كشف أعضاء في حركة "الشباب" الصومالية المتطرفة أنَّ الحركة ستنهي ولاءها لتنظيم "القاعدة" وتتعهد بالولاء لتنظيم "داعش"، بعدما تلقت دعوات من قيادات "داعش" للانضمام إليه في مقطع فيديو تم نشره في آذار/ مارس الماضي يحث الجميع على القتال معهم في دول كينيا وأثيوبيا وتنزانيا.
وأكد أعضاء حركة "الشباب" الصومالية ومصادر في الجيش الصومالي، قبول دعوة تنظيم "داعش"، بالتزامن مع قتل الكثير من قادة الحركة المحليين والأجانب من قبل غارات القوات الخاصة وهجمات الطائرات من دون طيار، مما جعل الحركة تفقد سيطرتها على كثير من الأراضي، فضلا عن نفاذ أموالها نتيجة لذلك.
وكشف أحد قادة "الشباب"، عن عقد لقاء سري للشخصيات البارزة في الحركة في منطقة جوبا الوسطى على بعد 200 ميل من العاصمة مقديشو، مضيفًا أنها عملية مستمرة للتوصل إلى قرار نهائي في الأسابيع والأشهر المقبلة، متابعًا "نحن الآن جميعًا في قارب واحد، أنا لا أريد التعليق على السبب الذي يجعل الحركة على استعداد لقطع علاقتها بتنظيم القاعدة وقائدة أيمن الظواهري، إلا أن داعش استطاع جذب أنظار المسلمين إقليميًا وعالميًا من حيث قيادته لمفهوم الجهاد العالمي، وهناك تشابه فكرى بيننا وبينهم ونحن على استعداد لمساعدة الإخوة والأخوات المسلمين في مختلف أنحاء العالم تحت أيديولوجية وكتاب واحد".
ووافق زعيم الحركة الصومالية "أبو عبيدة" ونائبه "مهد كاراتيه" في اجتماعهم على الانضمام لتنظيم "داعش"، كما حث الزعيمان أتباعهما على التخلي عن تنظيم "القاعدة"، حيث نفذت الحركة الصومالية مئات الهجمات الدموية على الجيش الصومالي والكيني وعلي المدنيين أيضًا منذ التعهد بالولاء لتنظيم "القاعدة" في شباط / فبراير عام 2012، ويذكر منهم اثنان من أكبر الهجمات البشعة تمثلت في الهجوم على معرض "ويست غيت" التجاري، في نيروبي، مما أسفر عن مقتل 67 شخصًا، ومذبحة جامعة "غاريسا" التي راح ضحيتها 148 شخصًا.
وعلى جانب أخر كشف الحركة الصومالية من عنفها داخل البلاد، حيث نفذت 150 هجومًا على نقاط تفتيش عسكرية صومالية في حزيران / يونيو، وتم ذبح 50 فردًا من قوات "حفظ السلام" في هجوم على بلدة مانديرا الكينية الحدودية، وقتلت الجماعة 14 من عمال المحاجر الثلاثاء وهم نائمون بعد تحطيم بوابة المكان وإطلاق النيران بعدها في بلدة سوكو مبيوزي الكينية الحدودية.
وأفاد ضابط المخابرات الصومالي محمد حسن، أن تلك الهجمات تمثل استعراضًا للقوة لإتمام التعهد بالولاء لتنظيم "داعش"، مضيفا "لقد نفذت الجماعة المتطرفة هجمات كبيرة على قوات الاتحاد الأفريقي والقوات الصومالية في جنوب ووسط الصومال على مدى الأسابيع القليلة الماضية".
وذكر مستشار الرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود، عبد الرحمن ياريسو، أن هذا العنف من حركة "الشباب" الصومالية يعد مؤشرًا على استعداد الحركة لقبول التعهد بالولاء لتنظيم "داعش".
وفقدت الجماعة السيطرة على الأراضي الصومالية منذ عام 2011 عندما أجبر المسلحون على الخروج من العاصمة مقديشو، كما فقدت أحد مصادر دخلها بعد طردهم من الموانئ الصومالية الرئيسية في واحدة من أكبر الضربات الموجهة للجماعة عام 2014 عندما قتل زعيمها السابق أحمد جودان، في غارة أميركية جوية بدون طيار.
وأعلنت مصادر مطلعة أن هناك خلاف داخل قيادة حركة "الشباب" لصومالية ما بين مؤيد للانضمام إلى تنظيم "داعش"، ومعارض ومتمسك بالعمليات المحلية، وأن الحركة نجحت في تجنيد ما لا يقل عن 50 مواطنًا بريطانيًا بما في ذلك تومس ايفانس ( 25 عامًا) الذي يعرف بـ "الوحش الأبيض" بسبب جرأته أثناء المعارك.
وقتل توماس بالرصاص خلال الهجوم على الجيش الكيني في مقاطعة لامو الشهر الماضي، وتعد وفاته حالة القتل الأولى لمتطرف بريطاني على الأراضى الكينية، وعُثر على مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو غير العادية لجثته، وهو الرجل الثاني في القيادة ومصور الحركة في أعقاب الهجوم على بايرو عند الساعة 5:45 صباحًا.
وذكرت وكالة الاستخبارات الصومالية أن الأرملة البريطانية سمانثا لويثويت من أعضاء حركة "الشباب" نفذت هجمات 7 تموز/ يوليو في لندن، مفيدة أنها كانت تقود جيشًا من 200 أنثى تم تدريبهن على التسلل إلى الحكومات وتنفيذ الهجمات الانتحارية.
وأضاف ضابط المخابرات الصومالي محمد حسن، "المقاتلين الأجانب في حركة الشباب الصومالية يؤيدون الانضمام إلى تنظيم داعش بعد أن ضاقوا ذرعًا في تنظيم القاعدة لفقره ماديًا وعسكريًا".
وأطلق تنظيم "داعش" في آذار / مارس الماضي، مقطع فيديو من ست دقائق يتوصل فيه بخطاب لجماعة "الشباب" الصومالية بالانضمام إليهم، ووصفوا مقالتي الحركة بأنهم "المجاهدون الصادقون".
وبيّن الخبير الأمني ريان كامينغز، أن رغبة "داعش" في الاندماج مع حركة "الشباب" الصومالية تمثل جزءًا من خطتها للتوسع دوليًا، مضيفًا "إن الاندماج بين الجماعتين يمثل انتصارًا فكريًا لداعش من منظور العلاقات العامة التي هي أساس عمليات هذا التنظيم، حيث يرغب داعش في خلق صورة أنه تنظيم ينمو ويتوسع في أجزاء مختلفة من العالم، والطريقة الوحيدة لضمان ذلك هم وجود مجموعات أخرى متحالفة معه لتنفيذ بعض العمليات في مناطق مختلفة".
وأبرز المحلل الأمني في مقديشو خالد عمر "على الرغم من فقد حركة الشباب الصومالية السيطرة على العديد من الأراضي وهو ما يعد انتصارًا لحلفاء الاتحاد الأفريقي والقوات الصومالية إلا أن الحركة لم تقترب من النهاية بعد، وفي حالة انضمام الحركة غلى تنظيم داعش فإن الأمر سيتغير على أرض الواقع، فيمكن للجماعة أن تجذب المزيد من داعمي داعش في المنطقة، وهو ما يعزز موقف الحركة في الحصول على المزيد من الدعم المالي والعسكري".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر