أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعمه الدعوات العربية لتشكيل قوة موحدة لمواجهة التهديدات الأمنية الإقليمية، مشدّدًا على أنَّ التحرك العربي لمساندة اليمن أمرٌ حتمي لوقف التدخل الخارجي.
وأوضح الرئيس السيسي في كلمته الافتتاحية التي ألقاها للترحيب بالوفود العربية المشاركة في أعمال القمة العربية في دورتها الـ26، في شرم الشيخ، أنَّ الحملة العسكرية بقيادة المملكة العربية السعودية، ضد المتمردين "الحوثيين" في اليمن، تهدف إلى الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه.
وأضاف إنَّ الهجمات ستتواصل حتى يستسلم "الحوثيون"، وأيَّده العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي تعهد بأنَّ التدخل العسكري في اليمن لن يتوقف حتى يصبح اليمن بلدًا مستقرًا وآمنًا.
وأبرز الرئيس المصري أنَّ العالم العربي يواجه تهديدات غير مسبوقة، متهمًا إيران ضمنيًا، بالتدخل في الشؤون العربية، كما حمل المتمردين "الحوثيين" مسؤولية إثارة حالة من الفوضى في البلاد، واصفًا إياهم بأنهم "عملاء إيران".
وجاءت حملة من الغارات الجوية التي تشنها قوات تحالف "عاصفة الحزم" المؤلف من عشر دول بقيادة المملكة العربية السعودية، ردًا على استيلاء "الحوثيين" المدعومين من إيران على مقاليد السلطة في اليمن، في الوقت الذي تنفي فيه إيران صلتها بتزويد الجماعة بالأسلحة والذخيرة.
وأفادت تقارير نقلها تلفزيون المملكة العربية السعودية، أنه تم إجلاء عشرات الدبلوماسيين الأجانب من مدينة عدن، بعد أن استولى المتمردون عليها.
وتأتي القمة وسط تصاعد حالة من عدم الاستقرار وارتفاع وتيرة حركات التمرد في المنطقة، حيث انزلق النزاع الحوثي الذي تصاعد في الأشهر الطويلة الماضية، إلى هاوية صراع إقليمي يهدد بتمزيق دولة اليمن الفقيرة في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية.
وأفادت التقارير التي وردت ليلة الجمعة، بأنَّ قوات التحالف العربي مستمرة في شن ضربات جوية على معاقل الحوثيين في العاصمة اليمنية، صنعاء، كما شنت الطائرات غارات جوية على قافلة من العربات المدرعة والدبابات وشاحنات عسكرية تابعة للحوثيين، متجهة من بلدة شقرا الساحلية لشن الهجمات في عدن.
وذكر مسؤولون في وزارة الصحة التي يسيطر عليها المتمردون في صنعاء، أنَّ الغارات التي شنتها عملية "عاصفة الحزم" أسفرت عن مقتل 39 حوثيًا على الأقل، منذ بدئها الخميس الماضي.
وكان من المقرر أن تناقش جلسة القمة العربية السنوية قوة عسكرية عربية مشتركة، ولكنها بدلًا من ذلك ركزت على أزمة اليمن.
وصرَّح الرئيس الأميركي باراك أوباما، بأنَّ الولايات المتحدة تدعم "الهدف الجماعي" الذي تبنته حليفتها الإقليمية المملكة العربية السعودية، لرؤية وتعزيز الاستقرار في اليمن، واتضح ذلك عندما أنقذت القوات العسكرية الأميركية طيارين سعوديين، سقطا في مياه خليج عدن ليلة الخميس، وكان الطيارين يشاركان في العملية العسكرية التي تقودها بلادهما ضد الحوثيين.
وشدَّد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على أنَّ المفاوضات هي الطريق الوحيد لمنع صراع طويل الأجل في اليمن، معربًا خلال الكلمة التي ألقاها في القمة العربية، عن استيائه حيال فشل العالم في وقف الحرب الأهلية المستعرة في سورية، ووعد بتكثيف الجهود الدبلوماسية، مضيفًا "لا تزال المفاوضات بوساطة المبعوث الدولي الخاص، جمال بنعمر، هي الفرصة الوحيدة لمنع صراع طويل محتدم في المنطقة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر