تبنى تنظيم الدولة الاسلامية الثلاثاء اعتداء نفذه طالب لجوء افغاني بفأس وسكين على متن قطار في المانيا. وعثر على علم التنظيم بين مقتنيات منفذ الاعتداء، لكن السلطات تبقى حذرة حول صلاته الحقيقية بالتنظيم.
واعلن تنظيم الدولة الاسلامية ان طالب اللجوء البالغ 17 عاما الذي نفذ الاعتداء مساء الاثنين قرب فورتسبورغ (جنوب) هو احد "مقاتليه" بحسب ما افادت وكالة اعماق التابعة له.
والاعتداء "الذي نفذه احد جنود الخلافة" تبناه التنظيم ايضا عبر اذاعة البيان التابعة له. وهذه المرة الاولى التي يتبنى فيها التنظيم المتطرف اعتداء في المانيا.
وبثّ تنظيم الدولة الاسلامية الثلاثاء شريط فيديو عبر وكالة "اعماق" يتضمن تهديدات وجهها منفذ عملية الطعن في قطار في المانيا.
ويبدأ شريط الفيديو بالاشارة الى ان منفذ عملية الطعن هو "محمد رياض جندي الدولة الاسلامية". ويقدم المنفذ، وهو افغاني الجنسية، نفسه بلغة الباشتون وفي يده سكين على انه "احد جنود الخلافة"، معلنا انه سيقوم "بعملية استشهادية في المانيا"، وفق الترجمة العربية للشريط.
واشارت وكالة "اعماق" الى ان الهجوم الذي تسبب ليل الثلاثاء الاربعاء بجرح اربعة اشخاص قبل ان يقتل منفذه جاء "استجابة لنداءات استهداف دول التحالف التي تقاتل الدولة الاسلامية".
وقال وزير الداخلية في مقاطعة بافاريا يواكيم هيرمان ان علما لتنظيم الدولة الاسلامية "مصنوعا يدويا" عثر عليه داخل غرفة الشاب الافغاني.
واذ ابدى هيرمان حذره ازاء دوافع الشاب الذي وصل الى المانيا من دون والديه منذ اكثر من عام وكان قاصرا، اوضح انه هتف بحسب احد الشهود "الله اكبر" قبل ارتكابه الاعتداء.
وعثرت الشرطة ايضا داخل غرفة منفذ الاعتداء على "نص مكتوب بلغة الباشتون" يشير الى ان الامر يتعلق بشخص "تحول نحو التطرف حديثا وبمفرده" بحسب الوزير.
- "ليس متدينا جدا" -
لم يكن الشاب الافغاني معروفا لدى اجهزة الاستخبارات ولا شيء يشير حتى الان انه كان عضوا في شبكة اسلامية او انه كان على اتصال بتنظيم الدولة الاسلامية، بحسب هيرمان.
وعبر شهود عن ذهولهم ازاء ما حصل معتبرين ان دوافع هذا الاعتداء "غير مفهومة مطلقا" ومتحدثين عن "رجل هادئ ومتزن"، و"مسلم ليس متدينا جدا كان يذهب الى المسجد في الاعياد الدينية".
وقع الهجوم حوالى الساعة 9:15 مساء (19:15 ت غ) على متن القطار الذي كان يقوم برحلة بين مدينتي ترويشلينغن وفورتسبورغ في بافاريا. واصيب اربعة ركاب بجروح خطيرة.
وقال هيرمان ان "واحدا على الاقل" من بينهم لا يزال بين الحياة والموت. والمصابون الاربعة صينيون يتحدرون من هونغ كونغ.
وقال شاهد عيان يقيم قرب محطة القطار لوكالة د ب أ الالمانية ان القطار الذي كان يقل 25 شخصا بدا مثل مسلخ "والدماء تغطي ارضه".
والرجل الذي رفض كشف اسمه قال انه شاهد الناس يزحفون من العربة وطلبوا مستلزمات الاسعافات الاولية فيما كان ضحايا آخرون على الارض في الداخل.
وشرح الشاهد ريشار ويس لوكالة فرانس برس ان "سيارات الاسعاف ملأت الشوارع"، قائلا "شاهدت شخصين اصيبا بجروح خطيرة في الرأس".
واضاف الرجل المتقاعد "نقلهم الاسعاف الى حديقة جيراني حيث توجد بوابة مؤدية الى طرق اخرى".
وقال متحدث باسم الشرطة "تمكن المهاجم من مغادرة القطار، وطاردته الشرطة وخلال المطاردة اطلقوا النار على المهاجم وقتلوه".
وحتى الان لم تستهدف المانيا هجمات جهادية كبيرة كتلك التي وقعت في نيس جنوب فرنسا الاسبوع الماضي، عندما اندفع محمد لحويج بوهلال (31 عاما) بشاحنة على حشد من الناس كانوا يشاهدون عرض الاسهم النارية بمناسبة العيد الوطني ما ادى الى مقتل 84 شخصا. وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية الاعتداء.
والهجوم في بافاريا قد يثير نقاشا وطنيا حادا حول اندماج المهاجرين واللاجئين بعد تدفق قياسي للاجئين العام الماضي.
وقال هيرمان "يتعين تحديد الدافع والى اي مدى كان ينتمي الى الاوساط الاسلامية او تحول الى التطرف مؤخرا" مضيفا ان المهاجم لم يكن لديه سجل جنائي في المانيا.
وصودف وجود وحدة خاصة من قوات الشرطة قرب المكان وتمكنت من التحرك سريعا، بحسب هيرمان.
- سكين مطبخ -
وفي ايار/مايو نفذ رجل مضطرب عقليا (27 عاما) عملية طعن بسكين على متن قطار محلي في الجنوب فقتل شخصا واصاب ثلاثة.
وفي شباط/فبراير الماضي قامت شابة من اصل تركي تبلغ من العمر 15 عاما بطعن شرطي في عنقه بسكين مطبخ في محطة القطارات في هانوفر. واظهر التحقيق وجود دافع جهادي لدى الفتاة التي سعت قبل فترة وجيزة للسفر الى سوريا عبر تركيا للانضمام لتنظيم الدولة الاسلامية.
واعتقلت الشرطة في نيسان/ابريل الماضي شابين يبلغان من العمر 16 عاما في اعقاب انفجار ادى الى جرح ثلاثة اشخاص في معبد للسيخ، في ما اعتبر هجوما ذا دافع اسلامي استهدف حفل زفاف هنديا في المعبد الواقع في مقاطعة هيسن الغربية.
وكانت المانيا استقبلت عددا قياسيا من طالبي اللجوء بلغ 1,1 مليون العام الماضي، معظمهم من السوريين يليهم الافغان الفارون من الاضطرابات والفقر.
ويثير تدفق اللاجئين قلقا لدى السكان يستغله اليمين الشعبوي. لكن وزير الداخلية في مقاطعة بافاريا عضو حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ الذي يوجه انتقادات كثيرة الى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل رفض خلط المسائل.
وقال "لا يمكننا نفي" ان الاعتداء نفذه طالب لجوء "لكن يجب الا نستخلص حكما سطحيا في ما يتعلق بطالبي اللجوء" في المانيا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر