لا تزال هناك نحو تسعة أشهر من الهدوء باقية قبل عودة منافسات فورمولا 1 من جديد إلى مضمار "هوكنهايمرينغ" في موسم 2016، ولكن المسؤولين بدأوا بالفعل يحلمون بأجواء تشبه التي شهدها مضمار "أوتودرومو هيرمانوس رودريغيز" لدى عودة منافسات فورمولا 1 إلى المكسيك مطلع هذا الأسبوع.
فقد شهدت التجارب الحرة، التي لا تحظى عادة بمتابعة كبيرة، حضور 90 ألف مشجع الجمعة الماضي في المكسيك، بينما شهد سباق الجائزة الكبرى نفسه الأحد حضور 134 ألف مشجع.
بينما حضر 52 ألف مشجع فقط آخر سباقات فورمولا 1 في ألمانيا والذي أقيم في هوكنهايم عام 2014، قبل أن يلغى سباق ألمانيا هذا العام الذي كان مقررا على مضمار "نوربرجرينج".
وقال الألماني سيبستيان فيتيل سائق فريق فيراري: "المؤسف أن أعداد المشاهدين تراجعت بشكل مستمر في الأعوام الأخيرة، رغم أن سائقين ألمان ينافسون على الفوز، كما أن فريقا ألمانيا يتنافس على بطولة العالم (لفئة الصانعين)"، ومن الناحية النظرية، لا يمكن اعتبار أن هذه الرياضة أكثر جذبا للمشجعين الألمان، ولكن الواقع مختلف.
وقال فيتيل: "يبدو الأمر وكأن الشعوب في دول أخرى أكثر شغفا بسباقات السيارات من المشجعين هنا"، فقد سجل السباق المكسيكي حضورا جماهيريا يفوق إجمالي الحضور الجماهيري في آخر سباقين بمضمار هوكنهايمرينج.
وقال فيتيل في إشارة إلى الدعم الذي حظي به خلال السباق المكسيكي: "ربما كانت الأعلام الألمانية التي رفعت هنا أكثر من التي أراها في ألمانيا".
وأبدى المكسيكيون ترحيبا هائلا بعودة سباقات فورمولا 1 إلى بلادهم للمرة الأولى منذ عام 1992، حيث عاشوا التجربة بعد أعوام طويلة تابعوا فيها المنافسات عبر شاشات التلفاز.
ولم يتركز دعم الجماهير على بلد بعينها أو سائق أو فريق، وإنما شمل الدعم سباق فورمولا1- ككل.
وقال الألماني نيكو روزبرج سائق مرسيدس والذي أحرز السباق المكسيكي: "لا أرى تفسيرا لعدم وجود مثل هذا (الحضور الجماهيري) في ألمانيا"، مؤكدا أنه شاهد واحدة من أفضل الأجواء في الأعوام الأخيرة.
ولكن يبدو أن طول فترة غياب فورمولا 1 عن المكسيك، والتي استمرت 23 عاما، شكلت عاملا مؤثرا.
وقالت كاتيا هايم خبيرة التسويق ومستشارة مضمار هوكنهايمرينج في تصريحات لصحيفة "بيلد" الثلاثاء: "لا يمكن مقارنة العقلية المكسيكية بنظيرتها الألمانية، ولكن حماس الجانبين لفورمولا 1 كان متقاربا خلال فترة تألق مايكل شوماخر".
ولم تغب منافسات فورمولا 1 عن ألمانيا في أي عام منذ 1960 باستثناء العام الحالي، حيث ألغي السباق لافتقاد مضمار نوربرجرينج التمويل اللازم لاستضافة الحدث وعدم وجود رغبة من مسؤولي مضمار هوكنهايمرينج في تكثيف العمل لتقليص فترة الاستعداد ، تفاديا لتكبد المزيد من الخسائر.
وكان الأمر مختلفا بشك كبير في السباق المكسيكي، حيث جرى تمويله من جانب مدينة مكسيكو سيتي، وكذلك كارلوس سليم، الرجل الأكثر ثراء في المكسيك.
وتحقق سباقات فورمولا 1 عائدات كبيرة في حالة بيع أعداد كبيرة من التذاكر، بينما تتكبد خسائر في حالة تراجع أعداد الحضور، فالحضور الجماهيري يعد مصدر الدخل الوحيد للمنظمين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر