تواصل مدينة اورلاندو السبت والاحد تشييع قتلى الاعتداء على الملهى الليلي للمثليين الذي اودى الاحد الماضي بحياة 49 شخصا، في اكبر حصيلة لضحايا اطلاق نار في الولايات المتحدة.
وكانت المدينة الواقعة في ولاية فلوريدا شيعت الجمعة خمسة من قتلى الاعتداء الذي نفذه الاميركي من اصل افغاني عمر متين. وقد قتل عندما اقتحمت الشرطة الملهى.
واحد الذين دفنوا الجمعة انطوني لويس لوريانو ديسلا (25 عاما) وهو راقص من بروتوريكو الولاية التي كان العدد الاكبر من ضحايا الاعتداء من ابنائها. وقد كتب في اعلان وفاته "كان راقصا موهوبا ومحبوبا وسنفتقده جميعا".
ودفن ثلاثة قتلى آخرين في العشرين من العمر ايضا، بينما ذكرت قناة تلفزيونية محلية ان القتيل الخامس هو رجل في الخمسين من العمر.
وبدأت اجراءات الوداع الاربعاء لخافيير رييس (40 عاما) البائع المتجول الذي جاء من بورتوريكو ايضا. ونظمت الجنازة الاولى الخميس في بلدة كيسيسمي ضاحية اورلاندو.
ويتحدر 24 من القتلى من بورتوريكو. وقد وقع الاعتداء في الملهى بينما كان يستضيف حفلة اميركية لاتينية.
واكدت السلطات الاميركية ان عمر متين اعلن ولاءه لتنظيم الدولة الاسلامية. لكن شهودا عيان اكدوا انه تردد على الملهى في الماضي وكان يستخدم تطبيقا للمثليين، مما يثير تساؤلات عن دوافع الهجوم.
وقد خضع متين لفحص نفسي في 2007 في اطار تقدمه للعمل كحارس امني. لكن المجموعة الامنية وهي "جي-4-اس" المتعاقدة مع الحكومة الاميركية، لم تجر اي تقييم آخر خلال عمله الذي استمر تسع سنوات لديها على الرغم من تحقيقين اجراهما مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بشأنه في 2013 و2014، كما ذكرت شبكة انت بي سي نيوز نقلا عن مصادر لم تسمها.
ومن جهتها، نقلت شبكة "سي ان ان" التلفزيونية عن مصادر لم تحددها ان متين قام مؤخرا باضافة زوجته نور سلمان الى بوليصة تأمين على الحياة ومنحها امكانية استخدام التدخل بحساباته المصرفية مما يوحي بانه خطط مسبقا لهجومه.
اما نشرة "تريجر كوست نيوز" المحلية فقد ذكرت ان متين تعرض لعقوبات 31 مرة عندما كان في المرحلة الثانوية من دراسته بين 1992 و1999 بسبب سلوك ينم عن عدم احترام وفي بعض الاحيان عنيف واستخدام لغة سوقية. وكان طالبا فقيرا جدا، حسب المصدر نفسه.
- المساعدات تتدفق -
في الوقت نفسه، تتدفق المساعدات المقدمة لعائلات الضحايا عبر مركز اقيم في ستاد رياضي. وقال رئيس بلدية اورلاندو بادي داير في مؤتمر صحافي ان 94 عائلة حصلت على مساعدات، بما في ذلك بطاقات سفر مجانية لاسر ضحايا، منذ اقامة المركز الاربعاء.
كما تحصل العائلات على النصح والاموال والعناية الطبية ومساعدات في اجراءات التشييع والحصول على تأشيرات للذين يفترض ان يأتوا من الخارج لتسلم جثامين قتلى.
وصرحت ايمي ديكر التي تنتمي الى الصليب الاحمر الاميركي انه في واحدة من الحالات، جاء 16 من افراد عائلة واحدة للحصول على معلومات عن دفن الجثمان. في نهاية المطاف تمكنت وكالات المساعدة العديدة من ايجاد وسائل لمساعدتهم.
ومع استمرار الاستعدادات لجنازات اخرى، دعت كنيسة ويستبورو المعمدانية المحافظة المتشددة الى تجمع امام مبناها السبت، كما ذكر موقعها الالكتروني.
- "آلام ودموع" -
وادى اعتداء اورلاندو الى تفاقم الحرب السياسية في الولايات المتحدة حول قضايا الهجرة ومكافحة الارهاب وحيازة الاسلحة.
واعرب الرئيس باراك اوباما الخميس بعد لقائه عائلات عدد من ضحايا الاعتداء عن تعاطفه العميق مع الاسر داعيا الى تغيير اطار الجدل حول قضية حيازة الاسلحة النارية في الولايات المتحدة وابعاده عن التجاذبات السياسية.
وبعدما تحدث مع اقرباء عدد من ضحايا هذه المجزرة، قال اوباما ان "هذه الاسر جزء من العائلة الاميركية (...) واذا لم نتحرك فسنشهد مجازر اخرى مماثلة".
واضاف اوباما الذي بدا عليه التأثر "ان آلامهم ودموعهم، ترجمت لنا مدى السعادة التي كان يضفيها اقرباؤهم في حياتهم". واضاف "تحدثوا لنا عن ابنائهم وبناتهم"، مشيرا الى "شبان يتطلعون الى المستقبل".
وبعدما اكد ان الاشخاص المكلومين الذين التقاهم لا يهتمون "بالصراعات السياسية"، قال "انا مثلهم! (اطار) النقاش يجب ان يتغير!". وقال ان "الذين يدافعون عن الحصول بسهولة على بنادق هجومية، يجب ان يلتقوا هذه الاسر"، قبل ان يدعو اعضاء مجلس الشيوخ الى ان "يكونوا بمستوى المسؤولية".
لكن الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون مصر على رفضه تمرير اي تشريع جديد حول حيازة الاسلحة مؤكدا ان ذلك سيكون مخالفا للحقوق الدستوري لمالكي الاسلحة.
وقد ردوا على دعوة اوباما بحثه على اتخاذ اجراءات اكثر صرامة لمكافحة الارهاب وتنظيم الدولة الاسلامية.
ورأى المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب لمؤيديه في تكساس مساء الجمعة انه كان يمكن تجنب هذه المأساة لو كان مرتادو الملهى مسلحين.
وقال "لو كان بعض هؤلاء الاشخاص الرائعين يحملون مسدسات على خصورهم او او في جواربهم وجاء ابن العاهرة وبدأ اطلاق النار وقام احد الموجودين باطلاق النار عليه لكان ذلك رائعا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر