سبق للنجار المكسيكي آوغوستين بارا إتشاوري أن قدم خدماته لحبرين أعظمين، وهو سيستقبل قريبا زبونه الثالث البابا فرنسيس خلال زيارته المكسيك المقررة بين 12 و 17 شباط/فبراير.
وينكب العمال في متجره على نحت الكراسي والمقرأ وعارضات الكراسي التي ستستخدم خلال الزيارة الأولى للبابا الأرجنتيني إلى المكسيك والتي ستمتد من العاصمة مكيسكو وضواحيها (الوسط) إلى مدينة سيوداد خواريز عند الحدود الشمالية، مرورا بولايتي ميتشواكان (الغرب) وتشياباس (الجنوب).
وفي ثاني أكبر بلد كاثوليكي في العالم بعد البرازيل، سيزور الحبر الأعظم مواقع لها صلة بإشكاليات راهنة مختلفة، مثل الاتجار بالمخدرات والهجرة إلى الولايات المتحدة.
وصرح النجار البالغ من العمر 55 عاما والذي يعمل في زابوبان بالقرب من غوادالاخارا "تخونني الكلمات لوصف ما أشعر به عندما أفكر في أننا نصنع أثاثا سيستخدمه الحبر الأعظم".
وكان كاردينال المدينة السابق قد أوصى الفاتيكان باللجوء إلى خدمات آوغوستين بارا إتشاوري سنة 1999، بمناسبة الزيارة الرابعة للبابا يوحنا بولس الثاني إلى المكسيك.
وقد نال عمله الرضا، فاستعان الفاتيكان به مجددا خلال زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر سنة 2012.
وتشكل هذه الزيارة الجديدة "نبأ سارا لأنها تعني أننا قدمنا خدماتنا لثلاثة باباوات، وهو فخر كبير لنا"، على حد قول بارا الذي لفت إلى اختلاف أذواق الباباوات الثلاثة في ما يخص الأثاث والقطع الزخرفية.
فهو صنع للبابا يوحنا بولس الثاني، "قطعا على طراز تحف الباروك والنهضة مع زخرفات ذهبية". أما البابا بنديكتوس السادس عشر، فهو اختار بعد 13 عاما تصاميم أكثر حداثة مع "قطع بيضاء وملساء بالكامل".
وتعكس القطع الثماني المصنوعة للحبر الأعظم الملقب بـ"بابا الفقراء" الذوق البسيط الذي يتمتع به هذا الأخير.
وروى بارا في مشغله المليء بمنحوتات الملائكة ورسومات دينية أن كراسي البابا "بسيطة التصاميم وأنيقة في الوقت عينه. وهي تكتسي طابعا باروكيا بسيطا مع صبغة غير لامعة وأقمشة قطنية".
وأوضح أن الكراسي الثلاثة هي للبابا فرنسيس والرئيس إنريكيه بينيا نييتو وزوجته أنخيليكا ريفيرا. وهي ستستخدم خلال اللقاء المزمع عقده في القصر الرئاسي في العاصمة المكسيكية.
ويعمل الحرفيون أيضا على عارضات كراس ومقرأ ولوحتين دينيتين.
وأكد النجار أن "كل قطعة تستغرق وقتا وطاقة كبيرة. وينعكس الصبر والعناية التي نوليها لصنعها في النتيجة النهائية".
وعلق بارا في مكتبه صورتين له وهو منحن أمام البابا يوحنا بولس الثاني ويسلم بيده على البابا بنديكتوس السادس عشر.
وهو ينوي إضافة لوحة ثالثة إلى مجموعته إلى جانب البابا فرنسيس. وقد ختم قائلا "آمل أن يلقى عملي إعجابه وأن أتمكن من إلقاء التحية عليه وأخذ صورة معه".
نقلًا عن "أ.ف.ب"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر