى وتشاد والنيجر ومالي وغيرها. ومع تكثيف وتوسع عملياتها في دارفور واستهدافها للحاميات العسكرية ومراكز الشرطة، ستحصل أيضاً على غنائم السلاح بما فيها الأسلحة الثقيلة، لكي تنطلق بعد ذلك للسيطرة على مناطق أخرى، ومنها إلى الخرطوم الآن أو مستقبلاً في جولة أخرى لهذه الحرب، أو لتقسيم البلد.

في هذا الوقت لا بد من أن يتساءل المرء عن موقف الحركات المسلحة في دارفور وبشكل خاص تلك الموقعة على اتفاقية السلام في جوبا التي حصلت بمقتضاها على المناصب، وتتقاضى قواتها الرواتب من خزينة الدولة. فإذا كانت تقول إنها على الحياد في معركة الخرطوم، فهل هي على الحياد أيضاً فيما يدور في دارفور ويستهدف أهلها؟ وهل ستستمر في الوقوف متفرجة على أمل أن ينهك الجيش و«الدعم السريع» معاً، لتجد في ذلك فرصة لتحقيق المزيد من المكاسب؟

«الدعم السريع» لا تريد فقط استخدام الحرب في دارفور للضغط على الجيش وتشتيته في معركة الخرطوم، بل الواضح أنها ستكون «الخطة ب» والمرحلة الثانية للسيطرة على البلد أو لتقسيمه وفتح الطريق لعملية توطين داعميه ومجنديه من قبائل صحارى أفريقيا.

السودان يواجه وقتاً عصيباً ويحتاج إلى توحد الصفوف والرؤى حول خريطة طريق تخرجه من هذه الأزمة، وقبل ذلك لدعم الجيش في معركة تعلو فيها مصلحة الوطن على كل الحسابات الأخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرحلة الثانية في حرب السودان المرحلة الثانية في حرب السودان



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:38 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
المغرب اليوم - حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 16:14 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انتحار شاب "30عامًا" في جماعة قرية اركمان

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

تصميم فندق على هيئة آلة جيتار في أميركا

GMT 04:24 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مصر تقترب من تحديد موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم حملة للتبرع بالدم في جرسيف

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"

GMT 01:14 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

أنس الزنيتي أفضل حارس مرمى في الدوري المغربي

GMT 08:14 2017 الثلاثاء ,15 آب / أغسطس

زياد برجي يتعرض للتسمم وينقل إلى المستشفى

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 01:39 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

دنيا عبدالعزيز ستفاجئ الجمهور بشخصيتها في "الأب الروحي 2"

GMT 06:19 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عثمان العافي بطلا للطواف الأول للدراجات لمدينة طانطان

GMT 14:49 2015 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تسريحات ذكية تخفي عيوب الشعر الخفيف

GMT 01:29 2016 الخميس ,25 شباط / فبراير

كيت بلانشيت تتألق وسط الحضور بفستان أسود جميل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib