ليست بطلة مبارزة السلاح الأمريكية ابتهاج محمد بغريبة عن معارك النزال بالسيف، لذا فإنها حين استمعت لمرشح انتخابات الرئاسة الأمريكية المحتمل دونالد ترامب يهدد بحظر دخول المسلمين إلى الأراضي الأمريكية، لم يزدها هذا إلا إصراراً على العودة للوطن بميدالية أولمبية من ريو دي جانيرو.
وستدخل ابتهاج التاريخ في ألعاب ريو، حين تصبح أول رياضية أمريكية تنافس مرتدية الحجاب، وهو شرف لا تستهين به لأسباب بينها ما ترصده من زيادة الخطابات المعادية للمسلمين بين بعض الأمريكيين المتأثرين بدعوة ترامب.
وقالت ابتهاج للصحافيين: "أشعر أني مدينة لمن يريدون لي أن أتحدث، حين أستمع لشخص ما يقول شيئاً ما من قبيل إعادة المسلمين إلى بلادهم.. أقول حسناً.. أنا أمريكية.. فأين أذهب؟".
وتحولت ابتهاج لممارسة منافسات السلاح حين كانت في 13 من العمر، متأثرة ربما بعقيدتها الدينية، وربما بإحساس المنافسة القوي بداخلها.
وقالت ابتهاج: "كان تركيزي في اتجاه واحد.. أردت ممارسة رياضة يمكنني فيها ارتداء ملابسي المحتشمة دون أن أبدو مختلفة عن الأخريات".
ولم تقع ابتهاج (30 عاماً)، في غرام السيف بسرعة، بل وجدت في ممارسة السلاح في البداية بعض الملل، لكنها تمسكت بها لسبب آخر، كان هذا وعداً بالحصول على منحة رياضية للدراسة في الجامعة.
ودرست ابتهاج الأمر جيداً واكتشفت أن كل الجامعات الأمريكية المرموقة تقريباً بها برامج لرياضة السلاح، وتخرجت الشابة الأمريكية من جامعة ديوك ومعها توجت بطلة لأمريكا.
وجاءت الشهرة
وضمنت ابتهاج مكاناً في ألعاب ريو بفوزها بميدالية برونزية في بطولة تأهيلية بأثينا، وفي 2014 فازت بميدالية ذهبية في بطولة العالم للسلاح في روسيا.
وتتسلط الأضواء حالياً على ابتهاج خلال فترة الإعداد للدورة الأولمبية المقررة في البرازيل بين 5-21 من أغسطس (آب) وترعاها شركات كبرى بينها فيزا ويونايتد إيرلاينز.
وتقول ابتهاج أيضاً من عدم الاستقرار في هذه الفترة حيث تتابع سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية بكثير من الارتياب مخافة أن يتسبب مناخ "إشاعة الخوف" من المسلمين في إرساء سابقة خطيرة.
وكثيراً ما واجهت ابتهاج "مسيئين" معادين للمسلمين على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها تسارع بحذف رسائلهم، وتستقبل المئات من رسائل الدعم كل يوم بينها شابات مسلمات أصبحت هي بالنسبة لهن إلهاماً.
وبعد التوقف عن ممارسة السلاح، تقول ابتهاج إنها تدرس التحول للعمل في الدبلوماسية الأمريكية، وفي الفترة الأخيرة وجدت ابتهاج فرصة للتعبير عن مخاوفها بشكل مباشر للرئيس الأمريكي باراك أوباما، خلال لقاء عقده خلال زيارته الأولى إلى مسجد في الولايات المتحدة، وقال لها أوباما إنه ينتظر منها الفوز بميدالية في ريو.
وقال زميلها داريل هومر: "بالنسبة لها فإنها كأمريكية مسلمة وكأمريكية من أصول أفريقية تمثل بشكل ما أكثر الفئات حرماناً وبوسعها أن تصبح مثلا يحتذى به لكثير من الفئات".
وبين الجلسات التدريبية تقوم ابتهاج بتدريب السلاح للأصغر سناً في نيويورك، وتدير أيضاً خط أزياء في لويلا مع اثنين من أشقائها.
وتطرح العلامة التجارية تصميمات ملونة وتهدف لترك بصمة على صناعة الأزياء "المحتشمة".
ولا تقف أهداف ابتهاج في ريو عند الممارسة الرياضية، فالفتاة الأمريكية تدرك جيداً حجم الأضواء التي ستتسلط عليها في الألعاب الأولمبية في وقت يواجه خلاله الأمريكيون المسلمون ضغوطاً في الحملة الانتخابية.
وقالت: "أتمنى أن أسهم في تغيير الصورة التي يرسمها الناس للمسلمات".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر