متظاهرون لبنانيون من عالم آخر
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

متظاهرون لبنانيون من عالم آخر

المغرب اليوم -

متظاهرون لبنانيون من عالم آخر

بقلم - خيرالله خيرالله

ليس رفع الضرائب لتمويل السلسلة، سلسلة الرتب والرواتب، حلّا للأزمة التي تواجه لبنان، وهي أزمة ذات جوانب عدّة، لكنها تختزل بجانب واحد. يتمثّل هذا الجانب في وجود دويلة اسمها الدولة اللبنانية، إلى جانب دولة “حزب الله”. كلّ شيء في لبنان معطّل بسبب الدولة الأخرى التي تريد تأكيد أن لبنان ليس سوى “ساحة” في خدمة المشروع التوسّعي الإيراني. ليس مستبعدا أن يأخذ هذا المشروع لبنان إلى حرب في حال تطلبت المصلحة الإيرانية ذلك.

كلّ ما عدا سلاح “حزب الله” ذلك تفاصيل ومحاولة للتأقلم مع مشروع لا يستطيع لبنان التعايش معه. ليس تراجع الاقتصاد اللبناني سوى دليل صارخ على ذلك. ليس عزل لبنان عن محيطه العربي وتحويله إلى قاعدة لحملات تستهدف دول الخليج سوى حلقة من حلقات التآمر على وجود البلد وعلى دوره الطبيعي الذي كان كفيلا بجعله من بين الدول المزدهرة في العالم.

يبدو مفهوما نزول المواطنين العاديين إلى الشارع للاعتراض على الضرائب الجديدة. يظلّ التظاهر السلمي حقّا من حقوق الناس. ما ليس مفهوما تلك الشعارات التي أطلقها بعض المتظاهرين من نوع الدعوة إلى “إسقاط النظام”. هل يعيش هؤلاء المتظاهرون في لبنان أم في عالم آخر؟

هؤلاء المتظاهرون يبدون أقرب إلى يتامى النظام الأمني السوري ـ اللبناني الذي انتهى في العام 2005 والذي خلفته الوصاية الإيرانية. في ظلّ الوصاية الجديدة، استطاع “حزب الله” ملء الفراغ الناجم عن الانسحاب العسكري السوري من لبنان وصار يلعب دور الحريص على تعطيل كلّ ما من شأنه النهوض بالاقتصاد اللبناني وإعادة الحياة إلى المؤسسات التي تقوم عليها الدولة.

ليس في هذا الكلام أي نوع من المبالغة، على الرغم من وجود متظاهرين صادقين كانت لديهم اعتراضات معقولة ومنطقية على الضرائب الجديدة. قدّم هؤلاء، ومن بينهم “حركة التجدّد” التي أسسها الراحل نسيب لحود، وهو “الرئيس الحلم” الذي كان يمكن أن يرفع من مستوى الحياة السياسية اللبنانية وفرض قيم أخلاقية مختلفة في البلد، نقاطا تصلح لنقاش حقيقي. ولكن تبيّن أن قسما لا بأس به من المتظاهرين لم يكن يريد أن يناقش. وحين حضر الرئيس سعد الحريري للحديث إلى المتظاهرين وتأكيد تفهمه لمطالبهم ولضرورة مكافحة الفساد، تبيّن أن هؤلاء لا يريدون شيئا آخر غير التظاهر. هل هناك شيء اسمه التظاهر من أجل التظاهر؟

كشف سعد الحريري الغوغائيين. كشف حقيقتهم. كان هناك أناس طيبون في التظاهرة نزلوا إلى ساحة رياض الصلح من أجل إعادة النظر في ما يعتقدون أنّه ضرائب جائرة تطبّق على الفقير وصاحب الدخل المحدود. لكنّه كان هناك أيضا من يريد التخريب لا أكثر وذلك للتغطية على ممارسات الذين يغطون الفساد على كلّ المستويات. هؤلاء الغوغائيون استباحوا البلد بكل الوسائل الممكنة، على رأسها السلاح المذهبي الموجه إلى صدر المواطن اللبناني الذي يطمح إلى بناء دولة حديثة.

لا يمكن أن تقوم قيامة لدولة لبنانية حديثة بوجود سلاح غير شرعي يخدم كلّ شيء باستثناء الدولة اللبنانية ومصالح اللبنانيين. كلّ ما تبقى ممارسات من النوع المملّ الذي عفا عنه الزمن وشعارات طنانة لا تعني شيئا.

لا توجد دولة حديثة قادرة على امتلاك اقتصاد قوي من دون ترشيق للقطاع العام ومن دون ضرائب مدروسة تأخذ في الاعتبار ثروات البلد وكيفية تنميتها. من يسيء إلى أهل الخليج الذين استغنوا عن لبنان لا يريد أي نموّ للاقتصاد. من يعطّل الحياة في وسط بيروت، الذي لم يستعد عافيته منذ اعتصام ما بعد حرب صيف العام 2006، الذي كان استكمالا للحرب الإسرائيلية على لبنان، يرتكب عن سابق تصوّر وتصميم جريمة في حقّ لبنان واللبنانيين.

من فعل كلّ شيء من أجل تهجير أكبر عدد من اللبنانيين من لبنان، خصوصا خريجي الجامعات من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق، إنّما لا يريد غير نشر البؤس في البلد. أين مصلحة لبنان في غياب القدرة على تكبير حجم الاقتصاد بوسائل مختلفة، بما في ذلك جذب المستثمر الأجنبي أكان عربيا أو غير عربي؟ أين مصلحة لبنان في دخول الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري إلى جانب إيران والنظام العلوي الذي أسس له حافظ الأسد؟ أين مصلحة لبنان في تعريض البلد للخطر في وقت لم تعد إسرائيل تخفي نياتها العدوانية؟

مرّة أخرى، كان بين المتظاهرين كثيرون من ذوي النيات الحسنة. كان على هؤلاء أن يسألوا أنفسهم ما نفع الضرائب الجديدة التي يفترض أن تموّل سلسلة الرتب والرواتب من دون القدرة على بناء دولة حديثة ذات إدارة متطوّرة وليس دولة يحشر فيها “حزب الله” وغير “حزب الله” من الذين في السلطة عناصر تبحث عن وظيفة تؤمن لهم راتبا شهريا مضمونا من دون أي مساهمة فعلية في تحسين أداء الإدارة؟

كان الهدف من تظاهرة الرابع عشر من آذار ـ مارس 2005 الانتقال من دولة الوصاية السورية إلى دولة مختلفة كلّيا. دولة عصرية بكلّ معنى الكلمة لا ترزح تحت وطأة القطاع العام والعجز عن مواجهة مشكلة سهلة الحل هي مشكلة الكهرباء… أو النفايات.

على من يريد أن يتظاهر هذه الأيّام التفكير في الأسباب التي جعلت الحكومة عاجزة عن اتخاذ قرارات كبيرة على الرغم من أنّ الحلول في متناول اليد. الأهمّ من ذلك كلّه أن على من يريد التظاهر التساؤل عن كمّية الأضرار التي يلحقها السلاح المذهبي غير الشرعي بلبنان. أين السياحة اللبنانية؟ أين مستوى التعليم؟ أين المستشفيات والجامعات اللبنانية التي كان يمكن أن توفّر عائدات بمئات ملايين الدولارات لو كان الوضع على الأرض اللبنانية بخير ولو كان في الإمكان الإتيان بحكومة كفاءات برئاسة سعد الحريري؟

هل بين المتظاهرين من يجرؤ على فتح ملفّ الكهرباء والوزراء الذين توالوا على الوزارة التي يفترض أن تهتمّ بالكهرباء منذ العام 1990 حين كان النظام السوري يصرّ على تولي شخصيات معيّنة هذه الحقيبة؟

يستطيع المتظاهرون المنتمون إلى جهات معروفة زيادة الوضع اللبناني سوءا. ما لا يستطيعونه هو التفكير بطبيعة التحديات التي تواجه لبنان في هذه المرحلة بالذات. تختزل هذه التحديات الرغبة الإيرانية في أن يكون لبنان “ساحة” لا أكثر وذيلا في محور “الممانعة” ذي الشعارات الفضفاضة الكاذبة. يختزل هذه التحديات أيضا سؤال في غاية البساطة محوره ما العمل في المستقبل المنظور مع وجود ما يزيد على مليون ونصف مليون سوري في لبنان؟ الأخطر من ذلك، ما العمل إذا فعل “حزب الله” كلّ ما يستطيع، كما حصل في العام 2006 لافتعال حرب مع دولة عدوانية هي إسرائيل في ظلّ علاقة مميّزة بين دونالد ترامب وبنيامين نتانياهو؟ ما ذنب لبنان ليكون ضحيّة هذه العلاقة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متظاهرون لبنانيون من عالم آخر متظاهرون لبنانيون من عالم آخر



GMT 00:10 2018 الخميس ,16 آب / أغسطس

عيون وآذان (دفع الضرائب في الغرب)

GMT 05:01 2018 الإثنين ,30 تموز / يوليو

عيون وآذان (أخبار سيجدها القارئ مهمة)

GMT 05:38 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

ميزانية اميركية لأصحاب البلايين

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 05:20 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

تشيلسي يمدد عقد المدافع أتشيمبونغ حتى 2029

GMT 04:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ريال مدريد يكتسح باتشوكا بثلاثية ويتوج باللقب

GMT 06:45 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روبن أموريم يُؤكد أنه سيكون سعيد باستمرار ماركوس راشفورد

GMT 06:07 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أسامة الإدريسي يُؤكد أن ريال مدريد قوي وسيحضرو للقادم

GMT 06:12 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

برشلونة وليفربول يضعو تورام تحت أنظارهم

GMT 05:30 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

يوفنتوس الإيطالي يُؤكد إصابة تيموثي ويا في الفخذ

GMT 04:27 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أتالانتا يسحق تشيزينا بسداسية ويتأهل للثماني

GMT 06:17 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نادي أتلتيكو مدريد يفتح أبوابه أمام ماركوس راشفورد

GMT 07:22 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الخميس 19-12-2024 والقنوات الناقلة

GMT 05:35 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

باتريك دريفس يعود لتدريبات بوخوم اليوم

GMT 12:02 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب المنتخب المغربي يتجه الي ضم اللاعب غانم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يدفع أسعار النفط للارتفاع

GMT 03:59 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان يتأهل للثمانية بعد فوزه على أودينيزي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib