بحثت لجنة حقوق الانسان النيابية ،الاثنين، مع مقرر الأمم المتحدة واقع الأقليات في العراق، فيما ناقش رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مع بطريرك انطاكية ملف هجرة الأقليات وإقرار التشريعات المطلوبة لحماية المكونات، وذكرت اللجنة في بيان تلقت "المغرب اليوم" نسخة منه ان "رئيس لجنة حقوق الانسان النيابية ارشد الصالحي استقبل ريتا ايزاك المقررة الخاص للأمم المتحدة لشؤون الأقليات والوفد المرافق لها وبحضور عدد من أعضاء اللجنة ظهر هذا اليوم في مقر اللجنة".
وأشار البيان الى ان " الجانبين تباحثا في واقع حقوق الأقليات في العراق بعد دخول تنظيم داعش الى المناطق التي تسوطنها الأقليات"، وأكد رئيس اللجنة بحسب البيان ان " الأقليات الموجودة في العراق قد تعرضت الى اضطهاد ومحاولات عدة لطمس تاريخهم بعد عام 2003 وخصوصاً بعد دخول تنظيم داعش الى العراق حيث استهدف هذا التنظيم هذه الأقليات بالقتل والتدمير وحرق قراهم وهم اليوم يعيشون مأساة أخرى بعد طرد هذا التنظيم من قبل القوات الأمنية لعودتهم الى مناطقهم بعد تدميرها من قبل المتطرفين "، مضيفاً ان " الكتل السياسية لم يراعوا حقوق الأقليات خلال السنوات الماضية وان حقوقهم منتهكة خصوصاً بعد دخول تنظيم داعش".
وبين الصالحي ان " لجنة حقوق الانسان تعمل على وضع مسودة قانون حماية التنوع ومنع التمييز لضمان الحقوق الإدارية والسياسية والثقافية والتعليمية للأقليات"، فيما ناقش في ذات الوقت رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مع بطريرك انطاكية ، اليوم الاثنين، ملف هجرة الأقليات وإقرار التشريعات المطلوبة لحماية المكونات.
وذكر بيان لمكتب الجبوري الإعلامي ان "رئيس مجلس النواب سليم الجبوري استقبل بمكتبه الخاص ، قداسة البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني بطريريك انطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة الأرثدوكسية في العالم والوفد المرافق له".
وكشف البيان ان " اللقاء تضمن استعراض مجمل الأوضاع في العراق، وملف هجرة الأقليات من البلاد، فضلاً عن دور البرلمان في إقرار التشريعات المطلوبة التي تضمن حقوق واستقرار جميع المكونات وخاصة المسيحيين منهم".
واكد رئيس البرلمان ان " ما يجري في العراق من إرهاب وغيره انما يستهدف الشعب بكل المكونات بمن فيهم الاخوة المسيحيين، وان هذا التطرف الديني بعيد كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي ورسالته السامية وفكره المبني على التسامح وبث المحبة بين الجميع."
واضاف ان "المسيحيين والايزيديين والمسلمين وغيرهم من مكونات الشعب دفعوا ثمن الإرهاب والعنف الذي استهدف الجميع بدون استثناء، مشدداً "اننا في مجلس النواب حريصون على انجاز كافة القوانين التي تحفظ للأقليات وخصوصا المسيحيين حقوقهم الكاملة في هذا الوطن"، واكد الجبوري" حرص البرلمان على توفير البيئة المناسبة والامنة لضمان عودة جميع النازحين خاصة أبناء الطائفة المسيحية الى مناطقهم".
من جانبه، ثمن قداسة البطريريك حسب البيان دور البرلمان ورئيسه في تعزز الاخوة بين أبناء الشعب العراقي، واعتبار المسيحيين جزءً مهماً من استراتيجية التعايش السلمي في البلاد، ووصف تقرير الجمعية العراقية لحقوق الانسان في الولايات المتحدة الأميركية ( IHRSUSA ) وضع الأقليات بأنها هش وغير مضمون على ارض الواقع والمعطيات تؤشر على انها تمر بظروف قاهرة وخوف مستمر من المجهول بسبب قيام التنظيمات المتطرفين والخارجة عن القانون بتجاوزات فظة واعتداءات مستمرة من دون اي خوف من السلطات او القانون، مما يؤدي الى ان يدفع أبناء هذه المكونات حياتهم وممتلكاتهم ثمنا بسبب هذا التقاعس من قبل السلطات الحكومية، وبحسب التقرير يقدر عدد المسيحيين في العراق اليوم ما يقارب ( 600 - 700 ) الف بعد ان كانوا ( 1.600.000 ) نسمة.
ووفق الاحصائيات التي وردت في التقرير فأن "اعداد المسيحيين الذين قتلوا في العراق بسبب الاعمال الإرهابية المنظمة لعام 2013 كان ( 15 ) قتيلا ، ليصبح العدد الكلي لضحايا هذا الشعب منذ عام 2003 ولغاية الان ( 1103 ) قتيلاً، كما جرى الاعتداء على (98) كنيسة ودير ومزار"
ووفقا للتقرير أيضا فان أوضاع الايزيدية لم تكن بأحسن من المسيحيين فهم أيضا يعانون الإهمال والتهميش و الاستهداف المستمر اذ يبين التقرير بأن " الايزيدية وبسبب انتمائهم الديني والقومي تعرضوا للظلم والغبن والتهميش، مع انعدام واهمال واضح للخدمات في مناطقهم، وانتشار البطالة في صفوفهم "
والايزيدية ، هم من الاقوام العريقة في العراق، كأقدم ديانة توحيدية، لهم تقاليدهم وطقوسهم واعرافهم الاجتماعية ومناطقهم التاريخية لديانتهم، ويتواجدون في محافظة دهوك، في مناطق زاخو وتوابعها وسميل وفي محافظة نينوى ينتشرون في قضاء سنجار وقضاء شيخان وقضاء تلكيف ومناطق بحزاني وبعشيقة وباعذرا، ويقدر عددهم اليوم ما يقارب ( 600 ) ألف نسمة يؤمنون بالحرية والعيش المشترك.
وكان مسلحو تنظيم (داعش) قد سيطروا على قضاء سنجار وناحية ربيعة في آب 2014 المنصرم، بعد سيطرتهم على الموصل ،إضافة الى تفجير جميع المزارات التابعة للايزيديين في القضاء والاعتداء على العشرات من الأسر والفتيات الايزيديات التي تسكن سنجار والقرى التابعة لها، إلا أن قوات البيشمركة استطاعت تحرير أغلب أحياء القضاء من سيطرة (داعش) إضافة الى السيطرة على مناطق واسعة من النواحي والأقضية التابعة الى محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد).
يذكر أن العراق يتميز بكونه متعدد الثقافات ومتنوع الأطياف فهناك المجاميع الكبيرة مثل القومية العربية والكردية الى جانب أبناء الأقليات او المكونات الاصيلة مثل (الكلدان، السريان، الأشوريين ، الأرمن ، الايزيدين ، الصابئة المندائيين،الشبك ،التركمان ، الاكراد الفيلية ، الكاكائية ، والبهائية والزرادشتية) وضمن الدستور العراقي الصادر في عام 2005 وفي ديباجته تقول ( يؤكد على نهج الدولة باعتماد مبادئ المساواة والمشاركة واحترام قواعد القانون وتحقيق العدل والمساواة لكافة العراقيين) كما كفل القانون العراقي حرية حق الحياة والمعتقد والدين للمواطنين، وان تحترم ممارسة شعائره الدينية ومناسباته القومية وان لا يهان رمزًا او شخصًا هو موضع تقديس او تمجيد او احترام لدى طائفة دينية وان تتكفل الدولة حرية العبادة وحماية اماكنها وفقا للتقرير.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر