مفاعيل الانتخابات اللبنانية ونتائجها

مفاعيل الانتخابات اللبنانية ونتائجها

المغرب اليوم -

مفاعيل الانتخابات اللبنانية ونتائجها

بقلم - عريب الرنتاوي

من موقع الإدراك لجملة التعقيدات المحلية والخارجية الحاكمة للمشهد اللبناني، والمقررة لسلوك أطرافه الفاعلة، ومن مختلف «الملل والنحل»، أود التركيز على مفاعيل الانتخابات النيابية الأخيرة ونتائجها، بعد اعتماد نظام انتخابي جديد، يقوم على النسبية على مستوى الدوائر، بوجود «صوت تفضيلي» إلى جانب الصوت الممنوح للقائمة.
لقد توفرت للبنانيين لأول مرة منذ الاستقلال، الفرصة لتقرير أحجام وأوزان القوى السياسية التي تمثلهم،وبدرجة «معقولة جداً» من الصدقية والصحة، بعد أن كان النظام «الأغلبي»، يمكن زعماء الطوائف من حصد المقاعد المخصصة لها، جميعها أو بنسبة كبيرة جداً منها، وتهميش القوى المنافسة الأخرى، بل وإخراجها من حلبة البرلمان وملاعب السياسة إلى حد كبير.
أظهرت نتائج الانتخابات أن الحد الأقصى الذي يمكن لزعامة الدروز التقليدية: بيت جنبلاط، أن تدعي تمثيله لا يزيد كثيراً عن الستين بالمائة من أبناء الطائفة ومريدي القوى التي تمثلها ... يعني ذلك، أن أربعين بالمائة من أصوات بني معروف، ذهبت لخصوم جنبلاط ومنافسيه ... يعني ذلك، أن الوكالة الحصرية لتمثيل الدروز قد ضربت، وان ثمة قوى، بصرف النظر عن مدى جديتها أو درجة موثوقيتها، قد باتت مؤهلة لمنافسة الزعامة الجنبلاطية، سيما وأنها تقف على عتبات مرحلة انتقال حرج من جيل (وليد بيك) إلى جيل (تيمور بيك)، ومن دون ضمانات بأن هذا الانتقال، سيحفظ للجنبلاطية السياسية موقعها المتميز والمتوارث.
قبلها، جاءت الانتخابات على قانون النسبية، بنتيجة صادمة للرئيس الحريري وتيار المستقبل، إذ خسر تمثيل ما يقرب من ربع مقاعد الطائفة السنية ... هنا أيضاً، بدا أن «الحريرية السياسية» مهددة بفقدان زعامتها المتكرسة منذ ثلاثة عقود، وخسارة الوكالة الحصرية للتمثيل السني.
الحريري كما جنبلاط، لم يعترفا بنتائج الانتخابات سياسياً، وإن كانا لم يطعنا بها قانونياً وإجرائياً... واصل الرجلان التصرف كما لو أن الانتخابات لم تجر، وأن ميزان القوى لم يتبدل ... جنبلاط خاض بشراسة معركة «الوزراء الدروز الثلاثة» ... والحريري رفع شعار «بيّ -أب- السنة»، وهو الذي لم يرفعه من قبل، حتى في ذروة احتكاره لتمثيل السنة، وهو يصر اليوم على رفض توزير سني من خارج قائمته في حكومته العتيدة التي لم تر النور بعد، بالرغم من مرور سبعة أشهر على الانتخابات.
قبل جنبلاط والحريري، كان الوزير جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، حزب الرئيس ميشال عون، يخوض معركة تحجيم القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع، التي أعطتها نتائج الانتخابات، حجماً واسعاً من التمثيل المسيحي، إذ ضاعفت بأكثر من مرة عدد مقاعدها في مجلس النواب، ومن قلب المعادلة المسيحية، ومن دون مؤثرات لتحالفات من خارجها، كما هو حال التيار الحر ... المعركة التي حملت اسم «العقدة المسيحية» انتهت بمساومات وتنازلات متبادلة على الطريقة اللبنانية المألوفة، وطوي الملف حتى إشعار آخر.
وحدها الطائفة الشيعية، أبقت تمثيلها في البرلمان على ما كان عليه، يتوزعه «الثنائي الشيعي»، ممثلاً بحركة أمل وحزب الله، إذ لم تسجل أية اختراقات في دوائر هذه الطائفة، ولم ينجح من عرفوا بـ»التيار الثالث» في إيصال أحدهم إلى قبة المجلس، بصرف النظر على الأسباب المختلفة التي يجري سوقها لتفسير هذه النتيجة أو تبريرها.
نتائج انتخابات أيار/ مايو الفائت في لبنان، ما زالت تتفاعل، وتثير موجات ارتدادية سياسية وأمنية، وتحول، إلى جانب عوامل وأسباب عديدة أخرى، دون تشكيل حكومة جديدة، والسبب أن الخاسر في هذه الانتخابات، لا يريد الاعتراف بخسارته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفاعيل الانتخابات اللبنانية ونتائجها مفاعيل الانتخابات اللبنانية ونتائجها



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 10:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شروط المملكة المغربية لإعادة علاقاتها مع إيران
المغرب اليوم - شروط المملكة المغربية لإعادة علاقاتها مع إيران

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:49 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

المغربية عزيزة جلال تعود للغناء بعد توقف دام 30 عامًا

GMT 02:57 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

3 مشروبات شائعة تُساهم في إطالة العمر

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أبرز الأماكن السياحية في مصر

GMT 17:04 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ديوكوفيتش يقترب من سامبراس ويحلم بإنجاز فيدرر

GMT 12:56 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الوداد ربح لقبا للتاريخ !!

GMT 22:00 2019 الأحد ,09 حزيران / يونيو

إسماعيل الجامعي رئيسا جديدا للمغرب الفاسي

GMT 02:18 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

نجمات هوليوود تحتضن صيحة "الليغنغز" الملون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib