اظهرت عمليات المراقبة التي نفذها المسبار الاميركي نيو هورايزنز للكوكب القزم بلوتو وجود تنوع كبير في الالوان على سطح هذا الجرم الواقع على اطراف المجموعة الشمسية.
وبحسب دارسة نشرت في مجلة "نيتشر"، فان اعمال الرصد التي قام بها المسبار التابع لوكالة الفضاء الاميركية (ناسا) كشفت وجود تنوع في الالوان، من الاحمر في المناطق الاستوائية القاتمة الى الازرق في المنطق القطبية الزاهية.
وقالت سيلفيا بروتوبابا عالمة الفضاء في جامعة ميريلاند واحدى المشرفين على الدراسة "كنا نعلم اصلا ان سطح بلوتو غير متجانس، لكننا دهشنا لوجود كل هذه الالوان وهذا التنوع الجيولوجي الكبير".
وهذه الدراسة هي الاولى من نوعها التي تنشر منذ اقتراب المسبار نيوهورايزنز الى جوار بلوتو في الرابع عشر من تموز/يوليو الماضي، والتقاطه كمية كبيرة من الصور والبيانات العلمية التي يعمل العلماء على تحليلها تباعا واصدار النتائج.
وسيستغرق ارسال كل البيانات والصور التي التقطها المسبار الى الارض اشهرا عدة. وهو يبتعد حاليا عن الكوكب القزم ويدخل في سحابة هائلة من الاجرام الصغيرة على اطراف المجموعة الشمسية يطلق عليها اسم حزام كايبر.
ولمعرفة ما ان كان اختلاف الالوان على سطح بلوتو سببه اختلاف تكوين المناطق على سطحه، حلل العلماء المعطيات التي رصدها جهاز لقياس الطيف الضوئي يتيح تصنيف المناطق على سطح الكوكب القزم واقماره الخمسة بحسب تكوين تربتها او صخورها او جليدها.
فالميثان وأول اكسيد الكربون والآزوت (نيتروجين) وجليد المياه وعناصر اخرى منها المواد العضوية، تمتص اشعة الشمس القريبة من الاشعة تحت الحمراء، الامر الذي يتيح للجهاز ان يرصدها.
وتبين ان المناطق الواقعة قرب القطب تحتوي على جليد الميثان واول اكسيد الكربون، وهذا ما يفسر لونها الازرق الزاهي.
اما في المناطق الاستوائية، حيث لا يوجد اثر للمواد الموجودة في القطب، فان اللون الاحمر هو الطاغي، مشيرا الى وجود مواد عضوية يطلق عليها اسم "تولين"تتكون من تعرض مزيج من الميتان والنيتروجين واول اكسيد الكربون للاشعاعات.
وتأتي هذه الخلاصات بعدما ايام على اعلان وكالة الفضاء الاميركية ان جهاز قياس الطيف الضوئي الموجود في نيوهورايزنز رصد وجود عدد كبير من المساحات الصغيرة المكونة من جليد المياه على سطح بلوتو وان سماء هذا الكوكب القزم زرقاء على غرار سماء كوكب الارض.
وكانت الصور السابقة التي ارسلها المسبار الاميركي كشفت تنوعا وغنى في تضاريس بلوتو حيث يمكن مشاهدة ما يشبه الكثبان الرملية، ومجاري جليد النيتروجين تنحدر من المناطق الجبلية الى السهول، وايضا سلاسل من الوديان يبدو ان جريان مواد سائلة تسبب بحفرها.
وينوي معدو الدراسة الجديدة مقارنة المعطيات التي جمعها المسبار الاميركي مع تلك التي رصدتها الاجهزة الارضية والتلسكوبات الفضائية، على امل التوصل الى فهم اعمق للاليات المعقدة التي تجري على سطحه.
ويقع بلوتو على مسافة بعيدة جدا من الشمس، لذا فانه يتم دورة واحدة حولها في الوقت الذي تتم فيه الارض 247,7 دورة. ويبلغ قطره الفين و300 كيلومتر، اي انه اصغر من قمر الارض، وكتلته اقل من كتلة الارض بخمسمئة مرة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر