نيودلهي - عدنان الشامي
تبعد خاجوراهو بنحو بضع ساعات عن مدينة دلهي الهندية بالقطار، وهي قرية نائية تبعد 350 ميلاً إلى الجنوب الشرقي من المدينة، وتشتهر بمجموعة من المنحوتات المثيرة في المعابد، والتي أصبحت اليوم ضمن لائحة اليونسكو للتراث العالمي.
وبنيت المعابد منذ ألف عام، ولكن جزءًا منها تلاشى وتلف مع مرور الزمن، مثل معبد كمبوديا أنغكور وات الذي ابتلعته الغابة والنسيان تدريجيًّا، ولكن في العام 1840 اكتشفه مهندس في الجيش البريطاني وحوله إلى منطقة جذب سياحي رئيسي.
وزار سيدني ويساتريس ويب الهند العام 1912 ضمن جولة لمدة 4 أشهر، وكتب عن الرحلة: تمتلك هذه المعابد والأعمال سحرها الخاص، لاسيما تلك التي تصور الحياة الجنسية للقدامى.
وتوفر خطوط القطار الهندية سهولة الوصول إلى خاجوراهو مقارنة بالماضي، ويتوقع أن تحظى المنطقة بنهضة سياحية في المستقبل بعد افتتاح عدد من الفنادق والمطاعم، وتتميز بكونها قرية هندية تقليدية، ينتشر في أسواقها رجال بلباس هندي تقليدي يحاولون بيع كل ما تشتهر به الهند.
ويزور السياح المعابد التي تقع بين الغابات، في النهار غالبًا، والتي يمكن سماع صوت أجراسها المتناغمة من بعيد، وتمتلئ بمنحوتات لمحاربين وفتيات متأنقات يرقصن ومهرجون يؤدون حركات بهلوانية إلى جانب الحيوانات مثل الإبل والخيول والفيلة، وتعتبر المواضع الجنسية أكثر محاور هذه المنحوتات.
ويستطيع السياح القيام بجولات للمزارع المنتشرة حول المعابد، منها حقول الخردل والقمح والبطاطا، والتي ينتشر قطعان الجواميس في الممرات، فيما يلعب الصبية الصغار حول بحيرة أو يملأون الجرار بالماء مع رجال عجائز يستحمون في ماء البحيرة، والنساء يتجولن في شوارع القرى.
وعند العودة إلى دلهي، يستطيع السياح استقلال القطار إلى أورشاها، التي يؤمها عدد قليل من السياح لاسيما منطقة جانسي التي تمتلئ بالبازارات التي تعرض الكثير من المنتجات بألوان كثيرة إضافة إلى حصن شاهق وضريح ضخم للقديس يهوذا والذي تقدر أعداد المصلين فيه في وقت الحج بنحو 60 ألف مصلٍ، وأشار الراهب أليكس ماسكارينهاوس إلى بعض المعجزات التي تحدث هنا قائلاً: أتت امرأة هنا ولم تستطع أن تتسلق السلالم، فبقيت لمدة 3 أيام، شفيت بعدها وأصبحت قادرة على تسلقها.
وتتميز المدينة بالمجتمع الهندي التقليدي، وكانت في يوم ما عاصمة دولة سلالة بانديلا التي حكمت من القرون الوسطى وحتى القرن الـ18، ومنذ 15 عامًا كانت المدينة معزولة تمامًا، وتحتوي على الكثير من القصور الفارغة التي اتخذتها الببغاوات والنسور مقرًا لها.
ومع مرور الوقت، أصبحت أورشاها محطة معتادة للسياح، لمشاهدة القصور بممراتها الضيقة وسلالمها العالية والساحات والشرفات والأبراج والقباب العالية للحضارة الغابرة، وتحتوي على عدد قليل من خيارات الإقامة إلى جانب غابة كثيفة تمتد إلى الأفق، ومنظر لبريق النجوم في الليل، ويمكن التمتع بالتجول في ممراتها عند الغسق أو الاستمتاع بنضارة الصباح الهندي.
ويقع على بعد ميل خارج المدينة معبد لاكشمينارايان الذي ينتمي إلى القرن الـ19، ويضم رسومًا ساخرة لجنود بريطانيين قدامى يحملون البنادق، مصورة فترة الاستعمار البريطاني للهند، ويستطيع السياح الاستمتاع بمنظر الحجاج وهم يقيمون طقوسهم من الغناء والتراتيل.
وتقدم الرحلة عددًا من خيارات الإقامة منها فندق ورايا في دلهي الواقع في الحي الدبلوماسي، وهو فندق دولي كبير مع غرف فاخرة وملعب للغولف وبار للترحيب بالضيوف، ويبدأ سعر الغرفة فيه بـ200 جنيه إسترليني.
وتمتلك خاجوراهو فندق شانديلا الهادي بالقرب من مركز القرية، ويحتوي على بركة سباحة في الهواء الطلق، ويبدأ سعر الغرفة المزدوجة فيه من 60 جنيه إسترليني، بينما تحتوي أورشاها على فندق عمار محل بالقرب من مركز القرية ويطل على النهر مع هندسة معمارية تقليدية، ويبدأ سعر الغرفة فيه بـ52 جنيه إسترليني.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر