حذر رئيس جيبوتي اسماعيل عمر غله في مقابلة مع وكالة فرانس برس من مخاطر تعزيز "ارهاب القاعدة" نتيجة النزاع في اليمن متعهدا في الوقت نفسه الاستمرار في دعم السكان الفارين من النزاع.
وقال عمر غله ان النزاع في اليمن يغذي المنافسة الخطيرة بين المسلمين الشيعة والسنة، ما من شأنه تعزيز انتشار تنظيم القاعدة في البلاد كما يشكل خطرا على المنطقة باكملها.
وحذر غله ايضا من ان العنف في اليمن قد يسمح لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية ان يعزز قوته وسيطرته على مناطق في البلاد.
وقال غله خلال المقابلة في القصر الرئاسي في جيبوتي ان تنظيم القاعدة "يستغل تجدد التوتر بين السنة والشيعة... ومن شأن ذلك ان يحدث فجوة كبيرة لدى الشعب اليمني الذي لم يشعر يوما بالاختلاف بين الاثنين (السنة والشيعة)".
وفي 26 اذار/مارس بدأ تحالف عسكري بقيادة السعودية بشن غارات ضد الحوثيين، المدعومين من قوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، بعد سيطرتهم على مناطق واسعة في البلاد.
واعتبر غله ان هذا التحالف كان ضروريا، لكنه اعرب عن قلقه من ان تؤدي المعارك الى انقسام اليمنيين، خاصة وان الشيعة تحولوا الى اهداف للغارات السعودية من جهة وتنظيم القاعدة من جهة ثانية.
وتقول الامم المتحدة ان المعارك الدائرة في اليمن اسفرت عن مقتل اكثر من 1400 شخص وادت الى فرار الآلاف عبر البحر الى جيبوتي، الواقعة على مدخل البحر الاحمر وقناة السويس.
وفي هذا الصدد قال غله، الذي يترأس جيبوتي منذ العام 1999، ان "حدودنا تبقى مفتوحة كالعادة".
وعند احدى النقاط لا تبتعد جيبوتي عن اليمن سوى 30 كيلومترا عبر باب المندب، ممر السفن الاستراتيجي.
وتستعد حكومة جيبوتي ومفوضية الامم المتحدة لغوث اللاجئين لاستضافة ما يزيد عن 15 الف يمني عبر البحر خلال الاشهر المقبلة.
وتستضيف جيبوتي، البلد من 850 الف نسمة، 28 الف لاجئ غالبيتهم من الصومال.
واضاف غله انها "الدفعة الثالثة من اللاجئين القادمين من اليمن بعد العامين 1986 و1994". واضاف "لقد اعتدنا على الامر"، لافتا الى ان الدولتين الجارتين تتشاركان العديد من الروابط الثقافية والتجارية.
وفي منطقة تعمها الفوضى، تريد جيبوتي ان تبرز مكانتها كدولة استقرار وامان. وقد ارسلت جنودا للانضمام الى قوات الاتحاد الافريقي التي تقاتل حركة الشباب الصومالية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، في الصومال.
وردت الحركة المتطرفة العام الماضي عبر اول تفجير انتحاري في جيبوتي استهدف مطعما في العاصمة المليئة بالاجانب.
وجيبوتي ايضا تعتبر بوابة البحر الاساسية لاثيوبيا، خاصة انها عند احد اهم خطوط السفن في العالم، كما انها تستضيف قواعد عسكرية اجنبية من بينها اميركية وفرنسية ويابانية.
ولا يستبعد غله السماح للصين باقامة قاعدة عسكرية ايضا في البلاد، ويعني ذلك وجود قاعدتين اميركية وصينية في هذا البلد الصغير.
واضاف ان "اكبر سفن النقل التجارية خلال العقد الحالي ستكون صينية، ولذلك تحتاج الصين الى حماية مصالحها، وهي مرحب بها" هنا.
وتمول الصين عدة مشاريع بنية تحتية في جيبوتي من بينها تحسين الموانئ والمطارات وخطوط سكة الحديد.
ويوجد في جيبوتي ايضا القاعدة الاميركية الدائمة الوحيدة في افريقيا ويطلق عليها "لومنييه"، وهي تستخدم في عمليات سرية واخرى لمكافحة الارهاب وغيرها في اليمن والصومال ومناطق اخرى.
واعتبر غله ان "افريقيا في طريقها للنهوض (...) ويجب استخدام موقعنا من اجل التكامل الاقليمي في افريقيا".
وتابع "لا يمكننا ان نتحدث عن اقتصاد قوي من دون بنية تحتية"، مشيرا الى افتتاح خط جديد للسكة الحديد في وقت لاحق من العام الحالي بين جيبوتي والعاصمة الاثيوبية اديس ابابا.
ولفت الى انه يحلم ان يمتد هذا الخط ليصل الى داكار، عاصمة السنغال.
وبالرغم من انه يترأس جيبوتي منذ 16 عاما، الا ان غله (67 عاما) لم يستبعد الترشح لولاية رابعة العام المقبل. وختم بالقول "لم اتخذ قرارا بعد".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر