يقوم وزير الخارجية الاميركي جون كيري بزيارة الى قبرص بعد ظهر الخميس لتشجيع الجهود التي تكثفت في الاشهر الاخيرة سعيا لاعادة توحيد الجزيرة المتوسطية المقسومة منذ اكثر من اربعين عاما.
وتزايدت الامال بالتوصل اخيرا الى اتفاق حول هذا الملف الشائك منذ ان استأنف الرئيس القبرصي والزعيم القبرصي التركي مفاوضات السلام في ايار/مايو تحت اشراف الامم المتحدة.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية قبل بدء الزيارة "لقد احرزا تقدما مهما" مضيفا ان "السعي الى اعادة توحيد الجزيرة على شكل اتحاد بمنطقتين ومجموعتين هو مشروع ندعمه بقوة".
وسيلتقي كيري اولا الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس ثم يتوجه الى الشطر الشمالي للقاء الزعيم القبرصي التركي مصطفى اكينجي "رئيس جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة.
ويتناول كيري العشاء مع اناستاسيادس واكينجي اللذين اجتمعا حوالى 12 مرة منذ ايار/مايو.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية ان وزير الخارجية الاميركي يريد ان يقدم دعمه "للجهود الكثيفة" التي يبذلها الطرفان "لبلوغ اتفاق دائم".
والمفاوضات تحظى ايضا بدعم الاتحاد الاوروبي الذي تنتمي اليه قبرص وروسيا التي زار وزير خارجيتها سيرغي لافروف الجزيرة الاربعاء.
اعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الذي زار الثلاثاء شمال قبرص ان انقرة مستعدة "لدعم حل دائم وعادل وسلمي".
وتاتي زيارة كيري وسط جهود دولية مكثفة للتوصل الى حل القضية القبرصية.
- اجواء تفاؤل -
وتحدث مبعوث الامم المتحدة الى قبرص النروجي اسبن بارث ايدي الاسبوع الماضي عن "تقدم" في المفاوضات قائلا ان الطرفين "اكثر تفاؤلا" حول واقع ان "الملفات العالقة يمكن ان تحل في مستقبل قريب".
واضاف ان انستاسيادس واكينجي "كررا تاكيد الالتزام والتصميم على اجراء العملية والتوصل الى تسوية شاملة في اقرب وقت ممكن".
كما اشار الدبلوماسي النروجي الى ان المسؤولين اتفقا على لقاء جديد في 4 كانون الاول/ديسمبر يليه لقاءان في الشهر نفسه.
والجزيرة مقسومة منذ الاجتياح التركي لشطرها الشمالي عام 1974 ردا على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف الحاق الجزيرة باليونان.
ونزح عشرات الاف القبارصة وخصوصا مع حركة انتقال السكان بين جنوب الجزيرة وغالبية سكانه من القبارصة اليونانيين وشمالها.
وفي العام 2004 رفض القبارصة اليونانيون في استفتاء خطة عرضتها الامم المتحدة لاعادة توحيد الجزيرة.
وعلى القادة القبارصة ان يتخذوا قرارات صعبة حول عدة مواضيع حساسة ادت الى نسف عمليات تفاوض سابقة مثل ترتيبات الاراضي وتقاسم السلطة وحقوق الملكية.
ومنذ ايار/مايو اعلن الطرفان عن اجراءات حسن نية لا سيما البحث عن الاشخاص المفقودين منذ 50 عاما.
وعبر ميتي هاتاي الخبير المقيم في شمال الجزيرة عن "تفاؤل حذر" حيال المفاوضات مؤكدا انه لا يتوقع حلا بحلول نهاية السنة. وقال "المفاوضات يبدو انها تسير في الاتجاه الصحيح لكن الامر ليس سهلا".
وكيري هو ثاني مسؤول اميركي كبير يزور قبرص بعدما اصبح نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في العام 2014 اعلى مسؤول اميركي يزور الجزيرة منذ زيارة ليندون جونسون في 1962.
نقلًا عن "أ.ف.ب"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر