الدار البيضاء ـ جميلة عمر
قضت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الإرهاب في ملحقة محكمة الاستئناف للرباط في مدينة سلا، تأجيل النظر في قضية "تاجر فاس" المعتقل في سجن الزاكي بتهمة "الإرهاب والتواصل مع داعش" إلى الشهر المقبل، من أجل إعداد الدفاع.
وأحالت غرفة التحقيق في المحكمة نفسها، الملف إلى غرفة الجنايات الابتدائية بعدما خلصت إلى توجيه تهم من العيار الثقيل له، أبرزها "تقديم مساعدات نقدية لمن يرتكب أفعالا إرهابية، همّت إعانات مالية وعينية قدمت لزوجات وعائلات معتقلي "السلفية الجهادية"، وتشغيل متهمين في قضايا الإرهاب بشركاته".
كما تابعه قاضي التحقيق في الشق المتعلق بزجر الغش في البضائع، بتهمة الغش عن طريق التدليس وتزوير وتزييف تواريخ صلاحية استهلاك المواد الغذائية الفاسدة وعرضها للبيع.
وحصلت فرقة مكافحة الإرهاب في المكتب المركزي للأبحاث القضائية في سلا، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، على معلومات أمنية في إطار مهمتها المتعلقة بمكافحة الجريمة الإرهابية تبني "تاجر فاس" المعتقل للفكر السلفي الجهادي، وقيامه بداية شهر شباط/ فبراير 2014، بتمويل سفر زوجة صهره "س. ز" وأطفالها الثلاثة، للالتحاق بزوجها الذي انضم إلى "جبهة النصرة" في سورية.
وكشفت التقارير الاستخباراتية للمحققين، أن أحد السلفيين المعتقلين في آذار/ مارس 2014، ضمن خلية إرهابية فككتها الأجهزة الأمنية، هو من كشف أمر "تاجر فاس"، والذي وضع منذ ذلك التاريخ تحت أعين عناصر الأمن، إلى أن أثبتت التقارير الأمنية، بحسب المحققين، علاقته بالفكر السلفي الجهادي المتطرف، وتورطه في ترويج مواد غذائية منتهية الصلاحية..ليتم اعتقاله فجر يوم الاثنين 15 حزيران/ يونيو 2015 في مدينة فاس.
وأسفرت الأبحاث التي أجرتها فرقة مكافحة الإرهاب والتي استغرقت ثلاثة أشهر معه، عن معلومات وصفت بالخطيرة، والتي اتهم فيها المحققون "الملياردير السلفي"، بتكوين عصابة إجرامية والإعداد لارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف المس بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف وتمويل الإرهاب وحيازة وترويج مواد غذائية فاسدة وتزوير تواريخ مدة صلاحيتها، لينضاف إلى هذه التهم اتهام ثقيل من جرائم الإرهاب، تخص تقديم مساعدات مالية وعينية لمن يرتكب أفعالا إرهابية وعدم التبليغ عن جريمة إرهابية، من خلال تستره على التحاق عدد من سلفيي فاس بـ"داعش".
كما أنه تزوج من أرملة "سلفي جهادي" مغربي، توفي في أفغانستان، وتقديمه مساعدات مالية وعينية إلى أرامل المقاتلين في صفوف "داعش" في سورية والعراق، وتضامنه مع عائلات معتقلي "السلفية الجهادية" في سجون المغرب، ولجوئه إلى تشغيل عدد من المعتقلين السابقين في صفوف السلفية الجهادية في شركته في فاس، من بينهم المعتقل السابق في سجن "غوانتنامو" محمد السليماني العلمي الذي التحق بسورية ولقي حتفه هناك.
وأفصح التاجر المتهم بالإرهاب، للمحققين، عن علاقته بإمام مسجد مشهور في مدينة بغداد العراقية، وهو الشيخ "خلف محمود عيساوي" ، وهذا الأخير أخبره خلال زيارته إلى فاس عام 2014، أن زعيم التنظيم أبا بكر البغدادي، تتلمذ على يده في العلوم الشرعية في معهد ديني في بغداد، حيث وعد أستاذ البغدادي، الملياردير المغربي المعتقل بمنحه منصب "قاضي القضاة" في حال التحاقه بالتنظيم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر