جرت الاثنين اتصالات دولية واسعة لاحتواء الازمة في اوكرانيا تركز القسم الاكبر منها في جنيف وشارك فيه بشكل خاص وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
واعلن كيري انه "يأمل كثيرا" بالتوصل الى حلحلة للوضع المتوتر في اوكرانيا، وذلك بعد محادثات مع لافروف في جنيف استغرقت نحو 80 دقيقة.
واضاف كيري ان وقف اطلاق النار الوارد في اتفاقات مينسك "ليس كاملا" بعد، الا انه اضاف "نأمل بان يتم التقيد به بشكل كامل خلال الساعات او الايام المقبلة".
وتابع الوزير الاميركي "نأمل بان يؤدي ذلك الى مزيد من تراجع التوتر وليس الى مزيد من خيبات الامل والعنف".
من جهته اعتبر لافروف انه يتم التقيد بشكل عام بوقف اطلاق النار، مشيرا الى سحب الاسلحة الثقيلة. كما حث سلطات كييف على رفع "حصار الامر الواقع" عن منطقة دونباس واعادة الخدمات الاساسية الى هذه المنطقة.
والتقى كيري ولافروف في جنيف على هامش اعمال مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة.
ودافع كل من كيري ولافروف عن موقف بلاده بشأن حقوق الانسان.
واعتبر كيري ان على مجلس حقوق الانسان "التطلع الى الوقائع (في اوكرانيا) وعدم الوقوع في الاخطاء"، كما اعرب عن الامل بان تحاسب الامم المتحدة الذين يخرقون حقوق الانسان في اوكرانيا.
وندد لافروف بالذين يعملون على نسف التسوية السياسية في اوكرانيا، حسب قوله.
وفي موسكو اعلن الكرملين ان الرئيس فلاديمير بوتين لن يغير رايه تحت ضغط العقوبات الغربية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالة ريا نوفوستي "ان محاولات الضغط على بوتين او دفعه الى تغيير رايه تحت الضغوط لن تحقق اي شيء".
كما ستكون الازمة في اوكرانيا محور اتصال من المقرر ان يجريه الرؤساء الروسي والاوكراني والفرنسي اضافة الى المستشارة الالمانية.
وكرر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين القول ان "اتفاق مينسك هو قاعدة الحل الوحيدة لاقرار السلام" في اوكرانيا، داعيا الى تطبيقه "بكامله وعلى الفور".
ويسود الهدوء اوكرانيا منذ ايام عدة بعد ان اوقع هذا النزاع القائم منذ نحو عشرة اشهر اكثر من ستة الاف قتيل.
وكان تم الاتفاق في مينسك على وقف لاطلاق النار دخل حيز التنفيذ في شرق اوكرانيا في الخامس عشر من الشهر نفسه، وتخللته خروقات وتبادل اتهامات بين طرفي النزاع.
وفي كلمته امام مجلس حقوق الانسان ندد المفوض الاعلى لحقوق الانسان زيد رعد الحسين بعمليات "التدمير المشينة التي تطال المدنيين والبنى التحتية في اوكرانيا".
وتتهم كييف مع الدول الغربية موسكو بتسليح الانفصاليين ونشر قوات في شرق اوكرانيا. الا ان موسكو تنفي تماما هذه الاتهامات.
من جهة ثانية سعى الاتحاد الاوروبي الاثنين الى نزع فتيل يتعلق بالغاز حيث بدات شركة غازبروم الروسية الاسبوع الماضي ارسال الغاز مباشرة الى المناطق الخاضغة لسيطرة المتمردين بحجة ان كييف توقفت عن تغذية هذه المناطق بالغاز.
واعرب نائب رئيس المفوضية الاوروبية ماروس سيفكوفيتش الاثنين عن رغبته في انتزاع اتفاق من كييف وموسكو حول خلافهما الجديد بشان الغاز بهدف ضمان امدادات الاتحاد الاوروبي من هذه المادة الحيوية، وذلك اثناء اجتماع في بروكسل مع وزيري الطاقة الروسي والاوكراني.
وقال المفوض في تغريدة على تويتر "آمل بالتوصل الى خاتمة ايجابية" خلال هذا الاجتماع الثلاثي مع الروسي الكسندر نوفاك والاوكراني فولوديمير دمتشيشين والذي بدأ عند الساعة 15,30 ت غ في بروكسل بعد تاخير ساعة ونصف ساعة.
واوضح مصدر مقرب من الملف ان هذه الوساطة ستسبقها محادثات "تشمل خيارات عدة".
واوضحت المتحدثة باسم شؤون الطاقة آنا-كايسا ايتكونن ان "المحادثات ستتناول تطبيق الرزمة الشتوية"، الاتفاق المبرم لستة اشهر في تشرين الاول/اكتوبر 2014 حول سعر الشراء والكميات التي سلمتها مجموعة غازبروم الروسية للمجموعة الاوكرانية نفتوغاز.
واضافت المتحدثة ردا على سؤال حول بدء مفاوضات من اجل "رزمة الربيع"، ان "اي موضوع اخر لن يبحث في هذه المرحلة".
ولم يحضر رئيس مجموعة غازبروم الروسية الكسي ميلر الاجتماع.
ومن غير المتوقع عقد اي مؤتمر صحافي بعد هذه المحادثات التي نظمها سيفكوفيتش بصورة عاجلة لتفادي ازمة غاز جديدة بين كييف وموسكو يمكن ان تربك شحنات الغاز الروسي للاتحاد الاوروبي.
ويشتري الاتحاد الاوروبي سنويا قرابة 130 مليار متر مكعب من الغاز من روسيا ويمر نصفها، اي 15 في المئة من استهلاكه، باوكرانيا في اتجاه بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا وهي الدول الاربع لوصول انابيب الغاز الاوكرانية الى الاتحاد الاوروبي.
وسددت نفتوغاز في نهاية هذا الاسبوع دفعة مسبقة بقيمة 15 مليون دولار مقابل مشترياتها لشهر اذار/مارس، وهو مبلغ "يكفي لدفع ثمن مشتريات يوم واحد وفقا لمستوى الشحنات الحالية"، كما اوضح متحدث باسم غازبروم.
وتهدد المجموعة الروسية بوقف شحناتها من الغاز اذا لم يتم تسديد ثمن المشتريات. وهو وضع لن تتحمله اوكرانيا التي بلغت احتياطاتها في الاول من اذار/مارس 8,1 مليارات متر مكعب، اي 25 في المئة من قدرة التخزين لديها، بحسب معطيات مؤسسة "البنية التحتية للغاز في اوروبا".
نقلا عن أ ف ب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر