التهجم على وليد جنبلاط لا يحلّ أي مشكلة
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

التهجم على وليد جنبلاط لا يحلّ أي مشكلة

المغرب اليوم -

التهجم على وليد جنبلاط لا يحلّ أي مشكلة

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

هل يفيد التهجم على وليد جنبلاط في حل أي من هذه المشاكل المطروحة أم أنه كلام يصلح لتغطية أزمة يمر فيها بعض مسيحيي لبنان من الذين يجهلون حجمهم الحقيقي.
من المفيد بين الحين والآخر اعتماد الهدوء وضبط الأعصاب في لبنان، والتفكير مليّا في تجارب الماضي القريب، فضلا عن حاجة البلد إلى تفادي أي مواجهة مع المنظمات الدولية، خصوصا تلك التابعة للأمم المتحدة.

تعني الاستفادة من تجارب الماضي القريب تفادي أيّ كلام كبير لا معنى له لا يأخذ في الاعتبار من يمثل من ومن يمثّل ماذا في لبنان. دفع البلد، ولا يزال يدفع، ثمنا كبيرا في حرب الجبل التي في أساسها جهل من هم الدروز في لبنان ودورهم كطائفة مؤسسة للكيان. بغض النظر عن الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها بين الحين والآخر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وقبلها والده كمال جنبلاط، هناك ما لا يمكن تجاهله والمرور عليه مرور الكرام. ما لا يمكن تجاهله أن وليد جنبلاط ليس سياسيا من طينة معظم السياسيين الآخرين ومن مستواهم. قلة قليلة من السياسيين اللبنانيين يمكن مقارنتها بوليد جنبلاط. الرجل يقرأ ويكتب ويتابع ويعرف العالم العربي والمنطقة، كما يعرف العالم. يعرف التوازنات الداخلية والإقليمية وحتّى الدولية.

بعض التواضع يبدو ضروريا في هذه الأيّام. يفرض التواضع عدم تجاهل أنّه اعتُدي على الدروز في أرضهم وفي بيوتهم في الأعوام 1982 و1983 و1984، وأن أخطاء ارتكبت في حقهم. أدت هذه الأخطاء إلى ردود فعل مبالغ فيها شملت تهجير قرى عدّة من أهلها. استفاد من ذلك النظام السوري الذي كان يطمح إلى العودة إلى لبنان والسيطرة على البلد كله تدريجيا.

لا شكّ أن مسيحيين ظُلموا أيضا وهُجّروا من قراهم، لكن مصالحة الجبل بين البطريرك صفير ووليد جنبلاط في العام 2000، كانت بمثابة اعتراف من كبيرين بضرورة طي صفحة الماضي والسعي إلى لملمة الوضع في مرحلة كان فيها الإقدام على مثل هذه الخطوة الشجاعة يمثل تحديا كبيرا للنظام السوري الذي استثمر طويلا في زرع الخلافات بين الطوائف اللبنانية. يبقى تدمير بلدة الدامور المسيحية وتهجير أهلها أفضل دليل على مخططات النظام السوري في كل المراحل التي مرّ فيها لبنان بين العام 1975 والعام 2005 تاريخ الانسحاب السوري من لبنان.

عمل النظام السوري منذ أواخر ستينات القرن الماضي على جرّ الفلسطينيين إلى أن يكونوا طرفا في الحرب اللبنانية وأن يتحولوا إلى جيش المسلمين. هذا الجيش الذي أراد كمال جنبلاط عبره تحقيق تغيير في العمق في لبنان. لم يستفق جنبلاط الأب على أن تلك كانت سياسة خاطئة إلّا متأخرا. لم يترك له النظام السوري مجالا للقيام بأي تصحيح لنهجه فاغتاله في العام 1977 زارعا بذور حرب الجبل وذلك عندما أراد إقناع الدروز بأن المسيحيين وراء الاغتيال. أخذت حرب الجبل مداها بعد الاجتياح الإسرائيلي في 1982 وغياب الوعي المسيحي لخطورة المس بالعيش المشترك مع الدروز في مناطق مختلفة من الشوف وعاليه وغيرهما…

إنّه بلد يعاني، من بين ما يعاني منه، من أزمة نفايات وتلوث وانقطاع للتيار الكهربائي وغياب الرصيف والطرقات الصالحة، ومن بيروقراطية ثقيلة متخلفة، ومن فساد لا حدود له، ومن محاولة إيرانية لعزله عن محيطه العربي

هل هناك من يريد أن يتعلّم من هذا الماضي القريب أو من معنى الرهان، مثلا، على صدّام حسين في الأعوام 1988 و1989 و1990؟ توجت تلك المرحلة بالاجتياح السوري لقصر بعبدا ووزارة الدفاع في اليرزة نتيجة عدم الإدراك المسيحي للموازين الإقليمية وما سيترتب على أمرين. أولهما اجتياح العراق للكويت في الثاني من آب – أغسطس 1990، وثانيهما مشاركة قوات سورية إلى جانب الجيش الأميركي وقوات عربية ودولية أخرى في حرب تحرير الكويت في شباط – فبراير 1991.

لم يعرف لبنان كيف يحمي نفسه في تلك المرحلة التي شهدت أكبر موجة هجرة للمسيحيين منه. بدل الالتفاف حول رئيس الجمهورية المنتخب رينيه معوّض، أُجبر الرجل على الإقامة في منطقة كان فيها مكشوفا للنظام السوري الذي سارع إلى التخلّص منه كي يتمكن من تطبيق اتفاق الطائف على طريقته وبالشروط التي تناسبه.

لا يمكن بالطبع وضع كل مسيحيي لبنان في سلة واحدة، لكن الملفت أن أخطاء الماضي، إنْ في مجال استعداء الدروز أو الاستعانة بقوة خارجية، يكررها بعضهم اليوم بطريقة أو بأخرى. لا يريد هذا البعض أن يتعلّم شيئا من الماضي، لا من استعانة مسلمين بالفلسطينيين وبالنظام السوري، ولا باستعانة مسيحيين بهذا النظام السوري أو بإيران كما هو حاصل الآن. هناك محاولة لا مبرر لها لاستفزاز وليد جنبلاط، أي الدروز. تترافق هذه المحاولة مع جهل واضح لكلّ ما له علاقة بالقوانين الدولية وكيفية التعاطي مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

ليس ما يقوم به وزير الخارجية، جبران باسيل، سوى حملة سمجة لتبرير الفشل في استيعاب ما يدور في المنطقة وفي سوريا تحديدا. لا مبرّر للهجمة التي يشنها باسيل على إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة لأن موظفي هذه المنظمة في لبنان يقومون بواجبهم ويعملون ما في استطاعتهم عمله من أجل حماية اللاجئين والنازحين السوريين الموجودين في لبنان. ليس مطلوبا في أي وقت ولأيّ سبب إعادة هؤلاء إلى سوريا من أجل إجبارهم على الانضمام إلى جيش يخوض حربا على شعبه ويعاني نقصا في القوى البشرية. وليس طبيعيا إجبار مدنيين على العودة إلى قرى وبلدات في مناطق معيّنة، مثل القلمون، كي يلعبوا دور الدرع البشرية للقواعد التي أقامتها إيران في تلك المناطق.

باختصار شديد، ليس بمثل هذه التصرفات يمكن حماية لبنان ومسيحييه. لا يفيد التهجّم على وليد جنبلاط في شيء ولا يحلّ أي مشكلة، في وقت يعرف القاصي والداني أن من بين الأسباب التي جعلت عدد السوريين في لبنان يتزايد الحرب التي يشارك فيها “حزب الله” في الداخل السوري على السوريين. هذه حرب ذات طابع مذهبي بحت تشمل عمليات تطهير تنفذ في مناطق معيّنة من أجل تغيير التركيبة السكّانية في سوريا لا أكثر.

يهرب بعض المسيحيين دائما إلى المكان الخطأ. هربوا في أواخر ثمانينات القرن الماضي إلى نصرة صدّام حسين بحجة أنّهم لا يريدون اتفاق الطائف ويهربون حاليا إلى إيران وأدوات إيران كي لا يواجهوا حقيقة مرّة اسمها سلاح “حزب الله”. هذا السلاح غير الشرعي في أساس المصيبة التي يعاني منها لبنان والتي تمنع عمل المؤسسات، بما في ذلك أخذ كل طرف سياسي حجمه الحقيقي بعيدا عن الكلام الفارغ عن استعادة حقوق المسيحيين. لا يمرّ هذا الكلام عن حقوق المسيحيين وعن منع التوطين سوى على السذّج، وما أكثرهم للأسف الشديد، في بلد يعاني من مشاكل كثيرة. من بين هذه المشاكل أزمة اقتصادية حقيقيّة وتهديدات بعقوبات يمكن أن يتعرّض لها نظامه المصرفي.

إنّه بلد يعاني، من بين ما يعاني منه، من أزمة نفايات وتلوث وانقطاع للتيار الكهربائي وغياب الرصيف والطرقات الصالحة، ومن بيروقراطية ثقيلة متخلفة، ومن فساد لا حدود له، ومن محاولة إيرانية لعزله عن محيطه العربي. هل يفيد التهجّم على وليد جنبلاط في حل أي من هذه المشاكل المطروحة أم أنه كلام يصلح لتغطية أزمة يمر فيها بعض مسيحيي لبنان من الذين يجهلون حجمهم الحقيقي وضحالة العقل السياسي الذي يوجههم وعقمه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التهجم على وليد جنبلاط لا يحلّ أي مشكلة التهجم على وليد جنبلاط لا يحلّ أي مشكلة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"هاكرز" يستولون على 17 مليون دولار في هذه الدولة

GMT 19:10 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يتجه لخسارة أسبوعية 2% مع انحسار مخاوف الإمدادات

GMT 18:57 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع التضخم في منطقة اليورو 2.3% خلال نوفمبر

GMT 19:05 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وول ستريت ترتفع في جلسة مختصرة بمستهل موسم التسوق

GMT 10:41 2022 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

خضروات وزهور يمكن إضافتها إلى حديقة المنزل في الخريف

GMT 02:01 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حوت أبيض يندمج مع سرب مِن الدلافين ذات الأنف الزجاجية

GMT 09:05 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

النجمة اللبنانية رولا قادري تعود من جديد بأغنية "يا قلب"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib