فرنسا والنقاء العرقي
وزارة الصحة اللبنانية تدعو جميع اللبنانيين للتخلص من أجهزة اتصال "بيجر" شركة ميتا تحظر وسائل الإعلام الروسية الحكومية بسبب نشاط التدخل الأجنبى حزب الله اللبناني يُصدر بياناً جديداُ يحدد فيه هوية الجهة المنفذة لانفجار الأجهزة اللاسلكية الذي أسفر عن عدد من القتلى وآلاف الجرحى مستشفيات جنوب لبنان تخطت قدرتها الاستيعابية والجرحى ينقلون إلى مستشفيات خارج المحافظة إصابة سفير إيران لدى بيروت جراء انفجار أجهزة لا سلكية في لبنان وزارة الصحة السودانية تُعلن تسجيل 266 إصابة جديدة بالكوليرا وارتفاع إجمالي الوفيات إلي 315 حالة جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن تنفيذ غارة جوية أدت إلى اغتيال رئيس وحدة الصواريخ والقذائف التابعة لحركة الجهاد الإسلامي الأونروا يؤكد تدهور الأوضاع في ‎غزة بشكل متزايد والحشرات والقوارض تُهدد صحة الفلسطينيين حزب الله اللبناني يستهّدف موقع العباد الإسرائيلي بصاروخ موّجه إخلاء سبيل أحمد فتوح لاعب الزمالك بكفالة وتأجيل المحاكمة لـ 22 أكتوبر
أخر الأخبار

فرنسا والنقاء العرقي

المغرب اليوم -

فرنسا والنقاء العرقي

سوسن الأبطح
بقلم - سوسن الأبطح

دول أوروبية عديدة وصل فيها اليمين الشعبوي إلى السلطة في السنوات الأخيرة، لكن العالم لم يبد مكترثاً أو مرتجفاً، كما هو الحال في فرنسا.

باريس ليست المجر ولا البرازيل ولا الأرجنتين، ولا حتى إيطاليا. كان فرنسوا ميتران يسافر ومعه الروائية فرنسواز ساغان، صاحبة «صباح الخير أيها الحزن»، ويتنقل ماكرون بصحبة ليلى سليماني الروائية المغربية سفيرةً للفرنكوفونية والانفتاح اللغوي والأدبي. وتباهي عاصمة النور بتصاميمها وعطورها ومطبخها، وزخم الإبداع الذي يخرج من «فوبور سانت أونوريه»، وصيحات الموضة التي توزعها على العالم. كل ذلك خبا وبات المنافسون كثراً. لكن فرنسا تعيش على إشعاع ماضيها، وبقوة الدفع الذاتي، ويرتاح محبوها لهذا الإرث، ويسهمون في إبقائه حياً أطول فترة ممكنة.

نوع من التواطؤ الغريب بين عُشَّاق الثقافة الفرنسية وبلد الأمجاد التليدة المتمسك بأطراف العز. ورغم أن إيطاليا فيها من جمال المعمار والرسم وبهاء الشواطئ وروعة التنوع ما يفوق فرنسا، فإن ما نسجته باريس من عرى معرفية وأدبية، عبر جامعاتها وخريجي مدارسها المنتشرة حول العالم، والعاطفة تجاه لغتها، جعلها تتفوق بالسحر الذي تمارسه على تلامذتها وقراء أدبها وروادها.

كل هذا بدا مهدداً، بعد الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية. شعر أصدقاء فرنسا بأن نموذجاً ينهار وتحل مكانه آيديولوجيا تريد استبدال بلد يباهي بثورته من أجل الإخاء والمساواة، بفكر تقسيمي يصنف الناس تبعاً للألوان والأجناس، والأهواء، والأديان، وكل ما يمكن أن يفتّت بدل أن يجمع.

الرعب لم يستبدَّ بالمهاجرين وحدهم؛ طال كل مؤمن بالتنوع والتثاقف. بكى فرنسيون كثر، خشوا على سمعتهم، وما تبقى من وهج بلادهم. وجدوا أنفسهم يدخلون نفق «صراع الهوية» واهتزاز الأمن، ونزاعات دينية، وتسييس لبنى ثقافية راسخة. ثمة رغبة لدى «التجمع الوطني» المتطرف في إعادة تشكيل البلاد، من منظوره القومي، وبسرعة.

قامت تحالفات على عجل، انسحابات متبادلة بين أحزاب لا تكنّ لبعضها أدنى ودٍ، ذهب إلى الصناديق مَن لم يكن يصوّت من قبل، بدَّل بعض ناخبي اليمين المتطرف آراءهم بعد موجة التحذيرات الهَلِعة، الآتية من كل صوب.

استنفار رهيب في فترة قياسية، تمكَّن خلالها مناهضو «التجمع الوطني»، بتعاضدهم، من تغيير المعادلة، بفعل تكتيكات غير معهودة. نامت فرنسا يمينة متطرفة، واستفاقت إلى اليسار.

لحسن الحظ، فهم كثيرون أن المتطرفين باتوا خطراً داهماً، وما يطالبون به أشبه بالهلوسة الهدامة.

خسر «التجمع الوطني»، بفضل زلات اللسان، تعاطف 3 ملايين من مزدوجي الجنسية بعد كلام عن حرمانهم من وظائف عامة. استنفر فنانون وكُتّاب وسينمائيون ومسرحيون ومترجمون ورسامون وناشرون يعانون أصلاً من سياسة ماكرون التقشفية اتجاه الثقافة.

اتحدوا، كما الأحزاب السياسية، لتشكيل سد في وجه هجمة فاشية سيكونون أول ضحاياها. تجمُّع المترجمين الأدبيين اعتبره «زلزالاً سياسياً» سيعصف بهم. كتاب الشباب والأطفال أعلنوا معارضة مَن يريد «إلغاء التنوع وخفض الدعم الثقافي».

في مدن فاز ببلدياتها متطرفون يمينيون، سابقاً، أُغلقت مقاهٍ ثقافية، مورست رقابة على أدب الأطفال والمكتبات، خُفض الدعم المالي، تم تنصيب قريبين من التجمع في مواقع مؤثرة، للتحكم بمسار الإدارات.

البرنامج الثقافي للتجمع اليميني غامض، يبني في العمق على تغيير الفكر من خلال الاستيلاء على السلطة. نوع من التخطيط الاستباقي.

يتمحور البرنامج على التراث والتقاليد، والقيم الدينية، وإعادة ترميم الكنائس، وخصخصة وسائل الإعلام، وتقييم المواطنة على أساس الدم والعرق. لا تعرف ما يمكن أن يفعله هؤلاء بأمين معلوف الذي نُصب أميناً عاماً للأكاديمية الفرنسية، أعلى هيئة مؤتمنة على لغة موليير؟ أو كيف يمكنهم وصف دور وزيرة الثقافة السابقة، اللبنانية الأصل ريما عبد الملك، أو وزيرة الثقافة الحالية من أصول مغاربية رشيدة داتي، أو حتى وزير الداخلية جيرالد دارمانان الذي تبين أن له أصولاً جزائرية.

ومن المفارقات أن الوجه الأبرز لليمين المتطرف، جوردان بارديلا، الشاب الذي قاد الحملة الانتخابية، وساق هجوماً على المهاجرين، هو نفسه أصوله مغربية، وجده لا يزال يعيش هناك.

مؤثر أن ترى المفكر إدغار موران، يوم احتفاله بعيد ميلاده الثالث بعد المائة، قَلِقاً ويحذر من أن فوز اليسار، هذه المرة، لا يعني أن الخطر قد زال. فكما الألمان والروس والفرنسيون في عهد فيشي، يمكن لأي شعب أن يغرق بسهولة في الظلام. «لا أريد أن أكون يائساً، ولا أن أعطي أملاً كاذباً».

فقد نمت فرنسا وتطورت، بفضل الهجرات المتلاحقة والمهاجرين الذين ذابوا وتزاوجوا وتناسلوا، فيها من إسبان إلى برتغاليين ومغاربة وأفارقة وشرق أوسطيين. فمن يمكنه اليوم أن يدعي القدرة على إعادة فرنسا إلى صفائها العرقي، غير مجانين يعيشون في حمى الأخيلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا والنقاء العرقي فرنسا والنقاء العرقي



GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

بمناسبة المسرح: ذاكرة السعودية وتوثيقها

GMT 19:34 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

لماذا نهتم بالانتخابات الأميركية؟

GMT 19:31 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

تغريد دارغوث إذ ترسم ضد تسليع الكارثة

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

مصر وحماس؟!

GMT 19:22 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

الفار والجزار.. (القافية قافية)!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:28 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن
المغرب اليوم - عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:05 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

انقطاع التيار الكهربائي عن أحياء عدة في مراكش لمدة 3 أيام

GMT 05:21 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"جاغوار" تعلن عن نموذجًا جديدًا من السيارات الفارهة

GMT 19:05 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

خديجة الزياني تفتح ملف " حراس الأمن الخاص" داخل البرلمان

GMT 11:39 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إدارة الوداد الرياضي تغرم اللاعب أنس الأصباحي

GMT 18:44 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

تسريب جديد يكشف عن سعر هاتف HTC المقبل U12+

GMT 15:45 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

لجنة المراقبة تحجز لحوم فاسدة في الناظور

GMT 08:15 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

قضية بوعشرين.. البراءة هي الأصل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib