طلبت استراليا اليوم الاثنين مجددا من اندونيسيا عدم اعدام اثنين من مواطنيها قبل انتهاء كافة الاجراءات القضائية وبينها تحقيق حول فساد القضاة الذين اصدروا احكام الاعدام.
وتبدو اندونيسيا عازمة على المضي في تنفيذ احكام الاعدام في ثمانية اجانب بتهم تتعلق بتهريب المخدرات، وابلغت السبت رسميا المحكومين الثمانية -- من استراليا والبرازيل ونيجيريا والفيليبين -- باعدامهم الوشيك رميا بالرصاص، اضافة الى سجين اندونيسي.
وبثت وسائل الاعلام الاسترالية صورا لصلييين يصنعهما حانوتي سيوضعان على نعشي ميوران سوكوماران واندرو شان كتب عليهما 29 نيسان/ابريل 2015.
وتحدثت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب مع نظيرها الاندونيسي ريتنو مارسودي عصر الاحد، كما كتب رئيس الحكومة توني ابوت للرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو يطلب منه مجددا وقف الاعدام.
وبحسب بيشوب فانه لا يجب اعدام الرجلين طالما لم يتم حل كافة المسائل القضائية.
وقالت بيشوب لراديو اي بي سي "تجدر الاشارة الى ان محامي شان وسوكوماران يلاحقون القضية امام المحكمة الدستورية في اندونيسيا"، مضيفة ان "القضاء الاندونيسي يجري حاليا تحقيقا حول ادعاءات بفساد المحاكمة الاساسية، وبالتالي فان الدعاوى تثير الجدل حول نزاهة الحكم وعملية العفو في آن".
وتابعت "طلبت من وزير الخارجية مارسودي عدم اتخاذ اي خطوة على علاقة بعقوبات الاعدام حتى الانتهاء من هذه الاجراءات القضائية".
ابوت من جهته اكد معارضته احكام الاعدام "في اي حال من الاحوال" خلال زيارته الى باريس الاثنين، وهو موقف اتخذه ايضا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في بيان منفصل.
ونشرت شبكة "فيرفاكس" الاعلامية الاثنين ادعاءات حول فساد القضاة الذين اصدروا حكم الاعدام بحق الرجلين في العام 2006، على اعتبار انهما طلبا الحصول على اكثر من مليار روبية (77 الف دولار حينها) مقابل اصدار حكم بالسجن اقل من 20 عاما.
ونقلت الشبكة الاعلامية عن المحامي الاندونيسي وقتها محمد ريفان ان الصفقة لم تنجح بعدما تدخلت جاكرتا وطلبت الحكم باعدام الرجلين. وقال المحامي انه قرر الاعلان عن ذلك لان تنفيذ الاعدام اصبح وشيكا والمفوضية القضائية، المسؤولة عن التأكد من نزاهة القضاة، لم تنه تحقيقها حول طلب الرشوة.
وتابع "انه وضع استثنائي لانه يتعلق بحياة اشخاص، فاذا تم اعدامهما فلن يعودا مجددا".
وردا على سؤال حوال اتهامات الفساد التي تتحدث عنها استراليا، قال الرئيس الاندونيسي ان اي اسئلة حول العملية القضائية "كان يجب ان تطرح منذ سنوات". واضاف "لماذا لم يصرح احد بذلك حينها عندما حدث الامر".
ونفى احد القضاة لـ"فيرفاكس" ان يكون حصل اي تدخل سياسي او حتى مفاوضات من اجل الحصول على رشوة.
ومن جهته، قال رئيس المفوضية القضائية توفيق الرحمن سياهوري لوكالة فرانس برس "لدينا حتى ايار/مايو لانهاء تقرير حول انتهاك النظم الاخلاقية من قبل القضاة" لكنه اضاف ان المحكمة العليا وحدها قادرة على تغيير حكم الاعدام.
وتابع ان "تنفيذ الاعدام يبقى ساريا، وقرارنا ليس له تأثير على الحكم او على تنفيذ الاعدام".
ووصلت عائلات شان وسوكوماران والفيليبينية ماري جاين فيلوسو الاثنين في زيارة قد تكون الاخيرة الى سجن نوساكامبانيان الخاضع لحراسة مشددة وحيث يسجن المحكومون بالاعدام في اندونيسيا.
من جهته "توسل" بطل الملاكمة الفيليبيني ماني باكياو الرئيس الاندونيسي للعفو عن فيلوسو.
بدوره قال متحدث باسم الرئيس الفيليبيني بينينيو اكينو ان الاخير بحث القضية مع نظيره الاندونيسي على هامش اجتماع قمة وكان "متعاطفا".
وذكرت صحيفة "سيدني مورنينغ" ان المدعين ابلغوا اقرباء شان وسوكوماران بان عليهم مغادرة السجن للمرة الاخيرة بعد ظهر الثلاثاء.
وقالت شقيقة فيلوسو للصحافيين في سيلاكب القريبة من الجزيرة حيث يقع السجن "اتوسل اليكم ان تمنحوا اختي الصغيرة فرصة اخيرة".
اما بيشوب فحذرت اندونيسيا مجددا من ان مكانتها على الساحة الدولية ستتأثر في حال تنفيذ احكام الاعدام.
وقالت "اكدت هذه الفكرة بالعلن وبصورة شخصية ان هذا الامر من شأنه ان يؤذي مكانة اندونيسيا الدولية واعتقد ان تدخل الامين العام للامم المتحدة في المسألة يعني ان القضية دولية".
وضم بان كي مون صوته الى المطالبين بعدم اعدام المدانين.
وفشلت طلبات العفو التي تقدم بها المدانون جميعهم للرئيس ويدودو الذي يتبع نهجا متشددا ضد مهربي المخدرات، ورفض التراجع عن الاعدامات رغم انتقادات دولية متزايدة.
ونُظمت تجمعات في استراليا ليل الاثنين برعاية منظمة العفو الدولية وكتب بالزهور "حافظوا على الامل".
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر