كثرة الجاهزين مشكلة تؤرق فرنسا قبل انطلاق "يورو 2016"

يبدو منتخب فرنسا أحد أبرز المرشحين للتتويج ببطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016)، التي ستنطلق غداً الجمعة، بفضل امتلاكه عدداً من المهاجمين الأكفاء الذين قد يلعبون دوراً مهماً في تحقيق حلم الجماهير الفرنسية باستعادة اللقب الغائب منذ عام 2000.

ويعاني مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان من مشكلة يتمناها أي مدير فني، والتي تتمثل في وفرة المهاجمين الجاهزين لخوض غمار البطولة، التي تستضيفها فرنسا حتى 10 يوليو (تموز) المقبل.

ويفاضل ديشان بين ديمتري بايت وأنتوني مارسيال، للاعتماد على أحدهما كرأس حربة ثالث خلال المباراة الافتتاحية للبطولة أمام رومانيا التي ستقام بملعب (دو فرانس).

وسينضم أحد اللاعبين إلى أنطوان غريزمان وأوليفيه جيرو، اللذين من المقرر أن يقودا هجوم منتخب "الديوك" في المباراة، فيما يتوقع أن يستبعد الجناح الشاب كينغسلي كومان من قائمة الفريق التي ستبدأ المباراة، رغم تألقه مع فريقه بايرن ميونخ الألماني خلال الموسم المنقضي.

وظهر بايت (29 عاماً) بشكل جيد في موسمه الأول مع فريقه وست هام يونايتد الإنجليزي، بعدما أحرز معه 12 هدفاً بالإضافة لقيامه بـ12 تمريرة حاسمة، ليصبح أحد العناصر الأساسية في المنتخب الفرنسي الذي عاد إلى صفوفه في شهر مارس (آذار) الماضي.

وبينما يتطلع ديشان للدفع ببايت كجناح أيسر، فإن بإمكان اللاعب أيضاً اللعب في العمق قليلاً لإمداد جيرو وغريزمان بالتمريرات البينية القاتلة.

ويمتاز بايت بإجادته تسديد الركلات الحرة المباشرة، وهو ما ظهر بوضوح في تسجيله للهدف الثالث لفرنسا في الدقيقة الأخيرة خلال لقائها مع الكاميرون ليقودها للفوز 3-2 ودياً الشهر الماضي، وكذلك حينما أطلق قذيفة مدوية من ركلة حرة مباشرة من 30 متراً سجل منها أحد أهداف المنتخب الفرنسي خلال فوزه 4-2 على روسيا ودياً في مارس (آذار) الماضي.

وترك مارسيال (20 عاماً) انطباعاً جيداً في موسمه الأول داخل الملاعب الإنجليزية أيضاً، في ظل تميزه بالسرعة الفائقة التي أظهرها خلال مباريات فريقه مانشستر يونايتد، ليسجل 11 هدفاً بالإضافة لقيامه بـ4 تمريرات حاسمة في الدوري الإنجليزي.

ولدى كلا اللاعبين القدرة على المشاركة في التشكيلة الأساسية للمنتخب الفرنسي في لقائه مع نظيره الروماني الذي لم تستقبل شباكه سوى هدفين خلال 10 مباريات خاضها في مسيرته بالتصفيات المؤهلة للبطولة.

ويمتلك بايت حظوظاً أوفر نسبياً من مارسيال لبدء المباراة، إذ قال عنه ديشان الأسبوع الماضي: "إنه عنصر مهم ويمكن أن يكون له دور حاسم مع الفريق، ويمتلك ثقة كبيرة بالنفس".

وفي ظل التألق اللافت لغريزمان مع فريقه أتلتيكو مدريد الإسباني في الموسم الماضي، فإن جيرو اكتسب أيضاً حب الجماهير الفرنسية بفضل تسجيله 7 أهداف في المباريات الأخيرة لمنتخب بلاده والتي كان آخرها إحرازه هدفين خلال فوز الفريق 3-0 على إسكتلندا ودياً السبت الماضي، في ختام استعدادات فرنسا للمشاركة في اليورو.

وأوضح ديشان "لدينا قدرة جيدة على هز الشباك، وخلق العديد من الفرص".

وكشف المدرب الفرنسي أن العناصر الشابة التي يمتلكها الفريق مثل مارسيال وكومان بإمكانها إضافة المزيد من الإمكانيات للفريق.

ويبدو أن القدرات الهجومية الضخمة التي بات يمتلكها الفريق حالياً، دفعت الفرنسيين لنسيان غياب كريم بنزيما هداف فريق ريال مدريد الإسباني عن البطولة بسبب مشاكله القانونية.

وتمتلك فرنسا خط وسط قوياً بوجود بول بوعبا لاعب يوفنتوس الإيطالي ونغولو كانتي لاعب ليستر سيتي، الذي فجر مفاجأة مدوية بتتويجه بلقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي.

وربما تكمن نقطة الضعف الوحيدة التي سيعاني منها المنتخب الفرنسي في خط الدفاع، لاسيما عقب استبعاد رافائيل فاران وجيريمي ماتيو بسبب الإصابة.

وصرح ديشان عقب لقاء إسكتلندا الودي بأن فريقه "سيكون مستعداً"، في حين قال بايت: "ينبغي علينا الارتقاء بمستوانا أكثر حتى نتغلب على رومانيا في الافتتاح، ثم على سويسرا وألبانيا المنافسين الآخرين بالمجموعة الأولى".