ولماذا لا تنسحب أميركا من أفغانستان
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

ولماذا لا تنسحب أميركا من أفغانستان؟

المغرب اليوم -

ولماذا لا تنسحب أميركا من أفغانستان

نديم قطيش
نديم قطيش

هل يعقل أن تنسحب أميركا من أفغانستان؟ هيمن هذا السؤال على الجزء الأكبر من ردة الفعل السياسية والإعلامية على مشاهد الانسحاب الأميركي من أفغانستان متبوعة بمشاهد التقدم السريع والساحق لـ«طالبان»، وصولاً إلى العاصمة كابول ومغادرة الرئيس أشرف غني البلاد.السؤال شبه الغائب عن النقاش رغم مشروعيته هو: «لماذا لا تنسحب أميركا من أفغانستان؟». هنا ثلاث وقائع أميركية.

1 - تعد حربا العراق وأفغانستان من الحروب الأكثر تكلفة في التاريخ، وقد بلغت تكلفة الحربين ما يفوق 2 تريليون دولار (الرقم لا يغطي أفغانستان وحدها كما هو شائع)، وهي أموال مُستدانة بالكامل على عكس كل الحروب التي خاضتها واشنطن في تاريخها وكانت تمولها، إما من سندات مخصصة للحرب، أو من ضرائب تصمم خصيصاً لتوفير عائدات تدعم المجهود الحربي. ومن المتوقع أن تبلغ تكاليف خدمة الدين هذه عام 2050 نحو 6.5 تريليون دولار... لماذا لا توقف أميركا حرباً بهده التكلفة أياً تكون نتائج الحرب في هذه اللحظة أو تعريفات النصر والهزيمة؟

2 - إنهاء الحرب في أفغانستان يحظى بشعبية كاسحة نادرة في أميركا اليوم، التي تعاني من شتى أنواع الانقسامات السياسية والاجتماعية حول كل القضايا تقريباً، من ارتداء الكمامات وصولاً إلى عمق الانقسامات الإثنية والعرقية التي تهدد وحدة الهوية الوطنية الأميركية. لماذا لا يوقف أي رئيس أميركي حرباً يحظى قرار إنهائها بهذه الشعبية؟

3 - إلى جانب شبه الإجماع الشعبي، يحظى قرار الانسحاب الأميركي من أفغانستان بقبول لدى عموم النخبة السياسية في واشنطن. ويعد قرار الانسحاب من السياسات النادرة التي واظب عليها الرئيس جو بايدن من السياسات الموروثة عن سلفه دونالد ترمب. أما المزايدات السياسية في واشنطن اليوم من بعض الأصوات الجمهورية ضد قرار بايدن، فهي جزء من لعبة النفاق السياسي الكلاسيكي في العاصمة الأميركية، لا سيما أن ترمب لم يجد ما ينتقده في قرار الانسحاب إلا «طريقة الانسحاب»، التي رأى أن هناك ما هو أفضل منها بكثير. فلماذا لا ينسحب رئيس أميركي من حرب يوافقه خصومه على الانسحاب منها قبل حلفائه؟
هذه وقائع أميركية بديهية ينبغي وحدها أن تبدد الكثير من العجب الذي رافق ردود الفعل على قرار بايدن، قبل الدخول في نقاش النتائج المترتبة على القرار.
المربك في قراءة النتائج أننا أمام رئيس أميركي تتراوح سمعته بين قطبين:
هو أولاً الرئيس الأكثر خبرة في السياسة الخارجية وملفاتها منذ الرئيس الراحل جورج بوش الأب، نتيجة عمله الطويل في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، وإيفاده إلى عدد لا يحصى من الصراعات والأزمات حول العالم، وحزمة لقاءاته شديدة الثراء مع قادة وفاعلين في معظم قضايا النزاعات في الكون.
بيد أنه، ثانياً، حسب وزير الدفاع بوب غايتس، الذي خدم في إدارتي الجمهوري جورج بوش الابن والديمقراطي باراك أوباما، صاحب «الخيارات الخاطئة، في مجمل ملفات السياسة الخارجية والأمن القومي، التي تعاطى معها طوال العقود الأربعة الفائتة».

وبالفعل يأخذ مراقبو السياسة الخارجية الأميركية على بايدن أنه عارض عملية «عاصفة الصحراء» لإخراج صدام حسين من الكويت، رغم أنها كانت واحدة من أنجح وأوضح التدخلات العسكرية الأميركية في تاريخ الولايات المتحدة. وصوت لصالح حرب إطاحة صدام حسين عام 2003، وهي الحرب الأكثر إشكالية في التاريخ الأميركي، بمقدماتها وسياقاتها ونتائجها. كما أنه صاحب أكثر الأفكار إثارة للجدل حول العراق، لا سيما فكرته عن تقسيم البلاد إلى كيانات ثلاث سنية وشيعية وكردية.

المربك أكثر في قرار بايدن، أنه من غير المعروف تماماً ما إذا كان هذا القرار جزءاً من سياسة أميركية واضحة، أم قرار ميداني اتخذ لأسباب آيديولوجية عند الحزب الديمقراطي الذي باتت تهيمن عليه سرديات يسار واشنطن والتي يقوم عصبها على مرتكزين... تكبير دور الدولة المدنية في إدارة السياسة والمجتمع بانكفاء داخلي، وتقليص الملمح العسكري في شخصية الدولة الأميركية.
لعل التشبيه الأبرز الذي مر على القارئ خلال الأيام الماضية، هو المقارنة التي غزت العالم بين صورة مغادرة طوافة أميركية عن سطح مبنى كانت تستخدمه وكالة الاستخبارات المركزية في سايغون فيتنام (وليس السفارة الأميركية كما هو شائع) وصورة مماثلة عن سطح مبنى في كابل أفغانستان اليوم. بيد أن القاصر في هذه المقاربة هو أن أميركا خسرت سايغون لتعود وتربح فيتنام، وخسرت معركة فيتنام عام 1975 لتعود وتربح الحرب الباردة عام 1989 وتنهي الاتحاد السوفياتي برمته، لا ربيبه الشيوعي في آسيا وحسب!
لست متأكداً من أننا أمام شيء مشابه الآن. لكن بعض ملامح ردود الفعل على قرار واشنطن شديدة الدلالة. عتاة المعترضين على الإمبريالية الأميركية كانوا أول المعترضين على قرار الانسحاب أو المتخوفين منه ولو ضمناً!! وصفته الصين على لسان معلقين ناطقين باسم النظام وفي وكالات إعلامه الرسمية بأنه قرار «غير مسؤول». تخشى الصين من البعد العقائدي الإسلامي لـ«طالبان»، إذا ما قررت الأخيرة مواجهة الصين بسبب سجلها ضد الأقلية المسلمة الانفصالية في إقليم كسينغيانغ. كما تخشى الصين على استقرار البيئة الآسيوية الحاضنة، لا سيما في أفغانستان وباكستان، لمشاريع «مبادرة الحزام والطريق» أو مشروع «طريق الحرير الجديد» الذي يعد أهم عناصر السياسة الخارجية الصينية منذ نحو عقد. وقد هيمنت هذه العناوين على المباحثات الأخيرة بين وزير الخارجية الصيني وممثلي «طالبان».
أما إيران فكعادتها خبأت مخاوفها خلف لغة انتصارية ترحب «بخروج أميركا» من المنطقة، رغم أنه كان لإيران دور أساسي في التعاون مع واشنطن لإسقاط نظام «طالبان» عبر التحالف الذي عقدته بين واشنطن الغازية وبين ميليشيات تحالف الشمال الأفغاني، وهي تخشى اليوم من سيطرة نظام سني متشدد على بلد تتشارك معه حوالي 1000 كلم من الحدود البرية، ويضم أقلية شيعية تشكل15 في المائة من تعداد السكان. لذلك سارعت إيران قبل أشهر لاستضافة حوارات مباشرة مع «طالبان» حول هذه العناوين، ولو تحت غطاء التقريب بين وجهات نظر المكونات الأفغانية. كما أن الصين تعد إيران من أكبر المستفيدين من الوجود الأميركي في أفغانستان منذ عام 2001، ولكليهما مصالح مشتركة مع واشنطن وبقائها في هذا البلد. بيد أن أميركا بقرارها الانسحاب تؤثر أن يدفع تكاليف الاستقرار من هم مستفيدون منه مباشرة، وهم في هذه الحالة، «طالبان» وإيران والصين وإلى حد ما روسيا.

على هذه الأطراف أن تجد سبلاً للتفاهم لحماية مصالحها، أو أن تعاني من تبعات اللا - استقرار. وفي الحالتين خلقت واشنطن ملفات ضغط حقيقية وضعتها على كاهل الإيرانيين والصينيين والروس و«طالبان»، في لحظة احتدام صراعها مع الجميع... ونأت بنفسها عن أن تكون أسيرة ابتزاز الآخرين لها ميدانياً وسياسياً. قد تتأثر، على المدى القصير، ثقة حلفاء واشنطن بها بالتأكيد بعد قرار الانسحاب، لكن على المدى الأطول لا غنى لأحد عن أميركا... مرة أخرى وللذكرى... واشنطن غادرت سايغون لكنها ربحت فيتنام... مجرد اقتراح آخر للمقارنة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولماذا لا تنسحب أميركا من أفغانستان ولماذا لا تنسحب أميركا من أفغانستان



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib