نيويورك - المغرب اليوم
رأت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الصادرة اليوم /الأربعاء/ أن زيارة الرئيس باراك أوباما المرتقبة إلى مدينة هيروشيما اليابانية قد تنكأ جراحا قديمة داواها الزمن.
واستهلت الصحيفة تعليقها على الزيارة – حسبما نشر على موقعها الإلكتروني - وقالت إن هذه الزيارة، التي كانت قيد الدراسة والبحث طوال معظم رئاسة أوباما، يمكن أن تتوج فترة التحول الجذري التي شهدتها العلاقة بين اليابان والولايات المتحدة من دولتين متحاربتين إلى أقرب حليفتين، مع ذلك يمكن لهذه الزيارة أن تحمل في طياتها إمكانية لفتح جراح قديمة لاسيما وأنها ستجري في ظل تهديد نووي متزايد من جانب كوريا الشمالية.
وأضافت الصحيفة "أن أوباما سيكون أول رئيس أمريكي في المنصب يزور هيروشيما، حيث سيتوقف على نحو مفعم بالرمزية، خلال هذا الشهر في نفس المكان الذي استهدفته الولايات المتحدة بأول قنبلة ذرية يتم استخدامها لتعجل بنهاية الحرب العالمية الثانية".
وأفادت الصحيفة أن المسئولين الأمريكيين واليابانيين سعوا إلى تجنب أي ظهور بأن الزيارة ستكون بمثابة اعتذار عن قصف هيروشيما، الذي أودى بحياة أكثر من مائة ألف شخص.
من جانبه، قال بنيامين رودس، نائب مستشار الأمن القومي للرئيس أوباما "إن الرئيس لن يعيد الحديث أو تحليل قرار استخدام القنبلة الذرية في نهاية الحرب العالمية الثانية، بل سيقدم بدلا من ذلك رؤية استشرافية تركز على مستقبلنا المشترك".
بدوره، لم يظهر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أي مؤشرات على نيته الضغط على الجانب الأمريكي لتقديم اعتذار، بل اعتبر الزيارة المزمع إجراؤها في الـ27 من الشهر الجاري فرصة لدعم قضية نزع السلاح النووي، مضيفا أن اليابان هي الدولة الوحيدة التي ضُربت بالسلاح النووي، "لذا علينا مسئولية في ضمان عدم تكرار هذه التجربة في أي مكان أخر بالعالم".
وأردفت (نيويورك تايمز) قائلة "إن أوباما دعم تحقيق هذه الأهداف؛ حيث أبدى أهمية قصوى لقضية الحد من مخزون العالم من الأسلحة النووية وتقليل مخاطر الهجمات النووية وجعلها في أولوية قضايا إدارته، وهو ما جعل هذه السياسة من أسباب حصوله على جائزة نوبل للسلام عام 2009".
واستطردت الصحيفة القول بإن إدانة أوباما لأي استخدام للسلاح النووي في المستقبل مع تأييده حتى ولو كان ضمنيا لاستخدام هذه الأسلحة في الماضي في هيروشيما وناجازاكي سيكون تحديا بلاغيا دقيقا.
كما رصدت الصحيفة تحليلا تاريخيا للقضية، وقالت إن بعض المؤرخين يرون أن إسقاط القنبلتين على هيروشيما وناجازاكي كان غير ضروري بل واعتبروه عملا إجراميا، بينما يرى آخرون أنه انقذ حياة الأمريكيين ومئات الآلاف من اليابانيين الذين ما كانوا سيعيشون حال وقع غزو أمريكي لبلدهم، فيما يميل كبار السن من الأمريكيين إلى اعتبار التفجير ضروريا بينما يعتبرها الشباب معضلة يصعب حلها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر