قبرص ونموذجها أمام «الحالة الذعريّة» اللبنانيّة
نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات إدارة بايدن تُحذر ترامب من كارثة إنسانية في غزة حال دخول قانون حظر الأونروا حيز النفاذ وزارة الخارجية السورية تدعو إلى رفع العقوبات بشكل كامل بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة الأسير يوسف الزيادنة في رفح بقطاع غزة وأعادتها إلى تل أبيب الإمارات تُدرج 19 فرداً وكياناً على قوائم الإرهاب المحلية وذلك لارتباطهم بتنظيم الإخوان المسلمين مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة جراء انفجار عبوة ناسفة شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

قبرص ونموذجها أمام «الحالة الذعريّة» اللبنانيّة

المغرب اليوم -

قبرص ونموذجها أمام «الحالة الذعريّة» اللبنانيّة

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

حين هدّد زعيم «حزب الله» جزيرة قبرص، عبّر لبنانيّون كثيرون عن امتعاضهم. فقبرص عضو في الاتّحاد الأوروبيّ، والإشكالُ معها إشكال معه، وهي مصدر لفرص عمل ولفرص مشاريع للبنانيّين كثيرين، بعضُهم تملّك فيها أو أقام، كما أنّها ملجأ لمن يفرّون من النزاعات الأهليّة، أو مَعبر يُستخدم للسفر في حالات التوتّر التي تزدحم بها حياة اللبنانيّين. كذلك قيل بحقٍّ أنّ من يخوض صراعاً عنيفاً، كالذي يخوضه «حزب الله»، يُستحسن به أن يوسّع دائرة أصدقائه، لا دائرة أعدائه، متفادياً المواجهات التي يمكن تفاديها. ثمّ إنّ شأن العلاقة بقبرص، حرباً أو سلماً، شأن سياديّ يُفترض أن تختصّ به الدولة، لا حزب مسلّح بعينه...

وهذه كلّها عناصر وجيهة لكنّ وجاهتها لم تستوقف «حزب الله»، كما أنّ عناصر وجيهة مماثلة لم تستوقفه حين وتّر علاقات لبنان بدول الخليج.

واقع الحال أنّ ثمّة سبباً أعمق، ولو أنّه أكثر خفاء، يفسّر السلوك الأخير حيال قبرص. وهذا ما يمكن أن نسمّيه نشر منطق ذُعريّ (alarmist) مفاده أنّنا مُستهدَفون بما يجعل القتال قدرنا: فنحن عرضة للأطماع وللغزو أقاتلْنا أم لم نقاتل، وبغضّ النظر عن امتلاكنا الصواريخ أو عدم امتلاكها، وواقعٌ كهذا لا يغيّره تحوّل سياسيّ يحصل عندنا أو في إسرائيل أو في العالم. وبدوره فإنّ التاريخ كلّه، منذ 1948، كان على هذا النحو، وهو هكذا سيبقى إلى يوم القيامة. وتبعاً للمنطق الذعريّ إيّاه يُستبعد كلُّ تحديد لنهاية الصراع، فلا نقول مثلاً: إذا انقضى كذا من الأعوام، أو إذا سقط كذا من القتلى، أو إذا استعيدت البلدات والقرى الفلانيّة، فعندها نُنهي المقاومة. ذاك أنّ النظريّة الذعريّة تجعل التهديد جوهراً من صميم الأشياء، ومن صميم تعريفنا الذاتيّ، جوهراً لا تغيّره أزمنة أو تحوّلات بعينها، بل يستلزم منّا أن نقاتل في هذه الأرض، وفي «ما بعدها» وفي «ما بعد بعدها». فالموت والذعر متشابهان في كونهما يعلنان القطيعة مع الحياة التي يتمسّك بها «الجبناء». أمّا الفارق بين الموت والذعر فإنّنا مُطالبون بالإقرار والتسليم بالأوّل الذي لا يُردّ، ومُطالبون بالقتال، تحت تأثير الحالة الذعريّة، بحيث ندخل في حالة موتيّة دائمة قبل أن نموت.

والحالة الذعريّة، التي عمّمها كلّ من جرّوا بلدانهم وشعوبهم إلى حروب لم ترغب في خوضها، تتطلّب انتزاع الميليشيا المقاتلة «حقّاً» مطلقاً في القتال. فما دام أنّ الذعر دائم ومطلق، أي من الأمور التي لا تندرج في الاستثناء، انتفت صفة الاستثناء عن مواجهته، فهي الأخرى دائمة ومطلقة، بل طريقة موتيّة في الحياة. وبموجب نشر هذا الوعي الذعريّ يغدو مطلوباً، وعلى نحو دائم، توسيع ساحات الصراع وإثراؤها بأعداء جدد. فهذا إنّما يدلّ على حيويّة الصراع نفسه وعلى قابليّته للتمدّد، والحيويّةُ والتمدّد ينهلان من نبع البيولوجيا، وعلى أنّه باقٍ معنا ما بقي في أجسادنا شيء ينبض.

وقبرص مواتية لأن تلعب هذا الدور، ليس فقط لأنّها صغيرة وضعيفة (ما جعل زعيماً أسبق عهداً هو أنطون سعادة يرشّحها، في ثلاثينات القرن الماضي، لأن تكون مدى حيويّاً لأمّته السوريّة المزعومة)، بل أيضاً بسبب نموذجها. ذاك أنّ المراقب لا يتعب من ملاحظة حجم التبايُن بين لبنان في ظلّ «حزب الله» والجزيرة المجاورة، علماً أنّ المسافة الجويّة بينهما لا تتجاوز النصف ساعة. فقبرص، بالمناسبة، لديها أيضاً قضيّة، بالمعنى المتداول لهذه الكلمة: فهي تعيش تقسيم أمرٍ واقع يعود إلى 1974، حيث تقوم «دولة قبرصيّة» أخرى على 37 بالمئة من مساحتها، وهذا ما يعزّزه احتلال تركيّ لذاك الشطر الشماليّ انقضى عليه نصف قرن.

والقبارصة لم يقولوا مرّةً إنّهم تخلّوا عن الجزء المحتلّ، لكنّهم رهنوا أمر تحريره بالسياسة والعلاقات الدوليّة وبانتظار ظروف تكون أشدّ ملاءمة في الجوار وفي العالم. وإذ اختاروا تجنّب الحرب ما وسعَهم ذلك، فإنّهم آثروا، في هذه الغضون، الانصراف إلى أمورهم بتحسين ديمقراطيّتهم وتعميق أوروبيّتهم، تبعاً لافتراض يقول إنّ القوّة لا تُكتَسَب بالسلاح وحده. أمّا العكس تماماً فهو ما يُلاحَظ في التجربة اللبنانيّة، حيث نعوّل على قتال يزيد في عزلتنا وفي ضرب الصدقيّة السياسيّة لبلدنا في المنطقة والعالم، فضلاً عن تقويض كلّ إصلاح والازدراء بكلّ تقدّم ممكن.

وهذا مصدرٌ لوعي إمبراطوريّ يستند إلى الفهم الأحاديّ للقوّة كما يرعاه «حزب الله». وقبل 1975 كان هناك كثيرون من اللبنانيّين الفولكلوريّين الذين يتغنّون بلبنان بوصفه إمبراطوريّة أو معجزة أو رسالة، وكان هؤلاء يثيرون قهقهتنا. أمّا اليوم، فعلينا أن نصدّق، فيما ندفن ضحايانا، أنّنا إمبراطوريّة مدجّجة بالسلاح تتحدّى العالم وتستفزّه، لا تستوقفها حياة ولا خطر، ولا اقتصاد أو صحّة أو تعليم، فكيف تستوقفها جزيرة ضعيفة ذات نموذج كريه يحبّ الحياة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبرص ونموذجها أمام «الحالة الذعريّة» اللبنانيّة قبرص ونموذجها أمام «الحالة الذعريّة» اللبنانيّة



GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود

GMT 13:23 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات آيفون 5S بتقنية 4G في المغرب

GMT 02:09 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

الحكم على المتطرف عبد الرؤوف الشايب بالحبس خمسة أعوام

GMT 04:33 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبون مغاربة فوتوا قطار كأس العالم بسبب قرار خاطئ

GMT 02:23 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيماء مرسي تؤكّد أهمية اتّباع إتيكيت مواقع التواصل الاجتماعي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib