بقلم : زاهي حواس
عندما ألقي نظرة على الاكتشافات الأثرية في المملكة العربية السعودية أجد أن هذه الاكتشافات لم تأخذ حقها من الدعاية الكاملة حتى الآن، وذلك رغم أهمية هذه الاكتشافات، لذلك فإن هناك ضرورة للتواصل بشكل ممنهج وفعال مع القنوات الإعلامية العالمية المختلفة لعمل البرامج والأفلام الوثائقية عن هذه الاكتشافات. وقد قام الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، بالإعلان عن بعض الاكتشافات الأثرية المهمة مؤخراً، كذلك فعل الدكتور جاسر بن سليمان الحربش رئيس هيئة التراث. ومن أهم هذه الاكتشافات العثور على آثار أقدام بشرية وحيوانية تم كشفها بواسطة فريق سعودي، حيث كانت تعيش حول بحيرة قديمة جافة تقع على أطراف منطقة تبوك. وأيضاً عثر فريق سعودي دولي مشترك على أدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري القديم الذي ينتمي إلى الحضارة الآشورية.
وقد تم العثور أيضاً على منشآت حجرية في صحراء النفود، وهي عبارة عن مصائد للحيوانات وتعد من أقدم المصائد الحجرية في العالم التي تؤرخ بسبعة آلاف عام. وقد أكد نفس الفريق أن شمال وغرب المملكة شهدا تطوراً حضارياً قبل نحو 5000 سنة قبل الميلاد، والدليل هو تشييد منشآت حجرية بأعداد كبيرة وعلى مساحات شاسعة ولها أشكال هندسية دقيقة ما يعد نقلة حضارية وتغييراً ثقافياً مهماً له أبعاد اجتماعية وثقافية.
وقد توصل أيضاً فريق سعودي دولي إلى اكتشاف كهف أم جرسان بحرة خيبر في المدينة المنورة وعثروا فيه على مخلفات من الآثار تعود لنحو 7000 عام. كما أعلنت هيئة التراث عن اكتشاف أثري مهم بمحافظة الحائط في منطقة حائل، وهو عبارة عن نقوش صخرية لعصر الملك البابلي نابونيد تعود إلى منتصف القرن السادس قبل الميلاد. هذا الكشف يعد دليلاً إضافياً على الدور التاريخي للجزيرة العربية وحضورها الحضاري مع معظم حضارات الشرق الأدنى القديم. والكشف عبارة عن نقش على إحدى الصخور يجسد الملك البابلي وهو ممسك بيده صولجان، ويوجد نص مسماري يعد من أطول النصوص الكتابية المكتشفة بالمملكة، بالإضافة إلى بعض الرموز الدينية.
ومن ضمن جهود هيئة التراث في مشروعات التنقيب الأثري إعلان الهيئة انطلاق الموسم الأول لمشروع التنقيب الأثري في موقع ضرية بمنطقة القصيم وذلك في إطار جهودها العلمية في مجالات المسح والتنقيب الأثري في مختلف مناطق المملكة.