افتتحت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية في مالطا الجمعة قمة الكومنولث التي ستخصص جزءا كبيرا من مناقشاتها لموضوع المناخ الذي سيدعو الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى "اتفاق طموح" حياله خلال قمة باريس في الايام المقبلة.
وقالت الملكة، الرئيسة الفخرية ل 18 بين 53 دولة عضو في رابطة الكومنولث، في كلمتها الافتتاحية "خلال هذا الاجتماع، يتعين على الكومنولث ان تؤكد قيادتها في كثير من الاحيان من خلال تدابير ملموسة بشأن مجموعة من القضايا العالمية".
واشارت الملكة اليزابيث الثانية التي ترتدي معفطا ازرقا فوق ثوب زهري اللون، الى قدرات الكومنولث في مجال البيئة واعطت كمثالا على ذلك برنامج الرابطة لحماية الغابات.
يذكر ان زيارات الملكة اليزابيث الى الخارج باتت قليلة.
وسيستأثر التغير المناخي بالقسم الاكبر من المناقشات التي سيشارك فيها ايضا الامير تشارلز، فيما يبدأ مؤتمر المناخ الاحد في باريس.
وقرر الرئيس الفرنسي ان يزور مالطا بعد الظهر، للمشاركة في القمة، بعد مراسم التكريم الوطني لضحايا اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر، من اجل التذكير بضرورة التوصل الى "اتفاق طموح" حول المناخ.
وينص برنامج القمة التي تعقد مرة كل سنتين والتي ستعالج ايضا مسائل الهجرة والتطرف، على عقد جلسة تخصص في الواقع لمسالة المناخ، على ان يصدر المشاركون في نهايتها بيانا مشتركا.
وقال الامير تشارلز في خطاب القاه الخميس في مالطا، "اننا نحول انظارنا ناحية باريس ونحو اتفاق من شأنه ان يحدد ديمومة البشر وديمومة كل المخلوقات التي تعيش معنا على هذا الكوكب الثمين".
واضاف "لا يحق لنا ان نسرق ارث اطفالنا واحفادنا. وعلى كاهلنا تقع الان مسؤولية القيام بما يتعين القيام به... وانا على يقين ان رابطة دول الكومنولث ستضطلع بدور اساسي، على مستوى هذا الاتفاق".
ولا تشارك فرنسا في هذه المفاوضات، لكن هولاند يرغب في المجيء شخصيا من اجل "التذكير برؤية الرئاسة الفرنسية لاتفاق طموح ومنصف ودائم وحيوي".
وسيتحدث خلال هذه الجلسة الى جانب الامين العام للامم المتحدة بان-كي مون.
وتضم رابطة دول الكومنولث الموروثة من الامبراطورية البريطانية السابقة، ربع بلدان العالم وثلث سكانه.
وعشرون من اعضائها هم دول صغيرة من الجزر شديدة الحساسية حيال مسائل التغيرات المناخية.
اما البلدان الاخرى، كالهند وباكستان واوستراليا، فهي في عداد كبرى الدول المسببة للتلوث، ولم تنل مقترحاتها حتى الان الارتياح لدى منظمي مؤتمر المناخ.
وسيلتقي هولاند من جهة اخرى رئيس نيجيريا محمد بخاري لمناقشة موضوع التصدي للارهاب والمناخ. ولم يرسل هذا البلد الافريقي الكبير اي مساهمة الى مؤتمر المناخ، على غرار بلدان نفطية اخرى مثل فنزويلا او الكويت.
إلا ان زيارة الدولة التي تقوم بها الملكة اليزابيث الثانية تستأثر بالاهتمام في شوارع فاليتا المزينة بالاعلام المالطية والبريطانية.
وتحتل الجزيرة المتوسطية مكانة خاصة في الحياة الشخصية للملكة التي عاشت فيها مع الامير فيليب بين 1948 و1951، فيما كانا في مستهل حياتهما الزوجية، ولم تتسلم العرش بعد. وكان الامير فيليب آنذاك ضابطا في البحرية الملكية.
وقد يكون خطابها في قمة الكومنولث الاخير الذي تلقية، فهي تبلغ التاسعة والثمانين من العمر، وتتجنب الرحلات الطويلة، علما ان القمتين المقبلتين مقررتين في فانوتو في 2017 وماليزيا في 2019.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر