باريس ـ المغرب اليوم
حقق منتخب ويلز مسيرة رائعة في بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) المقامة حالياً بفرنسا، حتى وصل إلى الدور قبل النهائي حيث يلتقي نظيره البرتغالي غداً الأربعاء، لكن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق دون ما قدمه المدرب الراحل غاري سبيد.
وكان سبيد، الذي لعب 85 مباراة مع منتخب ويلز، قد تولى منصب المدير الفني للفريق لمدة 11 شهراً فقط، قبل أن يفارق الحياة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011.
ورغم قصر الفترة، نجح سبيد في أن يحقق تحولاً في كرة القدم في ويلز، لم تساعد فقط المدير الفني كريس كولمان في قيادة الفريق إلى نهائيات بطولة كبيرة للمرة الأولى منذ كأس العالم 1958، وإنما ساعدته في تحقيق نجاح مذهل في البطولة الحالية بفرنسا.
ولا يزال سبيد حاضراً في قلوب مشجعي ويلز، فقد رددت الجماهير عبارة "هناك سبيد واحد" خلال المباراة التي انتهت بفوز ويلز على روسيا 3-0 بإستاد تولوز ضمن منافسات دور المجموعات قبل أسبوعين.
ويضم منتخب ويلز عدداً من اللاعبين البارزين على رأسهم غاريث بيل مهاجم ريال مدريد الإسباني وآرون رامسي لاعب آرسنال الإنجليزي، لكن الوصول إلى هذه المرحلة تطلب ما هو أكثر.
وقال مدافع المنتخب نيل تايلور في تصريحات أدلى بها أخيراً بشأن الراحل سبيد "أحدث ثورة في كرة القدم بويلز، قلب الهيكل كله رأساً على عقب، ثم قال /سنبدأ عمل ذلك بشكل صحيح/".
وظهرت بصمة سبيد في كل التفاصيل، اعتباراً من ترتيبات السفر إلى مواقع التدريب وجلب الخبراء الرياضيين، إذ كان يهدف إلى دفع كرة القدم إلى الأمام في منطقة يتصدر فيها الرغبي المشهد الرياضي، وقد شهدت مباراة لمنتخب ويلز أمام إيرلندا الشمالية في عام 2011 حضور 500 مشجع فقط.
وقال كولمان: "علم الرياضة كان حولنا منذ فترة طويلة، لكن ويلز لم تكن تمتلكه، هذا ما حققه سبيد، من خلال طريقة جديدة في اللعب".
وذكرت صحيفة ديلي تليغراف قبل أسبوعين، أن اتحاد كرة القدم في ويلز تعامل جيداً مع الوضع بعد وفاة سبيد "وقد حافظ على الأساس الذي وضعه سبيد مع منح كولمان المجال لبناء وتطوير أسلوبه الخاص".
وقال كولمان إن تولي المهمة خلفاً لسبيد، الذي يعرفه منذ الطفولة، كان "حلواً ومراً" بالنسبة له، وأضاف "كنت صديقاً مقرباً للغاية من غاري سبيد طوال 30 عاماً، توليت هذا المنصب لأسباب لا يمكن لأحد أن يتوقعها".
وأشاد كولمان واللاعبون بالروح الاستثنائية للفريق والتي قادته للوصول إلى النهائيات وتحقيق انطلاقة رائعة بالبطولة، إذ حقق الفوز على سلوفاكيا وروسيا وإيرلندا الشمالية وكذلك بلجيكا.
وربما كان الانتصار الأبرز لمنتخب ويلز في البطولة، هو الذي تحقق أمام نظيره البلجيكي في دور الثمانية، إذ سيطر منتخب ويلز على مجريات المباراة حتى حسمها بفوز مستحق.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر