أشادت الرئيسة الليبيرية إلين سيرليف بحكومة جمهورية الصين الشعبية لقيامها بدور هام فى عملية إنعاش البلاد، والتى تضمنت مساعدات من الصين لجذب الاستثمارات الهامة للقطاع الخاص فى قطاع التعدين، وخدمات التعاقد المهنية في قطاع البناء والتشييد، بالاضافة لدعم البنية التحتية الحيوية في قطاعات الصحة والتعليم.
وسلطت الرئيسة الليبيرية الضوء على دعم الصين للسلام والأمن في البلاد من خلال مشاركة فرقة كبيرة العدد من أفراد الجيش الصيني في بعثة الأمم المتحدة فى ليبيريا، فضلا عن إعداد وتوسيع قدرات القوات المسلحة الليبيرية من خلال التبرع بمعدات البناء، ولكن بصفة خاصة للدور الهام الذى لعبته الصين في معركة ليبيريا ضد مرض فيروس إيبولا القاتل.
وأدلت الرئيسة الليبيرية بهذه التصريحات فى مبنى سفارة الصين في مدينة الكونجو القديمة بمونروفيا بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ66 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
وأشارت الرئيسة سيرليف إلى أنه خلال تفشى فيروس إيبولا القاتل ، كانت الصين أول دولة صديقة تسارع بتوفير الدعم الإنساني في شكل إمدادات مادية ومعدات، وقالت "قدمت الصين أيضا طائرة محملة بمعدات ومواد بقيمة مليون و800 ألف دولار أمريكى للانطلاق السريع فى بناء وحات معالجة إيبولا".
وأضافت "أن الصين أقامت وحدات لعلاج إيبولا 900 سرير بقيمة خمسة ملايين دولار أمريكى، وقدمت فريقا من الخبراء الطبيين للعمل فى تلك الوحدات، تلك الإستجابة التى كانت مطلوبة بشدة، إضافة إلى مساهمة الصين الهامة في قطاع الصحة من خلال إقامة وتجهيز مستشفى حديث فى واحد من أكثر المقاطعات لدينا كثافة فى السكان".
وقدمت الرئيسة سيرليف، بمناسبة الاحتفالات باليوم الوطني للصين، من خلال السفير الصينى، التهاني نيابة عن حكومة وشعب ليبيريا، للرئيس شي جين بينج ، وحكومة وشعب جمهورية الصين الشعبية.
وكان تشانج يوي ،سفير جمهورية الصين الشعبية فى ليبيريا ، قد صرح في وقت سابق بأن زيارة وزير خارجية الصين، وانج يي، إلى ليبيريا قد فتحت صفحة جديدة في التعاون الثنائي بين البلدين، وخاصة في مرحلة ما بعد القضاء على وباء الايبولا.
وأكد على تعهدات وزير الخارجية وانج يي، بدعم الصين الكامل لليبيريا من أجل تحقيق استقرارها الاقتصادي وخطة الإنعاش، كما ستركز الصين على التعاون الثنائي مع ليبيريا في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية والزراعة وغيرها من المجالات.
وقال السفير الصينى لدى ليبيريا، إنه نظرا للحاجات العاجلة لليبيريا، ستقوم الصين بتسريع وتعجيل تنفيذ مشاريع المساعدات وبصفة خاصة تجديد استاد صمويل دوى الرياضى، وانشاء مركز تدريب مونروفيا المهنى، والمجمع الوزارى، والمبانى الملحقة بالبرلمان، وصالة الدبلوماسيين بمطار روبرتس الدولى".
وأوضح أن الصين ستساعد ليبيريا فى الخروج من عنق الزجاجة فيما يتعلق بالتنمية والتى تتمثل فى العجز فى البنية الأساسية والموارد البشرية.
وتعهد السفير الصينى بتشجيع ودعم الشركات الصينية للمشاركة في تطوير البنية التحتية بطرق مختلفة بما في ذلك تعزيز فرص بناء القدرات وخاصة فيما يتعلق بإتاحة الفرصة لمواطنى ليبيريا للدراسة فى الصين، ووعد السفير تشانج يوي بتعزيز التعاون في قطاع الصناعات التحويلية بحيث يمكن لليبيريا تحقيق أفضل استخدام وقيمة إضافة إلى مواردها وتحسين قدرتها فى التنمية الذاتية المستدامة.
وأعرب المبعوث الصيني، الذي يعمل كسفير لبلاده فى ليبيريا منذ السنة ونصف السنة الماضية ، عن إعجابه العميق بالالتزام الراسخ لكلا الحكومتين لدفع التعاون بصورة عملية، وبالرغبة القوية لدى الشعبين لتوثيق أواصر الصداقة بين البلدين.
وقال إنه على الرغم من أن العلاقات الصينية ـ الليبيرية شهدت كثير تمن التحولات والانعطافات في الماضي؛ إلا أن الدولتين لم تتخليا أبدا عن قناعتهما بضرورة الإبحار فى قارب واحد، ومشاركة الأوقات الصعبة وأوقات الرخاء.
تجدر الإشارة إلى أن الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم حيث تتمتع بأكبر حجم تبادل تجاري وأعلى احتياطى من العملات الأجنبية.
كما أنها تعد أيضا أكبر ثالث دولة من حيث الاستثمارات الخارجية ، فضلا عن أن الصين تعتبر أيضا أكبر شريك تجاري لنحو 130 دولة ، وقد تجاوز الناتج المحلى الإجمالى للصين العام الماضى مبلغ 10 تريليونات دولار أمريكى.
وارتفع الناتج المحلى الإجمالى للفرد من أقل من مائة دولار أمريكى فى بداية جمهورية الصين الشعبية حتى وصل اليوم إلى مايقرب من 7500 دولار أمريكى وقال المبعوث الصيني إنه بالرغم من أن بلاده حققت انجازات ملحوظة في التنمية، فإن صفاتها الأساسية كدولة نامية لم تتغير.
وأضاف "اننا لا نزال نواجه تحديات كبيرة، مثل كبرحجم السكان، وضعف الأساس الاقتصادي نسبيا، وعدم التوازن في التنمية وغيرها، وأن الصين لا يزال عدد من سكانه يبلغ 200 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر الذى حددته منظمة الأمم المتحدة"، ويتوقع السفير الصينى أن بلاده لا تزال لديها طريق طويل لتحقيق الازدهار المشترك.
ووصف الطريق إلى الانتعاش الاقتصادي العالمي بأنه طريق وعر، يتسم بالكثير من الصعود والهبوط والتشعب فيما يتعلق بأداء الدول ذات الاقتصادات الكبرى.
نقلًا عن "أ.ش.أ"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر