تعهدت أكثر من 40 جماعة من الجماعات المتمردة السورية بمهاجمة القوات الروسية ردًا على الحملة الجوية التي شنتها موسكو، في استعراض للوحدة بين المتمردين التي تكون عادة منفصلة، ضد ما أسموه "المحتلين" في سورية.
وأوضحت الـ 41 مجموعة، والتي شملت فصائل قوية مثل "أحرار الشام وجيش الإسلام وجبهة الشام"، أن روسيا انضمت إلى الحرب في سورية بعد أن كانت قوات الرئيس بشار الأسد على وشك هزيمة ساحقة.
وجاء تحذير المتمردين بعد اقتراح رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي بأن وحدات القتال الروسية المتطوعة تنضم إلى القتال بجانب قوات الأسد.
وصّح القائد السابق لأسطول البحر الأسود فلاديمير كوميدوف، لوكالة "أنباء انترفاكس"، بأن الروس الذين قاتلوا في السابق إلى جانب المتمردين في شرق أوكرانيا، لا يمكن إيقافهم عن القتال لصالح نظام الأسد.
وأضاف كميدوف: "ربما ستظهر وحدة من المتطوعين الروس وقدامى محاربي الصراعات في صفوف الجيش السوري، ليس دفاعا عن القضية بالطبع، وإنما محتمل من أجل المال ".
وأطلقت روسيا حملتها الجوية الأربعاء الماضي، وتدعي أنها تستهدف "داعش" والجماعة التابعة لتنظيم "القاعدة" في سورية "جبهة النصرة"، ولكن بدلًا من ذلك، نالت العديد من الضربات من الفصائل المتمردة المدعومة من الغرب.
وركزت الهجمات الروسية إلى حد كبير على الأقاليم الشمالية الغربية والوسطى، وهي المناطق المحيطة بقاعدة سلطة الأسد في العاصمة دمشق وعلى ساحل البحر المتوسط.
وأعلنت تركيا الاثنين، أن قواتها الجوية اعترضت مقاتلة روسية اخترقت المجال الجوي للبلاد، إذ كانت تحلق في طريقها إلى سورية، وهو الحادث الذي يزيد من التوترات التي تصاعدت منذ التدخل العسكري الروسي.
وأوضحت الخارجية التركية أنها استدعت سفير روسيا بعد أن اعترضت طائرتان من طراز "F-16" المقاتلة الطائرة الروسية بينما كانت تحلق جنوب هاتاي، وهي المحافظة التي تقع على حدود سورية السبت.
وانتقدت جماعات المعارضة السورية والنشطاء التدخل الروسي على نطاق واسع، خصوصًا أن موسكو لعبت دور الوسيط واستضافت جولات من المحادثات بين الحكومة السورية ومعارضيها.
وأصدرت جماعة "أحرار الشام" بيانًا تنادي فيه دول المنطقة بشكل عام، وحلفائها بشكل خاص، إلى الإسراع لتشكيل تحالف إقليمي لمواجهة التحالف الروسي الإيراني الذي يقاتل في سورية.
ونقلت الصحيفة تصريح مسؤول عسكري سوري لوسائل الإعلام الحكومية، بأن الضربات الجوية الروسية بلغت محافظة الوسطى حمص وإدلب في شمال غرب البلاد الاثنين.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان المقيم في لندن، أن الطائرات الحربية الروسية استهدفت المدينة الشمالية الباب، وهي معقل "داعش"، في غارة جوية خلفت عددًا كبيرًا من الضحايا.
ونشرت إحدى صفحات "داعش" على فيسبوك صور الجرحى الذين يعالجون في عيادة، وأخرى لجثة محترقة بعد سحبها من سيارة متفحمة، وجاء في صفحة "الفيسبوك" الآتي: "لقي عشرات الأشخاص حتفهم وأصيب آخرون، إثر الغارات الجوية الروسية".
وذكرت الفصائل المسلحة والمتمردة في سورية، بما في ذلك الشعبة المدعومة من الولايات المتحدة: "يعتبر العدوان العسكري الروسي في سورية احتلالًا سافرًا للبلاد، حتى لو ادعوا أنها بناء على طلب رسمي من نظام الأسد، فأولئك الذين فقدوا الشرعية لا يمكن أن يقدموها".
وأضافت الفصائل: "يجب على جميع الفصائل الثورية السورية المسلحة أن يدركوا أننا في حرب ضد المعتدي، حرب تجعل الصفوف موحدة وكلمة واجبة على جميع الإخوة"، وأضافوا أن أي قوة تعتدي على البلاد تعد هدفًا مشروعًا.
وأعلنت جماعة "الإخوان المسلمين" في سورية الاثنين، أن القتال ضد "الاحتلال الروسي في سورية" هو واجب شرعي على كل من هو قادر على حمل السلاح.
واعترف "الكرملين" بأن الخبراء العسكريين في سورية، هم لتدريب القوات المحلية على كيفية استخدام الأسلحة الروسية، وأفاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "لن نرسل قوات برية إلى سورية".
وصرّح المحلل العسكري الكسندر جولتس: "النظام الروسي تجنب بعناية مسألة استخدامه المرتزقة، لأنه لم يحدث قط أن تحدث عن الأموال التي تلقاها هؤلاء الذين يقاتلون في شرق أوكرانيا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر