بدات اليونان السبت مهمة شاقة لتطبيق اتفاق الهجرة بين تركيا والاتحاد الاوروبي حيث يتعين عليها ترتيب اعادة كل القادمين الجدد من المهاجرين الى تركيا مع مراعاة قانون اللجوء بدعم من شركائها الاوروبيين.
واعلنت المفوضية الاوروبية تعبئة ما مجمله اربعة الاف شخص لهذه المهمة من بينهم الف "عنصر امن وجيش" وحوالى 1500 شرطي يوناني واوروبي، مع ميزانية قدرها 280 مليون يورو للاشهر الستة المقبلة.
وحصلت اليونان التي تعاني ادارتها من ضغوط ست سنوات من التقشف من شركائها الاوروبيين على دعم فوري يتمثل بارسال 2300 شخص، حسبما اعلن رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس.
وتابع تسيبراس "400 منهم خبراء في قضايا اللجوء و400 مترجم ومترجم فوري و1500 اخصائي في الشؤون الامنية" اضافة الى دعم مالي كبير مقرر للبلد الغارق في ديون هائلة.
بعد الظهر تراس تسيبراس اجتماعا وزاريا لوضع خطط عاجلة للعملية. وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه في بروكسل على اعادة كل المهاجرين الجدد الذين يصلون الى اليونان الى تركيا اعتبارا من 21 اذار/مارس الجاري، على ما صرح مصدر حكومي يوناني لفرانس برس.
وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان عمليات الترحيل الاولى ستتم عمليا "اعتبارا من الرابع من نيسان/ابريل". وتعتبر هذه المهلة حدا ادنى اذ اكدت كل العواصم الاوروبية التي اتصلت بها فرانس برس انها لا تزال تضع اللمسات الاخيرة على مساهمتها.
واوضحت المفوضية الاوروبية تخصيص ثمانية سفن تابعة لوكالة الحدود الاوروبية يسع كل منها 300 الى 400 شخص لاعادة المهاجرين. كما ستوفر اليونان حوالى 20 الف مكان استقبال على الجزر مقابل 6000 حاليا، ما قد يثير احتجاجات في قطاع السياحة.
في هذه الاثناء لوحظ تسارع في وتيرة قدوم المهاجرين الى اليونان حيث سجل وصول 1500 شخص جديد بين الجمعة والسبت صباحا، اي اكثر من ضعف اليوم السابق، وبزيادة ثلاث مرات عن الايام السابقة. وفي جزيرة ليسبوس، المحطة الاولى في رحلة الهجرة الى اوروبا، تحدث عاملون في وكالات انسانية بعد ظهر السبت عن وصول 300 مهاجر اضافي.
كما افادت وكالة الاناضول التركية ان رضيعا في شهره الرابع قضى غرقا فجرا عند غرق زورق ينقل مهاجرين. ولم يرصد مراسل فرانس برس في الجهة التركية اي تعزيز بارز للجهاز الامني لمنع مغادرة المهاجرين.
قالت فاطمة السورية في ميناء ليسبوس "من حظنا اننا وصلنا قبل فوات الاوان".
وكانت تستعد وابنتها البالغة 13 عاما الى الصعود الى جانب 2500 مهاجر اخر الى عبارة تم استئجارها خصيصا للتوجه الى كافالا (شمال). ومن المقرر ان تنطلق عبارة اخرى لاحقا اليوم جزيرة خيوس الاكثر جنوبا، بحسب القناة الاولى في التلفزيون الرسمي اي ار تي.
اوضحت ميشيلي تيلارو من منظمة اطباء بلا حدود لوكالة فرانس برس ان "السلطات تسعى الى افراغ الجزر" التي ما زال اكثر من 8000 وافد عالقين فيها منذ اغلاق طريق البلقان لتجنب تصادم "المحظوظين" بالذين سيعادون الى الخانة التركية.
ازاء انتقادات المدافعين عن حقوق اللاجئين، تعهد الاتحاد الاوروبي باحترام القانون الدولي اذ سيحق لكل طالب لجوء ينطبق عليه الاتفاق ان يتم النظر في طلبه بشكل فردي وان يستانف قرار الترحيل.
لكن يمكن تسريع العملية عبر سلسلة اجراءات قانونية بينها اقرار اليونان بوضع تركيا كـ"بلد ثالث امن"، بحسب المفوضية.
واقر رئيس المفوضية الاوروبي جان كلود يونكر "امامنا مهمة شاقة".
وتعهد الاوروبيون مقابل كل سوري يتم ترحيله، استقبال سوري اخر ضمن الاتحاد الاوروبي من تركيا بعدد اقصى يبلغ 72 الف شخص.
غير ان التطمينات لم تهدئ معارضي الاتفاق حيث تظاهر حوالى الفين منهم بحسب الشرطة في سالونيكا واثينا وسط هتافات "افتحوا الحدود". ومن المقرر اجراء مسيرات اخرى في اوروبا.
من جهتها، شددت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين على "اهمية" طريقة تطبيق الاتفاق مذكرة بان اللاجئين بحاجة للحماية وليس للرفض".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر