المهاجرون الأفارقة يهربون من ويلات الحياة إلى عذاب المعتقلات الليبية
آخر تحديث GMT 15:34:19
المغرب اليوم -

بعد فشل مخططاتهم في الهجرة غير الشرعية عبر البحر نحو أوروبا

المهاجرون الأفارقة يهربون من ويلات الحياة إلى عذاب المعتقلات الليبية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المهاجرون الأفارقة يهربون من ويلات الحياة إلى عذاب المعتقلات الليبية

المهاجرون الأفارقة يهربون من ويلات الحياة إلى عذاب المعتقلات الليبية
طرابلس ـ علي صيام

يتحدث عبد الله فاتح الذي يجلس علي أرض رملية تحت الشمس الحارقة في مركز الاعتقال"لقد خلقنا لنكون مواطنين في هذا العالم، ونحن نفعل ما لن يستطيع غيرنا فعله من أجل أطعام أسرنا"، ويكمل "إذا لم يدعوننا لأخذ هذه الفرصة فليرجعوننا مرة أخرى إلى ديارنا ويتركوننا نموت بكرامة "، وأثناء حديثه يأتي فجأة صراخ من إحدى السيارات بداخلها سيدة تقوم بخلع ملابسها، فيما يقوم العقيد ناصر حزم قائد الوحدة المركزية للمهاجرين غير الشرعيين في طرابلس بالتلويح بذراعيه في سخط، قائلاً بأنه من الواضح بأن هذه السيدة التي تحدث ضجيجًا مختلة عقليًا متسائلا ماذا يفترض بي أن أفعل حيال ذلك، إنهم يرسلون إلي أناس مجانين.

المهاجرون الأفارقة يهربون من ويلات الحياة إلى عذاب المعتقلات الليبية

وأقر العقيد حزم أنه لم يعد قادرًا على وقف تدفق المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط، فخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة فقط، هناك ثلاثة آلاف شخص آخرين تركوا بيوتهم في ليبيا من أجل الوصول إلى أوروبا، في الوقت الذي توفي فيه الكثير منهم، ويذكر أن هناك ثلاثة آلاف شخص من الرجال والنساء وكبار السن والأطفال قد حاولوا على مدار الثلاثة أشهر الماضية الهروب من ليبيا إلى أوروبا.

ويضيف العقيد حزم في حديثه بأنه يشعر بالأسى والحزن حينما يرى مثل هذه السيدة النيجيرية التي تصرخ، فهؤلاء قطعوا مسافات طويلة عبر الصحراء من أجل إدراك البحر، وحينما يقبض عليهم فإن ذلك يؤثر عليهم ما يجعلهم يتصرفون على هذه الشاكلة.

وصرح رئيس وزراء الحكومة الليبية التي يوجد مقرها في العاصمة طرابلس، بأن الخطط التي يسعى الإتحاد الأوروبي لتنفيذها بواسطة الإجراء العسكري لوقف تدفق المهاجرين سيتم مواجهتها بالقوة.

وكان جزء من الاتفاق الذي عقد في الماضي ما بين الغرب والعقيد معمر القذافي يقوم بموجبه الزعيم الليبي بالحد من الهجرة غير الشرعية والهجرة إلى أوروبا، إلا أن هذا الاتفاق قد نفي الآن، ما جعل السلطات الليبية تواجه ما يكفي من المشاكل خلال الوقت الراهن دون احتمال لوجود تدخل غربي، فهناك حرب أهلية مستمرة ما بين أنصار الحكومة في طرابلس، والحكومة في طبرق، فيما يعمل "داعش" على إنشاء معاقل له في سرت مسقط رأس الديكتاتور المخلوع معمر القذافي ، إلى جانب سيطرته على حقول النفط التي تعد مصدرًا للدخل بالنسبة للمدينة.

وادعى المسؤولون في ليبيا بأنه في ظل تفاقم الأزمة وندرة الموارد، فإنهم يبذلون ما في وسعهم لعرقلة مرور المهاجرين للوصول إلى أوروبا، بعد اعتراض قوارب تهريب وتنفيذ الشرطة لعمليات في منطقة طرابلس لوقف اصطحاب المهاجرين إلى البحر.

وأدت هذه العمليات في نهاية الأسبوع الماضي إلى القبض على 590 شخص ممن سافروا من مالي، ونيجر، وتشاد، والسودان، في حين كانت عصابات التهريب تتواجد في العاصمة طرابلس وريفها مسلحة جيدًا بالأسلحة التي غمرت ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي ومستعدة للدفاع عن عائداتها بسبب لصلتهم بالميليشيات.

وتحدث بشير علاجي من الصومال (30عامًا)، الذي يقضي فترة اعتقال، بأن الانتقال في الماضي إلى أوروبا قبل نشوب الحرب الأهلية كان يمثل صعوبة بالغة، ولكن كان بإمكانك العمل هنا في طرابلس دون القبض عليك، وبالتالي فالكثير من الأشخاص ممن هم من جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية كانوا سعداء للعمل وإرسال المال إلى عائلاتهم.

ويتابع علاجي حديثه، بأن الوضع الاقتصادي الآن لم يعد قويًا كما كان في السابق، والمهاجرين غير الشرعيين يتم إلقاء القبض عليهم، مضيفًا أن المهاجرين يتجهون إلى إيطاليا حتى يستطيعوا إعالة أسرهم، متسائلاً ما الذي يجعله شخص يقوم بذلك إذا كان هناك عمل في الصومال يستطيع به الإنفاق على أسرته المكونة من 15 شخصًا، لا يوجد مستقبل في الصومال، بيد أن السيد علاجي سبق وأن تم اعتقاله في ليبيا في سجن أبو سليم عام 1996 إبان حكم العقيد معمر القذافي.

وعلى جانب آخر يصر محمود السعيد، وهو أحد حراس مركز الاعتقال، بأنهم لا يقومون بقهر المهاجرين، كما أنهم لا يتبعون نفس النهج الذي كان يتبعه نظام للعقيد معمر القذافي، والذي كان ينفذ عمليات التعذيب، إلا أنه هناك انتهاكات حدثت منذ اندلاع الثورة من قبل الأشخاص أنفسهم الذين عانوا تحت حكم النظام السابق.

وأنكر نائب مدير مركز الاعتقال فرج الجميشي، وجود سوء معاملة متعمدة، مشيرًا إلى أن قدرة المكان غير كافية لاستيعاب 250 شخص، فلا توجد ميزانية لهؤلاء الأشخاص في الوقت الذي ترسل فيه الحكومة الطعام يوميًا من خلال شركات التموين، فيما يوجد طبيب واحد فقط يأتي مرة واحدة كل أسبوع.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهاجرون الأفارقة يهربون من ويلات الحياة إلى عذاب المعتقلات الليبية المهاجرون الأفارقة يهربون من ويلات الحياة إلى عذاب المعتقلات الليبية



GMT 04:04 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تشاد تلمح لضلوع السودان في مقتل رئيسها السابق

GMT 02:58 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تُعلن أنهم لأن يخضعو للضغوط وهدفهم وقف الحرب

GMT 02:22 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر تعلن أنها لم ننسحب من الوساطة في غزة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib