الرباط - سناء بنصالح
أكد الملك محمد السادس أن يوم عيد العرش مناسبة سنوية لإجراء وقفة مع الذات حول ما حققه المغرب من منجزات، وما يواجهه من تحديات، موجهًا شكره لكل القوى الحية للأمة، وجميع الفاعلين على وقوفهم إلى جانبي في المجهود الجماعي، من أجل خدمة المواطن.
وشدد الملك، في خطاب العرش، الخميس، أن الاحتفال بعيد العرش يحمل دلالات قوية، تجسد عمق عهود الولاء والوفاء، المتبادلة بيننا، وروابط البيعة التي تجمعك بخديمك الأول، والتي لا تزيدها الأيام إلا قوة ورسوخًا.
وأكد الملك محمد السادس أن "كل ما تم إنجازه، يبقى غير كاف للمغرب، ما دامت هناك فئة تعاني من ظروف الحياة القاسية، وتشعر بأنها مهمشة، رغم كل الجهود المبذولة، ورغم أن هذه الفئة في تناقص مستمر، فإنني حريص على أن يستفيد جميع المواطنين من خيرات الوطن".
وأكد أنه "وكما عاهد الشعب المغربي سيواصل العمل حتى آخر رمق، من أجل بلوغ هذه الغاية، وأن طموحه من أجل إسعاد الشعب ليس له حدود، وكل ما يعيشه هذا الأخير يهمه وأن ما يصيبكم يمسني، وما يسركم يسعدني، وما يشغلكم أضعه دائمًا في مقدمة انشغالاتي".
ومن هذا المنطلق، أوضح الملك محمد السادس أنه "لابد من إجراء وقفة للتوصل إلى حلول جديدة، كفيلة بجعل هذه الفئة تلحق بالركب، وتندمج في الحياة الوطنية، ومن أجل ذلك جعلنا من صيانة كرامة المواطن الهدف من كل الإصلاحات السياسية والاجتماعية، والمبادرات التنموية، وإقامة المؤسسات، على أهميتها، ليست غاية في حد ذاتها. كما أن النمو الاقتصادي لن يكون له أي معنى، إذا لم يؤثر على تحسين ظروف عيش المواطنين".
ورغم التطور الذي حققه المغرب، شدد الملك محمد السادس أن ما يحزنه الأوضاع الصعبة التي يعيشها بعض المواطنين في المناطق البعيدة والمعزولة، وخاصة في قمم الأطلس والريف، والمناطق الصحراوية والجافة والواحات، وبعض القرى في السهول والسواحل.
وشدد الملك محمد السادس على أنه وجه مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على التصدي لمظاهر العجز الاجتماعي في بها، كما وجه الحكومة لإعطاء المزيد من الأهمية للسياسات الاجتماعية، مستدركًا أن "اهتمامنا بأوضاع المواطنين في الداخل لا يعادله إلا حرصنا على رعاية شؤون أبنائنا المقيمين بالخارج، وتوطيد تمسكهم بهويتهم، وتمكينهم من المساهمة في تنمية وطنهم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر